الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الغرق الجاف».. القاتل الخبيث

«الغرق الجاف».. القاتل الخبيث
14 أغسطس 2023 01:08

هدى الطنيجي (أبوظبي)
أحذر من «الغرق الجاف»، الذي يحدث بعد إنقاذ الأشخاص من حالات الغرق العادية، ويهدد حياة الناس خارج الماء.
يحدث هذا النوع من الغرق والذي يشكل نحو 2% من حالات الغرق في العالم ويصيب الأطفال خاصة، عندما يتعرض شخص بالغ أو طفل، لحادثة غرق عابرة في حمام السباحة مثلاً، حيث  من الطبيعي أن يستنشق ويبتلع بعض الماء، وبمجرد أن يتم إنقاذ هذا الشخص ويتم التأكد من أنه يتنفس بشكل طبيعي، نظن أن الخطر قد زال، ولكن ما يحدث هو أنه وبعد دخول الماء عن طريق الأنف أو الفم، ورغم عدم وصوله إلى الرئتين، تبدأ عضلات القصبة الهوائية وكرد فعل دفاعي بالانكماش تدريجياً، ثم يبدأ الجسم بحرمان نفسه من الأوكسجين تدريجياً، ليصل الشخص إلى الوفاة في حال لم يتم تدارك الوضع سريعاً.
«الغرق الجاف» أو ما اصطلح على تسميته بـ«القاتل الخبيث» رغم أنه نادر الحدوث إلا أنه يتطلب عناية فورية وإلا أصبح مميتاً، حيث إنه يعتمد على خداع الجسم، ويجعله يحرم نفسه من الأوكسجين ظناً منه أنه يغرق.
ومع تزايد الإقبال على الشواطئ وحمامات السباحة خلال فترة الصيف، دعا أولياء أمور الجهات الطبية المختصة إلى تعزيز الوعي بمخاطر«الغرق الجاف» حتى تتمكن فئات المجتمع المختلفة من التعامل معه حال حدوثه.

وأكد أولياء الأمور ضرورة نشر الثقافة الصحية المعنية بأسباب هذا النوع من الغرق الجاف وكيفية حدوثه وأسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه، وأهم الإسعافات الأولية الصحيحة التي تتطلب التدخل السريع من قبل المتواجدين في موقع الحادث لإنقاذ الحالة المصابة.
وقالت علياء الشامسي (ولية أمر): إن الغرق الجاف أصبح من الحوادث المخيفة التي يمكن أن يتعرض لها الأشخاص، بالتحديد فئة الأطفال، بعد نجاتهم من حادث الغرق، سواء في البحر أو أحواض السباحة، بعد استنشاق كميات كبيرة من المياه تصل إلى الجهاز التنفسي، وبالتالي صعوبة في التنفس والاختناق، وذلك بعد خروجهم من الماء بفترة زمنية.
وأشارت إلى أن هذه الحالة قد تشكل خطراً كبيراً على فئة الأطفال تحديداً لعدم إدراكهم خطورة الموقف، وعدم معرفتهم بالأعراض التي تتطلب التدخل السريع، حيث قد يعتقد البعض نجاة أطفالهم الذين تعرضوا إلى حادث الغرق، وأنهم بصحة جيدة وبخير نتيجة ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ولكنه عكس ذلك تماماً، حيث على الأهل أخذ الحيطة والحذر بعد تعرض أطفالهم إلى الغرق، والتعرف على الأعراض التي قد تظهر عليهم، والتي قد تشير إلى تعرضهم إلى الغرق الجاف الذي تكون له أعراض ومضاعفات يجب ملاحظتها والتحقق منها، والتي تتطلب التوجه بهم مباشرة إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة قبل فوات الأوان.
من جهتها، قالت حصة علي (ولية أمر): إن الغرق الجاف غير معروف عند الكثيرين، جراء المعلومات القليلة عنه بين أفراد المجتمع، حيث يتطلب من الجهات الطبية والمعنية توضيح هذا الجانب بذكر الأسباب والأعراض التي تنتاب من يتعرض إلى الغرق، بالتحديد فئة الأطفال ممن لا يدركون مدى الخطر الذي قد يتعرضون إليه، لذا وجب على أولياء الأمور الانتباه وأخذ هذا الجانب على محمل الجد من خلال التعرف على وضع الطفل بعد الغرق والنجاة، وأهم الأعراض التي تتصل بالغرق الجاف، وبالتالي تقديم الإسعافات الأولية اللازمة إلى حين نقله على الفور إلى المستشفى للتحقق من صحته، وكذلك طرق الوقاية.

مراقبة مستمرة
ذكرت حصة علي أن مسؤولية حماية الأطفال تقع على عاتق أولياء الأمور، الذين يجب عليهم التعرف والبحث عن أعراض هذا الغرق الذي قد يلاحق أبناءهم الأطفال، خلال استمتاعهم في الإجازات الصيفية وتوجههم إلى مختلف المواقع البحرية وفي المسابح والأحواض، ومراقبتهم المستمرة طوال فترة تواجدهم داخل المياه والانتباه لهم، والتواجد في الوقت المناسب أثناء تعرضهم إلى حادث الغرق، عبر طلب تقديم الرعاية الطبية اللازمة في الوقت المناسب.
وقال عمر الشحي (ولي أمر): على أولياء الأمور الالتزام ببعض الطرق الوقائية بعد تعرض أبنائهم إلى الغرق ونجاتهم، من خلال مراقبة عملية التنفس لديهم، في حال ظهور أي من الأعراض الجانبية، وسرعة نقلهم إلى المستشفى لتقييم حالتهم وعمل اللازم، مع الحرص المسبق على تدريب الأطفال على السباحة وعدم تركهم دون معرفة مسبقة بها، وارتدائهم سترة النجاة واختيار الأحواض المناسبة لأعمارهم.
وذكر أن هذا النوع من الغرق الذي بدأ يظهر في الآونة الأخيرة والذي قد ينتج عنه فقدان الأرواح، يتطلب زيادة وعي أفراد المجتمع وتثقيفهم به وبمختلف جوانبه في سبيل الحفاظ على أبنائهم وأنفسهم من خطر التعرض إلى حالات الغرق الجاف، وكذلك دعوة كافة الجهات المختصة والطبية إلى أهمية تنظيم الورش والبرامج والمبادرات التوعوية التي من شأنها زيادة وعي المجتمع بهذا النوع الغرق. 
توعية المجتمع
يولي مركز أبوظبي للصحة العامة، التابع لدائرة الصحة في أبوظبي والتي تُعنى بتعزيز منظومة الصحة العامة والصحة الوقائية في الإمارة، أهمية كبيرة لتوعية المجتمع المحلي في الإمارة حول خطر غرق الأطفال الجاف، حيث يعمل المركز على تعزيز الصحة العامة والصحة الوقائية في المنطقة، من خلال نشر مواد توعوية عبر وسائل الإعلام والقنوات الاجتماعية، لتوعية الجمهور بأهمية الوقاية من هذا النوع من الحوادث المميتة.

وقالت سميرة الكثيري، رئيس قسم السلامة المهنية في المركز: إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و4 سنوات هم الأكثر عرضة للغرق الجاف، والذي يحدث عندما يفقد الشخص كمية كافية من الأكسجين بعد تعرضه لحادث غرق أثناء السباحة. وتكون الأعراض على شكل دوخة وصعوبة في التنفس والتنفس السريع وخروج الرغوة من الأنف والفم والشعور بالنعاس والسعال، وتحدث معظم حالات الغرق لهذه الفئة العمرية في أحواض الاستحمام وبرك السباحة المنزلية والبرك البلاستيكية ودورات المياه وأسطل المياه وغيرها، فـ 5 سنتيمترات من المياه هي كمية كافية لإغراق الطفل.
وأضافت الكثيري: لذا يحث مركز أبوظبي للصحة العامة الأهالي على التعرف على هذه الأعراض، والتصرف بشكل سريع في حال تعرض أطفالهم لأي منها ونقلهم إلى المستشفى فوراً، والتدرب على تقديم الإسعافات الأولية، والتي تشمل إجراءات إنعاش الرئتين، قبل نقل المصاب إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وأشارت إلى أهمية مراقبة الأطفال أثناء السباحة والاستحمام، لأن حركتهم تكون متثاقلة، ما يجعل عملية سقوطهم أمراً سهلاً، حيث إن الأطفال الصغار لا يملكون قوة عضلية كافية للتعامل مع دلو، أو مرحاض أو أي وعاء آخر فيه ماء يعرض الطفل للوقوع فيه بكامل وزن رأسه ويكون من الصعب رفعه لثقله مقارنة بأطراف جسده.
وأكدت على ضرورة تعليم الأطفال مهارات السباحة الصحيحة والمراقبة المستمرة لهم أثناء تواجدهم في المسابح والشواطئ، بإشراف شخص بالغ وعدم تركهم بمفردهم، وتوعية المشرفين إلى توفير ستر النجاة وحمل حقيبة الإسعافات الأولية كإجراءات وقائية مهمة. 
ووجهت سميرة الكثيري نصائح حول أهمية تأمين المسابح المنزلية، من خلال وضع سياج بأبواب ذاتية مع قفل حول المسبح، وتجهيز الأرضية بمواد مانعة للانزلاق وتزويد المسابح بسلالم ثابتة ومقابض معدنية، بالإضافة إلى تأمين أبواب المسبح عند عدم الاستخدام، كما تكثر في فترة الصيف ممارسات تخزين المياه لتبريدها والتي قد تكون مصدر خطر للأطفال الصغار، وعليه ننوه بأهمية تفريغ أي تجمع مياه في دورات المياه وأماكن تواجد الأطفال
الجدير بالذكر أن مركز أبوظبي للصحة العامة ومن خلال موقعه الإلكتروني www.adphc.gov.ae يوفر مجموعة متنوعة من المواد التثقيفية باللغتين العربية والإنجليزية.

كيف نحمي أطفالنا؟
دعت شرطة أبوظبي الأسر إلى الالتزام بالإرشادات الضرورية لتجنب غرق الأطفال في المسابح، مؤكدة ضمن حملة «صيف بأمان»، اهتمامها بزيادة الوعي المجتمعي لمنع الأطفال من ممارسة السباحة بمفردهم في الأحواض المنزلية.
وأشارت إلى أن هناك خمسة إرشادات يجب الالتزام بها لسلامة الأطفال هي: 
أولاً، وضع سياج ‪ آمن حول أحواض السباحة بالمنازل حتى لا يتمكن الأطفال من الدخول إليها بمفردهم، وأن تكون الأرضية مانعة للانزلاق، وقفل الأبواب المؤدية إلى أحواض السباحة التي يجب أن تكون مزودة بسلالم ثابتة ومقابض معدنية موزعة على محيطها. 
ثانياً، عدم انشغال الآباء بالهاتف أو بالعالم الافتراضي أثناء ممارسة الأطفال السباحة، مشيرة إلى أنه خلال دقائق قليلة قد تحصل حادثة الغرق في حال عدم اليقظة والقرب من الأطفال. 
ثالثاً، ارتداء معدات السباحة وتزويد الأطفال بأطواق وأدوات وسترات النجاة أثناء ممارسة السباحة. 
رابعاً، يجب أن يتعلم الآباء والأمهات ومقدمو الرعاية والأطفال الأكبر سناً وأصحاب أحواض السباحة كيفية إجراء الإنعاش القلبي الرئوي الفوري للغريق قبل وصول فرق الإسعاف. 
خامساً، تعليم الأطفال مهارات البقاء على قيد الحياة في الماء، وذلك بتعليمهم دروساً في السباحة وتعلم المهارات الأساسية في السلامة المائية، ومن بينها كيفية الوقوف في الماء، والبقاء على الشاطئ أو قرب حافة المسبح.
12 طوق نجاة لحماية الأطفال من الغرق فـي المسابح المنزلية
حذرت شرطة أبوظبي ضمن حملة «صيف بأمان» الأسر من خطورة ترك الأطفال من دون رقابة في المسابح، مؤكدة ضرورة مرافقتهم وتكثيف الرقابة عليهم تجنباً لوقوع حوادث الغرق.
وأوضحت أن الإهمال يعد سبباً رئيساً في حوادث غرق الأطفال ما يتطلب عدم الانشغال عنهم.
وأشارت إلى أن هناك 12 طوق نجاة لحماية الأطفال من الغرق في المسابح المنزلية، من أهمها عدم استخدام الأطفال أحواض السباحة بمفردهم ووضع سياج آمن حول الأحواض والإلمام بالسباحة، وأن تكون الأرضية المحيطة بحوض السباحة مانعة للانزلاق، وتزويد الأطفال بأطواق وأدوات وسترات النجاة أثناء ممارسة السباحة، وعدم انشغال أولياء الأمور بالهواتف أثناء ممارسة أبنائهم السباحة وتعلّم أولياء الأمور مبادئ الإسعافات الأولية، وقفل الأبواب المؤدية إلى أحواض السباحة في حال عدم استخدامها، وعدم السماح للأطفال ممن هم دون 3 سنوات بدخول المسابح، وتزويد المسابح بسلالم ثابتة ومقابض معدنية موزعة على محيطها، وعدم تجاهل تعليمات السلامة، مؤكدة أهمية أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار حفاظاً على سلامتهم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©