عدد اليوم
دبي (الاتحاد)
أكّد الوفد الحكومي الإماراتي الذي شارك في «منتدى الأمم المتحدة السياسي رفيع المستوى 2023» في نيويورك، أهمية دور الشراكات في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالمياً لعام 2030، فيما استعرض الوفد النموذج التنموي الإماراتي الريادي القائم على تعزيز التعاون الدولي من أجل تسريع تحقيق الأهداف التنموية العالمية واستدامة النمو.
واختتم الوفد الحكومي الإماراتي مشاركته المكثّفة بعد حضور 24 ندوة وعقد 31 لقاء ثنائياً وحضور 6 مراجعات وطنية طوعية لأهداف التنمية المستدامة، ضمن أعمال «المنتدى السياسي رفيع المستوى بشأن التنمية المستدامة» الذي نظمته إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة في الفترة من 10 إلى 19 يوليو الحالي، في مدينة نيويورك، بحضور أكثر من 1000 مشارك من مختلف أنحاء العالم.
ونظّم الوفد جلسات حوارية موسّعة مع قيادات من الأمم المتحدة وبرامجها ومنظماتها ومسؤولين دوليين وخبراء ومختصين ومؤسسات عالمية معنية بأهداف التنمية المستدامة، وسلط الضوء على ما حققته الإمارات مع انتصاف المدة المحددة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 عالمياً، وما تقدمه من برامج ومشاريع ومبادرات للتبادل المعرفي والتمويل التنموي وبناء القدرات وتمكين المجتمعات.
وعرض الوفد تجربة دولة الإمارات في دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، وتعزيز شراكاتها الدولية من أجل مستقبل مستدام للمجتمعات والدول، كما وجّه دعوة للوفود المشاركة في المنتدى لحضور الفعاليات العالمية التي تنظمها دولة الإمارات تباعاً، ومنها مؤتمر الأطراف «كوب28» و«القمة العالمية للحكومات 2024».
كما التقى الوفد إريك آدامز، عمدة مدينة نيويورك، وناقش معه فرص التعاون وتبادل الخبرات في مجال استدامة المدن والمجتمعات الحضرية، وتفعيل أفضل الممارسات والتجارب الناجحة في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعقد الوفد لقاءً مع سيليون هارت، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العمل المناخي والمساعد للأمين العام لفريق العمل المناخي، لبحث آليات تعزيز العمل المناخي العالمي من خلال التبادل المعرفي الحكومي والتعرف على أفضل ممارسات الاستدامة، بالتزامن مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف «كوب28».
وضمن أعمال المنتدى، شارك الوفد في اجتماع مشترك حول دور ميثاق الطاقة في تعزيز تحوّل عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة حول العالم إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة وتعزيز التنمية المستدامة في المجتمعات المضيفة. وتم عقد الاجتماع في مقر البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
ولبّى الفريق الإماراتي دعوات وفدي المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين لحضور المراجعات الوطنية الطوعية لمستويات تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ضمن المنتدى.
وتزامنت أنشطة الوفد الحكومي الإماراتي مع عرض شاشة ناسداك العملاقة في ميدان «تايم سكوير» الشهير في نيويورك الذي يزوره أكثر من 50 مليون شخص سنوياً، أبرز منجزات «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» التي وصل أثر برامجها الإنسانية إلى 100 دولة عام 2022، و«برنامج التبادل المعرفي الحكومي» لدولة الإمارات الذي أنجز أكثر من 30 مليون ساعة عمل وتدريب منذ انطلاقه عام 2018.
وأكد عبدالله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتبادل المعرفي والتنافسية، رئيس مجلس التنافسية، نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، أن دولة الإمارات تضع النموذج الرائد لحكومتها، في متناول الجميع حول العالم، وهي حريصة برؤية القيادة الرشيدة على مشاركة نموذجها التنموي الناجح مع الدول والحكومات، من خلال التبادل المعرفي الحكومي وغيره من البرامج والمبادرات الريادية الداعمة لتحديث المنظومات الحكومية وتعزيز التحوّلات التنموية الإيجابية القائمة على مبادئ الابتكار والاستباقية، وتصميم المستقبل وتطوير النظم والتشريعات التي تضمن استدامة التنمية وتنوّع محرّكاتها.
وقال عبد الله لوتاه: «إن الحصيلة المثمرة لمشاركة الوفد الحكومي الإماراتي في المنتدى السياسي رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن الاستدامة لعام 2023، جاءت نتيجة لحرص الوفد طيلة أيام المنتدى على استكشاف آفاق جديدة للتعاون والشراكة من أجل تسريع مسارات التنمية المستدامة، ومشاركة خبرات حكومة الإمارات في تبنّي التشريعات المعاصرة وتحديث السياسات والأنظمة في إطار العمل على تحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071». وعرض الوفد الإماراتي النتائج النوعية التي حققها برنامج التبادل المعرفي الحكومي الذي أطلقه مكتب رئاسة مجلس الوزراء بحكومة دولة الإمارات عام 2018 وشمل حتى الآن أكثر من 30 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا اللاتينية، ودول الكاريبي، ووصل أثره إلى نصف مليار إنسان.
من جهته، قال ماجد السويدي، المدير العام لمكتب مؤتمر الأطراف «كوب28»: «إن دولة الإمارات حريصة في مؤتمر الأطراف (كوب28) الذي تنظمه من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر 2023، على إشراك الجميع في تقديم حلول عملية نوعية لمواجهة تغيّر المناخ واستدامة التنمية وتعزيز العمل المناخي العالمي. ومشاركتنا في منتدى الأمم المتحدة السياسي رفيع المستوى بشأن أهداف التنمية المستدامة الذي عقد في نيويورك، شكّلت فرصة للتعريف بجهود دولة الإمارات في مجال بناء الشراكات وتكريس التعاون بين الدول لضمان استدامة موارد الكوكب بموازاة دعم التنمية». وسلّط الوفد الإماراتي الضوء على الاستعدادات، وقالت الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»: «شكّل منتدى الأمم المتحدة السياسي رفيع المستوى لعام 2023 منصة لعرض النموذج الإماراتي في دعم تحوّل الطاقة عالمياً وتعزيز الاستفادة من الطاقة المتجددة، خاصة في المجتمعات الهشة مناخياً»، مؤكدة أن التعاون بين دولة الإمارات والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» أصبح نموذجاً يحتذى به للشراكات العالمية التي تسرّع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جهته، قال محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية: «أسهم حضور صندوق أبوظبي للتنمية في أعمال المنتدى السياسي رفيع المستوى للأمم المتحدة ضمن وفد حكومة الإمارات في تعزيز شراكاتنا العالمية، وسلط الضوء على الجهود التنموية الممتدة لدولة الإمارات منذ عقود لتمكين الاقتصادات النامية».
وقدّم صندوق أبوظبي للتنمية خلال عام 2022 مشاريع وتمويلات وقروضاً ميسرة بلغ مجموعها 189 مليار درهم من التمويلات والاستثمارات في 104 دول حول العالم.
وقال الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء، المدير التنفيذي في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: «عرضنا ضمن وفد الدولة إلى منتدى الأمم المتحدة السياسي رفيع المستوى 2023، الأثر الإيجابي الشامل للمبادرات الهادفة لتمكين المجتمعات وبناء المستقبل المستدام وريادته، بالتركيز على التعليم والصحة والابتكار المستمر».
ضم الوفد كلاً من الأمانة العامة للجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وصندوق أبوظبي للتنمية، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً دائماً لها، ومكتب مؤتمر الأطراف «كوب28»، وبرنامج القيادات الشابة لأهداف التنمية المستدامة، والمركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، ومكتب التبادل المعرفي الحكومي التابع لوزارة شؤون مجلس الوزراء.
وركّزت دورة هذا العام من المنتدى على خمسة من أهداف التنمية المستدامة، وهي الهدف السادس الخاص بـ«المياه النظيفة والنظافة الصحية»، والهدف السابع الخاص بـ«الطاقة النظيفة بأسعار معقولة»، والهدف التاسع الخاص بـ«الصناعة والابتكار والحياة الأساسية»، والهدف 11 «مدن ومجتمعات محلية مستدامة»، والهدف 17 «عقد الشراكات لتحقيق الأهداف».
يذكر أن منتدى الأمم المتحدة السياسي رفيع المستوى شكّل منذ تأسيسه عام 2012، المنصة الأساسية للمنظمة الدولية بشأن التنمية المستدامة، ويؤدي المنتدى دوراً مركزياً في متابعة ومراجعة ما تم تنفيذه على مستوى الدول في أجندة التنمية المستدامة لعام 2030. وأقيمت دورة العام الحالي من المنتدى تحت شعار «تسريع التعافي من جائحة كوفيد-19 ومواصلة التطبيق الكامل لأجندة التنمية المستدامة لعام 2030».
