أحمد مراد (القاهرة)
تعلق المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالبيئة والمناخ آمالاً كبيرة على قمة «كوب 28» التي تستضيفها دولة الإمارت نهاية العام الجاري لدفع جهود إنشاء أنظمة الإنذار المبكر ضد كوارث المناخ للمساهمة في تقليل الخسائر الناجمة عنه.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت في وقت سابق مبادرة لتأسيس آلية إنذار مبكر لحماية سكان الأرض من كوارث تغير المناخ بحلول عام 2027، وجاءت المبادرة الأممية بعد سلسلة من الكوارث المناخية التي ضربت العديد من بلدان العالم مؤخراً، وخلال السنوات الماضية.
وتمثل آلية الإنذار المبكر إحدى إجراءات التكيف مع تغير المناخ عبر استخدام أنظمة الاتصال المتكاملة لمساعدة المجتمعات على الاستعداد للكوارث المتعلقة بالمناخ، وتساعد على إجلاء سكان المناطق المعرضة للكوارث إلى مناطق آمنة قبل وقوع الكارثة، الأمر الذي يقلل الخسائر في الأرواح والممتلكات بنسبة تتراوح بين 30 و40%.
وأوضح مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، والعضو المصري في الهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية، الدكتور سمير طنطاوي، أن قمة «كوب 28» تمثل دفعة قوية للجهود الدولية الرامية إلى إنشاء آلية إنذار مبكر تحمي سكان الأرض من الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية، مثل الأعاصير، والفيضانات، والجفاف، وغيرها التي تنتج عنها خسائر كبيرة في الأرواح والموارد.
وظهرت مبادرة تأسيس أنظمة الإنذار المبكر لأول مرة في عام 2015 خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في باريس، ودعت اتفاقية باريس الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التصديق على المبادرة.
وخلال قمتي المناخ في غلاسكو 2021 وشرم الشيخ 2022، كررت الأمم المتحدة دعوتها إلى إقرار مبادرة «الإنذار المبكر»، وكلفت إحدى المنظمات الدولية بالعمل على إنشاء الأنظمة، وتعميم التجربة في مختلف مناطق العالم.
وذكر طنطاوي في تصريح لـ«الاتحاد»، أن دولة الإمارات سوف تعمل من خلال «كوب 28» على استكمال والبناء على الجهود التي بذلتها مصر في «كوب 27»، وفي هذا الإطار سوف تشهد المبادرة الأممية الخاصة بالإنذار المبكر تحركاً ملحوظاً لأهميتها القصوى في حماية البشر وتقليل خسائر الكوارث المناخية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريش، قد اعتبر قمة شرم الشيخ للمناخ «كوب 27» منصة انطلاق جيدة لإطلاق آلية الإنذار المبكر، مؤكداً أنه سيتم في قمة «كوب 28» بالإمارات مراجعة ما تم تنفيذه في هذا الصدد، وتذليل أي معوقات عملية أمام تشغيل الآلية الجديدة.
ولفت طنطاوي إلى أن «كوب 28» سيشهد عقد الدورة الأولى من عملية المراجعة لما تم تحقيقه في القضايا المناخية منذ اتفاق باريس 2015 وحتى الآن، وتقييم الجهود والإجراءات التي نفذتها الدول، لافتاً الى ضرورة أن يعلم الجميع ما هي الدول التي أحرزت تقدماً في حماية مناخ الأرض، والتي تصر على الإضرار بالكوكب.
وبحسب تقارير مكتب الأمم المتحدة للحد من الكوارث البيئية فإن ما يقارب من نصف سكان الأرض مهددون بالأضرار البيئية الناجمة عن التغيرات المناخية، ومن هنا تأتي ضرورة الإسراع في تنفيذ آلية الإنذار المبكر لحماية ملايين البشر حول العالم من الكوارث المناخية.
وأشار الخبير الأممي إلى أنه تم تكليف المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالعمل على إنشاء آلية إنذار مبكر يغطي أكبر مساحة ممكنة من كوكب الأرض، وذلك بالتنسيق مع هيئات الأرصاد الجوية الموجودة في مختلف دول العالم والمراكز البحثية والمؤسسات الدولية العاملة في مجالات الرصد والإبلاغ والمراقبة والقياس الخاص بالمناخ والأرصاد الجوية والاضطرابات المناخية، بحيث يتم توحيد وتنسيق الجهود من أجل الوصول إلى شبكة موحدة من أنظمة الإنذار المبكر.
ومن المقرر أن تشمل آلية الإنذار المبكر مئات الآلاف من المحطات الرصدية الساحلية التى تقوم بمتابعة وقياس ارتفاعات الأمواج وسرعتها واتجاهات الرياح والأثر البيئي الناتج عن ذلك.