مريم بوخطامين (أبوظبي)
أكدت معالي الدكتورة ميثاء سالم الشامسي، وزيرة دولة، لـ«الاتحاد» أن ابنة الإمارات لديها مكتسبات وفرص عديدة تجعل منها شريكاً أساسياً في التنمية وصانعة أجيال حاضرة، يمكنها إكمال المسيرة وتسليم الراية لأجيال جديدة بنفس المستوى والقوة التي اكتسبتها من القيادة الرشيدة، مهنئة الداعم الأول للمرأة الإماراتية وهي صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، لأنها هي الأساس بكل ما وصلت له المرأة الإماراتية، من تميز وإبداع وقيادة وابتكار، كما هنأت معاليها جميع نساء الإمارات، سواء كنَّ إماراتيات أومقيمات، لأنهن على حد تعبيرها أيضاً يشاركن بنت الإمارات تميزها وتفوقها.
جاء ذلك في كلمة لمعاليها في جلسة حوارية أمس، تحت عنوان «نتشارك للغد»، نظمتها شركة تمكين و«ستارت إيه دي»، منصة تسريع الأعمال العالمية المدعومة من شركة تمكين والتي تتخذ من جامعة نيويورك أبوظبي مقراً لها، بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأميركية في دولة الإمارات، والمنتدى العربي الدولي للمرأة، وتم خلالها تسليط الضوء على مجموعة من القصص الملهمة لسيدات إماراتيات من مختلف الأجيال، وتناولت في محاورها التعاون بين مختلف الأجيال في مجال الابتكار وريادة الأعمال، وذلك احتفالاً بإطلاق النسخة الثانية من حملة «إماراتيات منجزات» والتي تضمنت رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي تعد ركائز أساسية في البناء التنموي للمرأة في دولة الإمارات، والي انعكست في وضع الخطط والاستراتيجيات التنفيذية من أجل ضمان تحقيق العديد من الأهداف الرامية لتمكين المرأة وتفعيل دورها ومشاركتها في كافة المجالات التنموية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
وبينت معاليها: أن العديد من المشاريع التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ركزت على تحقيق التوازن بين الجنسين، وعملت على الاستثمار في قدرات ومهارات المرأة وصقلتها بالتعليم والتدريب والمشاركة في المنتديات والمؤتمرات العلمية والبحثية، مما أكسبها قوة معرفية وخبرات متنوعة تمكنت من خلالها من الوصول إلى مواقع صنع القرار في كافة نواحي العمل، وخاصة في مجال مشاركتها الاقتصادية. وأوضحت أن «أم الإمارات» أطلقت عدداً من المبادرات والحملات على مستوى الدولة، أهمها مبادرة الإبداع والابتكار، المعرفة والابتكار، مستقبل ريادة الأعمال في ظل الاقتصاد الرقمي، واستشراف الابتكار نحو التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مما ساهم في إصدار قانون يتم بموجبه توفير حوافز رئيسية لدعم المرأة سواء بسواء مع الرجل في عمليات التمويل والشراء وغيرها من الحوافز.
وأشارت معاليها إلى أن سموها شجعت مشاركة المرأة في الأسواق المالية، مما جعل لها حضوراً قوياً في أسواق الأسهم، فقد بلغ عدد المستثمرات الإماراتيات في سوق أبوظبي للأوراق المالية ما يقرب من ربع مليون مستثمرة، وبلغ عدد الأسهم التي تملكها المستثمرات نحو 3.5 مليار سهم بقيمة سوقية تبلغ حوالي 20 مليار درهم، وحالياً تشغل المرأة أكثر من 58 وظيفة في مختلف إدارات السوق، ما يمثل 46% من إجمالي عدد الموظفين، منوهة أنه في القطاع الصناعي، زادت نسبة مشاركة النساء في شركة مبادلة للاستثمار، والإمارات العالمية للألمنيوم، وفي شركات البترول (أدنوك)، بلغ عدد النساء في الإدارة العليا 16%. كما زاد عدد المهندسات بنسبة 90%. كما عينت ثلاث سيدات في منصب الرئيس التنفيذي.
وأوضحت معاليها أن سيدات الأعمال يعددن أبرز المستفيدات من توجيهات ودعم سموها، إذ شكلت سيدات الأعمال 15% من مقاعد مجالس الغرف التجارية والصناعية في الدولة، وتسهم الشركات المملوكة من قبل النساء بنسبة 10% من القيمة الإجمالية للقطاع الخاص الإماراتي، مشيرة إلى أن من أهم المبادرات التي أطلقتها سمو «أم الإمارات»، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية، مبادرة (مبدعة) بالتعاون مع مجلس سيدات أعمال أبوظبي، ومشروع (الغدير) تحت مظلة الهلال الأحمر، ومشروع (صوغة) تحت مظلة صندوق خليفة لتطوير المشاريع من أجل تطوير المنتجات التراثية حفاظاً على التراث المحلي، فضلاً عن إنشاء شبكات تسويقية فعالة.
وبينت أن سمو «أم الإمارات» وجهت بإطلاق السوق الافتراضي «متجري» للأسر المنتجة، بهدف وضع حلول مبتكرة وابداعية لخلق فرص متساوية استثمارية، كما وجهت سموها مجلس سيدات الأعمال بوضع برامج وأنشطة رائدة لتنفيذ الخطة الاستراتيجية، والتي تتمثل في نشر وتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار وريادة الأعمال لدى المرأة، وتعزيز دور ومشاركة المرأة في القطاع الخاص والمحافظة على استدامة أعمالها واستمراريتها، ناهيك عن تأسيس حاضنات الأعمال المتكاملة والمبتكرة، تعزيزاً لدور الحاضنات في دعم مفهوم ريادة الأعمال، إلى جانب تنظيم ممارسة المرأة العاملة ضمن الرخص المنزلية، ودمجها في منظومة العمل الخاص، والإسهام في زيادة مشاركة المواطنات في وظائف سوق العمل في القطاع الخاص وبناء وتطوير القدرات البشرية والمالية والتقنية والإعلامية.
ومن المنجزات الإماراتيات الطفلة الظبي المهيري، التي كرمتها معالي الدكتورة ميثاء الشامسي، حيث تعد أصغر رائدة أعمال وناشرة إماراتية تبلغ من العمر تسعة أعوام، حيث أسست المهيري مكتبة ودار نشر رينبو تشيمني، وهي مكتبة ومنصة إلكترونية لبيع الكتب، وقالت الظبي لـ«الاتحاد»: إن دعم القيادة الرشيدة وإيمانها بالإنسان لا يقف عند سن معينة، موجهة الشكر لصاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الداعم الأول لها نحو التميز والتي جعلت منها أول طفلة إماراتية تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأصغر ناشرة في العالم باللغتين العربية والإنجليزية.
وكرمت معاليها عبير المحيربي، وقالت لـ«الاتحاد»: إن دعم «أم الإمارات» ساعدها في تأسيس «مؤسسة تالي»، وهي شركة الاستشارات الرائدة في مجال التأثير الاجتماعي والبيئي، وتشغل المحيربي منصب المديرة الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط في آركبل آند كو، الشركة الاستشارية المتخصصة في اختبار حلول الأعمال وتحسينها لمواجهة التحديات الاجتماعية، كما أنها المستشارة التنفيذية لأدنوك البرية، منوهة أنها تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 20 عاماً في مجال استراتيجيات التطور وتحسين الأعمال في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات ورأس المال البشري، مؤكدة أنها تسعى من خلال برنامجها إلى ردم الهوة بين صناع القرار وأهداف التنمية المستدامة محلياً وعالمياً في جميع القطاعات.