الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سيف الصيعري يحصل على درجة البروفيسور في الهندسة من جامعة بولتون البريطانية

سيف الصيعري يحصل على درجة البروفيسور في الهندسة من جامعة بولتون البريطانية
31 يوليو 2023 02:13

 هالة الخياط (أبوظبي)

 تحدث البروفيسور سيف صالح الصيعري، مستشار أول لدى مكتب أبوظبي التنفيذي، عن تفاصيل دراسته البحثية حول أسباب ندرة تشكل السحب في شبه الجزيرة العربية، وإمكانية تعزيز تكوينها ضمن نطاق مناخي جزئي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وما تسهم به تلك السحب في تشكيل حاجز طبيعي لكسر قوة أشعة الشمس وخفض حرارة السطح، بالإضافة لاحتمالية زيادة الهطول المطري.
وأوضح البروفيسور الصيعري في حوار مع «الاتحاد» أن المقاربة العلمية والهندسية لهذه الدراسة لاقت صدى إيجابياً واسعاً من الأكاديميين والمختصين في هذا المجال في العديد من الجامعات العالمية، حيث استغرقت الدراسة ما يزيد على الـ 6 سنوات، وامتازت بأنها مركزة في أهدافها، حيث تناولت دراسة حركة الرياح، والضغط الجوي، ومعدلات التبخر وتأثير السطح المائي المحدود حولنا، بالإضافة إلى عدم وجود الظروف المناسبة لرفع الهواء الرطب إلى الطبقات الجوية المناسبة لتكثيف هذه التشكيلات السحابية. 
وعن الخطوات التنفيذية فيما يخص الدراسة البحثية، أوضح البروفيسور الصيعري أن الدراسة العلمية التي انطلقت من أبوظبي ضمت تطوير نماذج محاكاة رقمية معقدة لدراسة حركة الهواء وتشكيل السحب ومداها المكاني والزمني وتأثير الرياح وتغير خواص الطبقات الجوية العليا خلال اليوم وعلى طول العام في ذلك. كما تخللها جهد هندسي كبير لدراسة تعزيز الحركة الرأسية لتيارات الهواء الصاعدة، وأن هذه التقنيات المبتكرة ضمن الدراسة تدرس حالياً في جامعة بولتون للاستفادة من مخرجاتها وتطويرها.

جامعات عالمية
وعن الخطوات التطبيقية والعملية على الأرض، أوضح البروفيسور الصيعري أن التطبيق العملي سيتم في أبوظبي عبر شراكات أكاديمية مع جامعات عالمية مرموقة بشكل علمي متدرج تبدأ مرحلته الأولى بإثبات نتائج دراسات المحاكاة في إطار تطبيقي محدد، ومن ثم الانتقال لمراحل تنفيذ أوسع نطاقاً بعد ضم وتحديث نتائج المراحل كافة. وقال الصيعري: «حالياً ليس لدينا تصور كم سيزيد المطر، وما نوليه اهتمامنا في هذه المرحلة هو تطبيق هذه الدراسات بشكل عملي، وتعزيز تكوين السحب وحساب كمية السحب وعمرها، ومن ثم الانتقال إلى الخطوة التي تليها». وعبر البروفيسور الصيعري عن سعادته بحصوله على هذه الدرجة العلمية، وهذا التقدير الأكاديمي من جامعة بولتون، ما يدفعه إلى بذل مزيد من الجهد في البحث والتطوير والتنفيذ في مجالات الطاقة والمياه والاستدامة، والعمل بجدّ ومثابرة، للإسهام في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة، وترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات الحبيبة في هذه المجالات الحيوية.
تخزين الكربون في المكامن
وأكد البروفيسور الصيعري أن الإنجازات كافة التي وصل إليها كانت بفضل من الله ودعم القيادة الرشيدة التي أولت اهتماماً خاصاً منذ وقت مبكّر بملفات الطاقة والمياه والاستدامة. وقال «لقد تشرّفت بالعمل عن قرب في كل من هذه الملفات من الناحية العملية والإدارية والأكاديمية، لأُسهِم في تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة بتقدّم دولة الإمارات إلى القمة في هذا المجال، بدءاً من أبحاث تخزين الكربون في المكامن، إلى التوسّع في محطات الطاقة الشمسية في أبوظبي، إلى مشاريع تخزين المياه العذبة في منطقة الظفرة، إلى أبحاث استخلاص الماء من الهواء وملفات أخرى كثيرة، حيث وفّرت لنا دولتنا الحبيبة فرصاً لا حدود لها».
إسهامات علمية
واحتفلت جامعة بولتون في المملكة المتحدة يوم 11 يوليو الجاري بتكريم الصيعري ومنحه درجة بروفيسور في الهندسة، لإسهاماته الأكاديمية والعملية القيّمة في مجالات الطاقة والمياه والاستدامة.
23 عاماً في قطاع الطاقة
يتمتع البروفيسور الصيعري بخبرة تزيد على 23 عاماً في قطاع الطاقة، حيث بدأ حياته المهنية مهندس بترول في شركة أدنوك، ثم اكتسب خبراته في العديد من المهمات؛ منها الفنية والإدارية إلى الاستراتيجية، ورسم السياسات، حيث عمل رئيساً تنفيذياً لقطاع حلول الطاقة في شركة «طاقة»، وقاد نمو الشركة في قطاعَي الطاقة المتجددة والاستدامة، كما تولى منصب المدير العام لهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، وأشرف على إطلاق مشاريع عملاقة عدة، من ضمنها مشروع «نور أبوظبي»، أكبر محطة طاقة شمسية مستقلة في العالم. ويشغل البروفيسور الصيعري حالياً منصب مستشار أول في مكتب أبوظبي التنفيذي. وحصل البروفيسور الصيعري على درجة الدكتوراه من جامعة إمبريال كوليدج لندن، وهي سادس أفضل جامعة على مستوى العالم، ودرجة الماجستير من المعهد الفرنسي للبترول في باريس، والبكالوريوس من جامعة تلسا، أوكلاهوما، الولايات المتحدة الأميركية.ويُشار إلى أن جامعة بولتون التي أسِّست عام 1825، والمصنّفة ضمــن أفضل الجامعات في المملكة المتحدة، تتمتع بصلاحية منح الدرجات بمرسوم ملكي، إذ يمنحها حالياً الملك تشارلز الثالث، ويُصدرها المجلس الخاص للمملكة المتحدة. وتستقبل الجامعة الطلبة من مختلف أنحاء العالم، وشهاداتها معتمدة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتُجري جامعة بولتون أبحاثاً عالية المستوى في مجالات الهندسة المتقدّمة بمعايير عالمية، وينعكس ذلك في درجات إطار التميّز البحثي (REF)، التي تُظهر أن نحو 20% من أوراقها البحثية المنشورة تُصنف في فئة «الرائدة عالمياً»، و40% منها تُصنّف في فئة «ممتازة دولياً».
شكر للقيادة
قال الصيعري: «إن قيادة الدولة ممثلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ونائبيه، وولي عهد إمارة أبوظبي، ونائبي الحاكم لإمارة أبوظبي، يوفرون البيئة المناسبة للإبداع والتميز في كل ما يحقق المنفعة للبشرية». 
وتوجه الصيعري بدعوة للمواطنين والمواطنات للعمل بشكل دؤوب، والاستفادة من الإمكانات كافة التي توفرها الدولة والبيئة الكفيلة بتميز أبنائها في الصعد كافة، سواء العلمية أو الثقافية أو الرياضية، مؤكداً أن فرحتنا بتميز أبناء الدولة محلياً وعالمياً تثلج صدور كل إماراتي ومقيم يعيش على أرض هذه الوطن.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©