مريم بوخطامين (رأس الخيمة)
تعتبر عملية نقل الطلاب من وإلى المدرسة عملية دقيقة وحذرة تحتاج لتدابير وسياسة مدروسة لتكون العملية آمنة وسلسة، وعليه تسعى «مواصلات الإمارات» بأسطولها وكوادرها لتحقيق هذه الأهداف ضمن محاور وقواعد أساسية اتبعتها خلال 42 عاماً.
بداية، يؤكد يوسف محمد القرصي، مدير عمليات منطقة رأس الخيمة بـ«مواصلات الإمارات»، أن الشركة عادةً ما تشهد حيوية عالية قبيل العام الدراسي على جميع المستويات لضمان الجاهزية التامة على مختلف الصعد، إذ تتسم بانخراط جميع المستويات الإدارية في الشركة بدءاً من مستوى الموظفين الميدانيين، وصولاً إلى مستوى الإدارة التنفيذية التي تتولى ضمان تنفيذ تلك الاستعدادات على النحو الأمثل، ويتم تتويج تلك الاستعدادات عادةً بالمشاركة في أسبوع النقل المدرسي، والذي غالباً ما يجري تنظيمه مع الشركاء المعنيين في الأسبوع الأخير قبيل انطلاق عمليات النقل المدرسي مع اليوم الدراسي الأول، وبشكلٍ عام يمكن القول إن الاستعدادات تتمحور حول المحاور الثلاثة، وهي جاهزية أسطول النقل المدرسي والذي يتضمن التحديث والصيانة الوقائية والدورية وتدريب وتأهيل الموارد البشرية «أطقم العمل الميدانية» وتشغيل والعمليات.
أفاد القرصي بأن الشركة تستعد لنقل أكثر من 25 ألف طالب وطالبة في إمارة رأس الخيمة، منهم نحو 24 ألف طالب وطالبة في 60 مدرسة حكومية، و820 طالباً وطالبة في 3 مدارس خاصة، و507 طلاب وطالبات في معهد التكنولوجيا التطبيقية، وسيتم نقل هؤلاء الطلبة من خلال أسطول يبلغ تعداده 480 حافلة، منها 446 حافلة للنقل المدرسي الحكومي يعمل عليها 446 سائقاً و629 مشرفة نقل وسلامة، هذا بالإضافة إلى 34 حافلة لبقية الفئات، وسيتم نقل طلبة المدارس الحكومية عبر 673 خط سير، ويشمل أسطول النقل المدرسي في الإمارة 5 حافلات مجهزة على نحو خاص لنقل الطلبة من ذوي الهمم.
وأوضح مدير عمليات منطقة رأس الخيمة، أن أسطول النقل المدرسي في الإمارة يشكل جزءاً من أسطول النقل المدرسي في الشركة بشكل عام، والذي يبلغ تعداده مع بداية هذا العام الدراسي 9106 مركبات متنوعة، ولضمان جاهزة الأسطول على مستوى الشركة، تم إجراء 66551 عملية صيانة وقائية ودورية خلال الفترة منذ يناير 2023 حتى 9 أغسطس الحالي، استفادت منها 6513 حافلة مدرسية وبنسبة إنجاز لأعمال الصيانة وصلت إلى 86%، في حين تم إجراء 22693 عملية صيانة وقائية ودورية لأسطول الساحل الشرقي والإمارات الشمالية بشكل خاص، خلال الفترة نفسها 16585 عملية صيانة وقائية، و6108 عمليات صيانة دورية، الأمر الذي يعكس حجم العمل، ويترجم في الوقت نفسه حرص الشركة على جاهزية الحافلات وسلامة المنقولين عليها وفق أعلى المعايير الممكنة، وخفض احتمالية الحوادث أو الأعطال للحد الأدنى.
التدريب والتأهيل
وحول التدريب والتأهيل لفرق العمل، أشار القرصي إلى أن خبرة «مواصلات الإمارات» في مجال النقل المدرسي تمتد لأكثر من 42 عاماً، الأمر الذي تتيح لها توفير عملية نقل آمنة وبانسيابية عالية ودون أي تأخير أو معوقات لطلبة المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، ولاستكمال جاهزية فرق العمل في فرع رأس الخيمة يتم تقديم باقة واسعة من برامج التدريب والتوعية والإرشاد يتولى تنفيذها مركز «مواصلات الإمارات» للتدريب، إضافة إلى جهات خارجية، ويتم تقديمها بشكل دوري لجميع الموظفين، لاسيما السائقين ومشرفي النقل والسلامة طوال العام الدراسي، ويتم تكثيفها قبيل العام الدراسي لتتوّج عبر برامج توعية خاصة في الأمن والسلامة المدرسية في أسبوع المواصلات المدرسية الذي يتم تنظيمه مع الشركاء الاستراتيجيين في الأسبوع الأخير قبل بدء العام الدراسي.
وقال القرصي: تم على مستوى الشركة بالكامل تدريب 8807 سائقين ومشرفات حتى مطلع أغسطس الحالي، وذلك من خلال 54 برنامجاً تدريبياً مع إجمالي ساعات تدريبية يناهز 33 ألف ساعة، منهم 2557 سائقاً بمعدل 4 برامج تدريبية و12 ساعة تدريبية للسائق، إلى جانب 6250 مشرفة بمعدل 3 برامج تدريبية و9 ساعات تدريبية للمشرفة، وجارٍ استكمال تدريب الأعداد المتبقية .
وتتناول هذه البرامج التدريبية مختلف جوانب وتفاصيل العمل، وتركز على محاور القيادة الآمنة، وتحميل وإنزال الطلبة، ونظام تفقد الحافلة، ومبادئ الإسعافات الأولية، ومبادئ إطفاء الحرائق، والقاعدة الذهبية، والإخلاء في حالات الطوارئ، ونقل ذوي الهمم وغيرها الكثير من البرامج ذات العلاقة بخدمات النقل المدرسي.
أما بالنسبة للتدريب الخارجي، فهو يتم بالتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين، ومنهم على سبيل المثال إدارة المرور والدوريات، وهيئة الدفاع المدني، ومركز أبوظبي للسلامة العامة، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ومكتب ثقافة احترام القانون، وإدارة مكافحة المخدرات، وغيرها من الجهات ذات الصلة، وقد بلغ العدد الإجمالي للمتدربين المستفيدين من التدريب الخارجي من سائقين ومشرفات خلال النصف الأول من العام الحالي 20577 متدرباً، منهم 13002 سائق و7575 مشرفة.
محور التشغيل والعمليات
وفي إطار هذا المحور؛ بين مدير عمليات منطقة رأس الخيمة أن خدمات النقل المدرسي في مواصلات الإمارات تخضع لمبدأ التطوير المستمر على جميع المستويات والمحاور، حيث تم في عام 2019 تفعيل غرفة العمليات بشكل مبدئي، لكنها شهدت في عام 2023 تطورات مهمة أثمرت تعزيز مركز العمليات وتفعيله رسمياً بحيث أصبح يغطي كافة المناطق الجغرافية التي يتم فيها تقديم خدمة نقل الطلبة في الدولة.
ويوفر مركز العمليات مراقبة حية ومباشرة لأسطول النقل المدرسي في مواصلات الإمارات من خلال مراقبة حركة الحافلات لضمان سلامة الطلبة أثناء عملية النقل، وأتاح بالتالي القدرة على اتخاذ إجراءات فورية في الحالات الطارئة، وذلك بالتنسيق والتواصل مع الجهات المختصة في الدولة لضمان سرعة الاستجابة والتدخل السريع، هذا علاوةً على تمكين المعنيين من متابعة مؤشرات حركة الحافلات أثناء عملية نقل الطلبة لضمان التزام السائقين بإجراءات السلامة المرورية على الطريق، والتأكد من تقديم الخدمة على النحو الأمثل، وعلى الرغم من هذه الخطوات النوعية فإن السعي مستمر إلى تطوير أنظمة الرقابة في الشركة لتعزيز سلامة وأمان وراحة الطلبة المنقولين وفق أعلى المعايير المطبقة عالمياً.
وفي ختام حديثه؛ هنأ القرصي جميع الطلبة والإدارات المدرسية وأولياء الأمور والعاملين كافة في المجال بحلول العام الدراسي الجديد، متمنين لهم النجاح والتوفيق في مساعيهم كافة، داعياً إلى تعاون جميع الأطراف لإنجاح هذه العملية الحيوية.