الشارقة (وام)
بلغ عدد مساجد إمارة الشارقة، 3 آلاف و92 مسجداً منتشراً في جميع أنحائها بما فيها المساجد التراثية القديمة والحديثة التي شكلت أيقونات هندسية خلابة تميزت بطرزها المعمارية «الأندلسية والفاطمية والمملوكية والعثمانية والمحلية والمغربية» ومآذن رشيقة تصدح بكل ركن بالشارقة بالسكينة والحق. جاء ذلك في تقرير أصدره أمس المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة فيما أوضحت الأرقام الأخيرة لدائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الشارقة أن مدينة الشارقة بما فيها الحمرية وجزيرة أبو موسى تضم 2380 مسجداً في حين تضم المنطقة الوسطى 448 مسجداً والمنطقة الشرقية 264 مسجداً.
ووفق توجيهات ومتابعة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تشتهر الإمارة بالمساجد إذ لا يكاد يخلو شارع من دون أن يكون به مسجد لتشكل منابر علم ومعرفة. وتتميز مساجد إمارة الشارقة بتفاصيلها المعمارية الدقيقة المتميزة بقبابها ومنابرها وزخارفها والأقواس والأعمدة بتصاميمها وبنقوشها الخطية والإبداعية الساحرة التي تحكي الحضارة الإسلامية وتنقل هويتها.
وتستكمل إمارة الشارقة مشروعها الثقافي بمكتبات المساجد التي تغطي مختلف المجالات الدينية والاجتماعية منها أصول الدين والتفسير وكتب الحديث وشروحه والفقه والتاريخ والسيرة النبوية واللغة والأدب وكتب الأسرة والطفل والمجتمع والأخلاق والمواعظ لنشر وترسيخ ثقافة القراءة وتهيئة وتوفير المرافق والبيئة الملائمة والمكان الواسع ليكون جاذباً لكل شخص يطلب العلم والمعرفة. وفي الوقت الذي تزخر فيه إمارة الشارقة بالجوامع والمساجد الحديثة بفنون هندستها الإسلامية على اختلاف طرزها المعمارية تحرص الإمارة على المحافظة على المساجد التراثية القديمة التي تشكل نماذج للفن الإسلامي وعراقة الهندسة القديمة تنشر عبق تراثه وأصالته إذ تضم العديد من المساجد التاريخية التي تعد من أقدم مساجد الإمارات.
وبينما تشكل مساجد الشارقة وجهة العبادة والسكينة والراحة النفسية فهي تعكس صورة الإمارة ونهجها في نشر وتعزيز رسالة التسامح والمحبة ومد جسور التقارب بين الثقافات، إذ بادرت الإمارة سابقاً بفتح أبواب مسجد النور ليكون الأول بالمنطقة الذي يفتح أبوابه للمسلمين وغير المسلمين. ويتميز مسجد النور بتصميمه الخلاب وفق الطراز العثماني الكلاسيكي بواجهته الخارجية التي تجذب الأنظار بمآذنها وقبابها الساحرة الممتدة نحو أفق الشارقة وتقنيات الإضاءة الحديثة من الخارج، أما تصميمه الداخلي فيتميز بنقوشه الخطية من آيات القرآن الكريم والقباب والأقواس والأعمدة المزينة بشكل مذهل ساحر. ومن بين آلاف المساجد المنتشرة بكل ركن فيها دشنت إمارة الشارقة في عام 2019 مسجد الشارقة الكبير ليشكل أيقونة معمارية جديدة تتربع على عرش عاصمة الثقافة الإسلامية «الشارقة».
ويعد مسجد الشارقة الكبير نموذجاً فريداً للفن الإسلامي الحديث، بما اشتمله من فنون النحت والأعمال الخشبية واستخدام الرسم بالخط العربي في تكوين لوحات تشكيلية إبداعية إضافة إلى التصميم الإبداعي الأساسي للمسجد. ويحتوي المسجد على 81 قبة ومنارتين بارتفاع 75 متراً فيما بلغ ارتفاع القبة الرئيسة 45 متراً بقطر بلغ 27 متراً ما جعله تحفة معمارية فريدة من نوعها ومقصداً مهماً للسياحة الثقافية بالدولة. ويضم مسجد الشارقة الكبير مكتبة ضخمة تحتوي على أمهات الكتب في فروع العلوم الإسلامية المختلفة والسُنة النبوية الشريفة ويتوافر به منطقتان مخصصتان للوضوء بهما 352 ميضأة إلى جانب ميضأتين خارجيتين .. كما تتوزع 6 مواقع لماء السبيل في منطقة المواقف الخارجية. وانطلاقاً من تعزيز أهمية السياحة الثقافية والإسلامية فقد تم تجهيز المسجد ليستقبل الزوار من غير المسلمين ومحبي المعرفة من مختلف أنحاء العالم كونه يحتوي على مساحات ومسارات لغير المسلمين ومتحف ومحل للهدايا وساحات مفتوحة للزوار وممشى خارجي حول سور المسجد، وحديقة إسلامية تحتوي على عدد من النوافير والشلالات.