شعبان بلال (القاهرة)
تشارك الإمارات في فعاليات القمة الـ18 لرؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين التي تضم أكبر اقتصاديات العالم، وتعقد في العاصمة الهندية نيودلهي اليوم وغداً بهدف تعزيز التعاون الدولي، وتحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام.
وتهدف القمة إلى صياغة أجندة التنمية العالمية المعنية بتحقيق نمو مستدام وشامل ومتوازن، وبيان مشترك تتم المصادقة عليه من القادة خلال القمة التي تستضيفها الهند هذا العام.
وتأتي مشاركة الدولة في قمة هذا العام، بعد تلقيها دعوة من الرئاسة الهندية لمجموعة العشرين للمشاركة بصفة ضيف، بما يؤكد التزامها بالمساهمة الإيجابية في أعمال مجموعة العشرين، مع التركيز على الأولويات التي حدّدتها الرئاسة الهندية للمجموعة.
وتنظر الإمارات إلى مجموعة العشرين كمنتدى اقتصادي عالمي يلعب دوراً حاسماً في الجهود المتعددة الأطراف، والاقتصادات المتقدمة والنامية الرئيسية التي تمثل 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75% من التجارة، وما يقرب من ثلثي سكان العالم.
وضاعفت الدولة جهودها من خلال برنامج «شيربا» التابع لاجتماعات ومسارات التمويل لمجموعة العشرين، وذلك من خلال جدول أعمالها الرائد في قطاع الطاقة النظيفة ومبادرتها الطموحة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وتميزت مشاركة الإمارات في اجتماعات ما قبل القمة هذا العام بتقديم دراسات حالة استثنائية عن أنجح وأحدث الممارسات في الدولة المتعلقة في التنمية والسياسات العامة والأنظمة والتشريعات التي نشرتها مجموعة العشرين في مختلف النطاقات والتقارير، والتي تعكس بدورها التطور الذي تحققه الدولة في مختلف المجالات.
ووفرت مشاركة دولة الإمارات المستمرة في أعمال المجموعة العديد من الفرص للتنسيق بين مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية في الدولة حول أحدث توجهات التنمية والتطوير القابلة للتطبيق في الدولة، وشاركت وزارة المالية في كل اجتماعات المسار المالي، وعددها 27 اجتماعاً، منها 3 اجتماعات على المستوى الوزاري، وتم خلالها مناقشة أهم توجهات المجموعة وتقريب وجهات النظر حول أهم المواضيع التي طرحتها الرئاسة خلال هذا العام، إضافة إلى طرح أولويات مؤتمر «COP28».
كما تمكنت الوزارات والجهات المعنية التي تمثل الدولة في أعمال مجموعة العشرين من المشاركة بشكل مباشر في صياغة أجندة التنمية العالمية المعنية بتحقيق نمو إيجابي ومستدام وشامل ومتوازن، مع التركيز على تقديم احتياجات المنطقة بشكل خاص من خلال مشاركة الدولة في أعمال المجموعة.
وتؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتورة نهى أبوبكر، أن دولة الإمارات تشارك بعرض تجاربها الناجحة وإنجازاتها الاستثنائية في قمة العشرين، لتبادل الفكر والتطبيق في خريطة التنمية المستدامة، وسعياً لتعاون دولي أفضل من أجل التنمية ومواجهة التحديات التنموية التي يواجهها العالم في حقبة ما بعد التعافي من وباء كوفيد 19، وما يتراكم بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية وتبعاتها.
وقالت أبوبكر لـ«الاتحاد»، إن الإمارات، بما تنعم به من استقرار سياسي واجتماعي وقدرة علي التخطيط والتنفيذ، ودور في تلبية احتياجات الطاقة للعالم والتوجه للطاقة النظيفة، قادرة على الابتكار في تحقيق أهداف تنموية يسعى لها العالم، والمشاركة في تقييم وتحديد الأولويات الإقليمية والدولية نحو عالم أفضل.
من جانبه، قال خبير التنمية المستدامة، الدكتور محمد داوود، إن دولة الإمارات شاركت لأول مرة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين في العام 2011، ثم تمت دعوتها في العام 2020، وفي العام 2022، وهذه المرة هي الرابعة لدعوتها، وتشارك بتجاربها الناجحة وصولاً إلى صياغة بيان مشترك خلال القمة مع بقية الدول المشاركة، والذي سيتم المصادقة عليه.
وبيّن لـ«الاتحاد» أن دولة الإمارات والجهات المشاركة والممثلة للدولة تبذل في القمة جهداً كبيراً من خلال العمل جنباً إلى جنب مع نظرائها من دول مجموعة العشرين لصياغة أجندة التنمية العالمية المعنية بتحقيق نمو إيجابي ومستدام وشامل ومتوازن، وتتميز مشاركة الإمارات في هذه الدورة بتقديم دراسات عن أنجح وأحدث الممارسات المتعلقة بالتنمية المستدامة والسياسات والأنظمة والتشريعات لضمان نمو اقتصادي واجتماعي شامل، وهو ما يعكس التطور وسبق الإمارات في إحراز تقدم ملموس في أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي والعالمي.
وتابع داود أن جهود الإمارات تساهم في التنسيق والشراكات بين دول المجموعة، وعرض ميثاق التنمية الخضراء الذي يتضمن تقديم الدعم وتسريع جهود الدول النامية لإعادة تخفيف المخاطر والتكيف مع التغيرات المناخ المحتملة، والاستهلاك المستدام للموارد الطبيعية، وخفض البصمة الكربونية للقطاعات المختلفة، بما فيها القطاع الصناعي من خلال التصنيع، مع إزالة الكربون، ومشاركة القطاع الخاص في التنمية، وإشراك المرأة في مشاريعها.
وأكد خبير التنمية المستدامة أن مشاركة الإمارات في قمة العشرين تعكس النهج الذي تتبناه الدولة في تقديم المساعدات، ودعم الدول النامية لتوفير الطاقة النظيفة والمتجددة ومصادر التمويل، والتغلب على هذه التحديات، من خلال استضافتها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته المقبلة (COP28) لعرض نتائج قمة العشرين ذات الصلة بالتغيرات المناخية، وأثرها على التنمية المستدامة.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، نبيل ميخائيل، إن دولة الإمارات تعمل على إقامة علاقات سياسية واقتصادية متوازنة تحقق مصالح الجميع، بينما تتلاقى أهداف الإمارات مع ما أعلنته الأمم المتحدة عن أهداف الألفية الثالثة للبشرية بتخفيف عوامل الفقر، وأن تكون التنمية عملية مستدامة.
وأوضح ميخائيل لـ «الاتحاد»، أن العالم يستفيد من مشاركة الإمارات في قمة «العشرين» لأنها ستكون عاملاً لإنجاحها، وتستطيع تقديم رؤية تحقق التوازن بين أهداف التنمية وحماية البيئة، كما أنه سيكون هناك ارتبط بين موضوعات قمة العشرين وقمة المناخ «COP28» التي تعقد في الإمارات في نوفمبر المقبل، بالتركيز على كيفية استعادة النمو الاقتصادي مع الالتزام بشروط حماية البيئة عالمياً.