نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات في اجتماع مجلس الأمن، أمس، بشأن حماية المدنيين في عمليات حفظ السلام، أن على بعثات حفظ السلام، اتباع نهج شامل لجميع عناصر بعثات حفظ السلام لحماية المدنيين، مشددة على ضرورة معالجة انتشار المعلومات المغلوطة والمضللة وخطاب الكراهية لما تشكله من تهديد على عمليات السلام.
وطالبت في بيان ألقته غسق شاهين، المنسقة السياسية، بتطوير استراتيجيات تتعامل مع التحديات الراهنة وتستبق التحديات الناشئة في مجال توفير الحماية.
وأعربت شاهين، وفق البيان، عن تقدير الإمارات لجميع أفراد قوات حفظ السلام، على تفانيهِم وخدمتهِم للسلام في بيئاتٍ بالغة التعقيد، ووجهت تحية إجلالٍ وتقديرٍ لجميع من فقدوا أرواحهم أثناء تأدية مهامهِم، بما في ذلك الجندي الغيني الذي قتل صباح أمس.
وقالت: «تعد بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام أحد أبرز أدوات العمل متعدد الأطراف، كما أنها تُجسِد أوجه التضامن مع الدول المضيفة، وقد شهدنا مع مرور الوقت تطوراً في طبيعة مهام قوات حفظ السلام والتحديات التي تواجههم، الأمر الذي يقتضي مواءمة عملهم المهم مع الطبيعة المتغيرة للسلم والأمن الدوليين». وأضافت: «تتطلب حماية المدنيين اتباع نهجٍ شاملٍ لجميع عناصر بعثات حفظ السلام، فبينما يضطلع العنصر العسكري بدورٍ مهم في الوقاية من التحديات القائمة ضد المدنيين والاستجابة لها، إلا أن هناك عناصر إضافية تسهم في إرساء السلام».
ونوّهت إلى أن العنف أصبح بمثابة واقع يومي للعديد من المدنيين المتواجدين في الحالات المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمر، الأمر الذي يتسبب في تدمير النسيج الاجتماعي وتقليص فُرَص المجتمعات المحلية في تحقيق تطلعاتها بالعيش الكريم. وتابعت: «إن حماية المدنيين عبر بعثات حفظ السلام لن تكون ممكنة من دون موظفي الشؤون المدنية الذين يتواصلون مع المجتمعات المحلية، ومن دون الفرق السياسية المنخرطة في المساعي الحميدة، ومن دون المستشارين المعنيين بحماية النساء والأطفال، وغيرهم من العناصر».
وذكرت غسق شاهين في البيان أن انتشار المعلومات المغلوطة والمعلومات المُضَلِّلَة وخطاب الكراهية يشكل تهديداً على عمليات السلام، كما تتسبب في خلق الانقسامات، وتُفاقِم التوترات، وتُؤجج الخوف بين المدنيين، ولهذا، تعرب الإمارات عن قلقها إزاء انتشار هذا المحتوى الضار وتَبَعاتِه على عمليات السلام.
وأوضحت أن مجلس الأمن أدان في قراره 2686 نشر المعلومات المغلوطة، والمعلومات المُضَلِّلَة، والتحريض على العنف ضد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وما يسببه ذلك من تداعيات على أمن قوات حفظ السلام وقدرتهم على تنفيذ ولاياتهم.
وأفادت بأن نشر ضباط إعلام عسكريين يمتلكون مهارات ومعلومات حول الاتصال الاستراتيجي سيُساعِد بعثات حفظ السلام على تحديد وتقييم المعلومات المغلوطة والمعلومات المُضَلِّلَة والاستجابة لها بفعالية، وسيدعم جهودها في التعامل مع توقعات المجتمعات المحلية، وإشراك الجهات الفاعلة فيها، وهو ما سيسهم في تحسين العلاقات بين هذه المجتمعات وبعثات حفظ السلام.
ودعت بعثات السلام إلى تطوير استراتيجيات لا تتعامل مع التحديات الراهنة فحسب، وإنما تستبق التحديات الناشئة في مجال توفير الحماية، فكلما كانت قوات حفظ السلام على اطلاع أفضل، كلما كانت قادرة على الاضطلاع بدور أكثر فاعلية.
ولفتت إلى أن العبوات الناسفة يدوية الصنع والطائرات المسيرة التي تستخدمها الجماعات المسلحة تشكل تهديداً على حياة المدنيين وقوات حفظ السلام على حد سواء، ولذلك، من المهم تزويد العنصر العسكري في عمليات السلام بالأدوات والتكنولوجيا التي تمكنهم من حماية المدنيين والاستجابة للتهديدات الناشئة، ويشمل ذلك على سبيل المثال برامج التنميط الجغرافي والذي يزود العسكريين بالمعلومات اللازمة للتصدي لمخاطر العبوات الناسفة يدوية الصنع.