دينا جوني (دبي)
دعت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي الميدان التربوي للمشاركة في التصويت في جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، التي وصل للمرحلة النهائية منها أربعة متأهلين من الإمارات. وحثّت المعلمين ومدراء المدارس وبقية أطراف المجتمع التعليمي على الاطلاع على المبادرات الابتكارية للمعلمين الأربعة وتجربتهم وكيفية استفادة الميدان التعليمي منها. والمعلمون المتأهلون هم: سلمى الكتبي، وسليمة السعدي، وشيخة الزيودي، ومحمد مخيمر.
وتتناول مبادرة «صندوق معارف المعلمين العالمي» الذي أهّل الكتبي للمرحلة النهائية، توفير المعارف التي يحتاجها المعلمون في منصة واحدة. والكتبي معلمة لغة عربية حاصلة على شهادة غينيس للأرقام القياسية، وهي تعتبر التعليم عملاً غير روتيني على الإطلاق.
لذلك بدأت بالتركيز على الميدان ورصدت احتياجات المعلمين، فخرجت بفكرة تأسيس منصة مجانية تخدم المعلم من ناحية تبادل الخبرات. والفائدة التي عادت بها المنصة على المعلمين أدت إلى انتشارها على صعيد واسع، إذ يستخدمها اليوم أكثر من ألف معلم مشترك من عشر دول مختلفة. كما خصصت المنصة قسماً لأصحاب الهمم وكيفية التعامل مع هذه الفئة من الطلبة. وقد أكسبتها مشاركتها في الجائزة خبرات أبرزها إدارة المشاريع، لذلك سعت في الحصول على ترخيص لكي تضمن استمرارية المنصة ونشرها على نطاق أوسع.
أما السعدي معلمة الجغرافيا والاقتصاد، فقد ألهمتها تجربة التعليم عن بُعد، خلال جائحة كورونا، بفكرة لمبادرة «الطالب الرقمي». فقد لاحظت السعدي وجود صعوبة لدى أولياء الأمور والطلبة في استخدام التقنيات الحديثة وروابط الغرفة الصفية، مما أحدث فجوة في المعرفة. لذلك كان التحدي أن يكتسب الطالب 20 مهارة في التحوّل الرقمي. والأثر الأساسي للمبادرة هو صقل شخصية الطالب في المدرسة الإماراتية، وإبراز مدى تمكّنه من استخدام المهارات الأساسية في التحول الرقمي والأنشطة التفاعلية في جميع الحصص والمواد. وقد عززت مشاركتها في الجائزة من طموحها لوصول مبادرتها إلى العالمية.
وتتمثل مبادرة شيخة الزيودي في بطاقة إلكترونية لقياس أنماط التعلّم لدى أطفال الروضة، والتي تساعد المعلمين على اختيار الاستراتيجيات المناسبة لكل طفل.
وما على المعلم سوى إدخال بيانات الطالب والإجابة على 16 سؤالاً تعرض إجاباتها على شكل صور، وعلى الطفل اختيار الصورة التي يفضلها. ويظهر بنهاية الاستبيان بطريقة سريعة وسهلة نمط التعلّم المناسب، بحسب اختيارات الطفل. وتسهم المبادرة في فرز الأطفال مع بداية العام الدراسي، بحيث تدرك المعلمة مجموعة مهارات الطفل فتزيد من إقباله على العملية التعليمية واستمتاعه خلالها. وقد أسهمت المبادرة بشكل لافت في زيادة مهارات الطلبة وفقاً لدراسة العينة التي أجرتها. وقد نُشرت مبادرتها الملهمة داخل الدولة وخارجها، من خلال مشاركتها في جائزة محمد بن زايد وورش العمل التي نظمتها.
أما مخيمر، الحاصل على العديد من الجوائز في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي، فتمحورت مبادرته حول استخدام تكنولوجيا الواقع المعزز في ثلاث مواد دراسية، هي الأحياء والعلوم الصحية ومادة الحوسبة والتصميم الإبداعي والابتكار. وتتمثل المبادرة في استخدام تطبيقات تكنولوجيا الواقع المعزز لاستشراف مستقبل التعليم وتحسين جودة التعليم والتعلّم، وتقديم تجارب تعليمية أكثر تفاعلية بين الطالب والمادة العلمية، من خلال دمج وتعزيز البيئة الصفية بمجسمات افتراضية ثلاثية الأبعاد للمادة العلمية.