الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية لـ«الاتحاد»: دعم الإمارات لمواجهة الزلزال باقٍ في ذاكرة الشعب التركي

فخر الدين ألطون
19 يوليو 2023 02:00

يسرى عادل (أبوظبي)

أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، أن الإمارات وتركيا دولتان لهما أهمية كبرى في منطقتنا، ولهما تأثير عالمي، مشيراً إلى تمتعهما بروابط تاريخية وثقافية واقتصادية واجتماعية عميقة الجذور، مشيراً إلى أن «COP28» الذي تستضيفه الإمارات نهاية العام الحالي، يمكن أن يمهد الطريق لمزيد من العمل المناخي الطموح لحماية كوكبنا.
وقال ألطون في حوار خاص مع «الاتحاد»: «شهدنا من خلال الزيارات رفيعة المستوى، إرادة سياسية قوية على مستوى القيادة لمواصلة تعزيز علاقاتنا ذات المنفعة المتبادلة»، مؤكداً أن الدعم الكبير الذي قدمته دولة الإمارات في أعقاب كارثة الزلزال الذي لم يسبق له مثيل في تركيا، سيبقى دائماً في ذاكرة الشعب التركي.
وذكر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن عام 2023 يصادف الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، لافتاً إلى أن حجم التجارة الثنائية بلغ 10 مليارات دولار في عام 2022 بزيادة 25 % مقارنة بعام 2021، فيما وصل هذا الرقم إلى 6.7 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام بزيادة قدرها 87 % مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وأضاف ألطون أن تركيا والإمارات لهما أهمية كبيرة في المنطقة إلى جانب تأثيرهما العالمي، وترتبطان بعلاقات تاريخية وثقافية واقتصادية واجتماعية عميقة الجذور. موضحاً: «خلال العامين الماضيين، شهدنا إرادة سياسية قوية على مستوى القيادة لتعزيز علاقاتنا المفيدة للجانبين، وبفضل ذلك، تحقق الكثير في هذه الفترة».
وتابع فخر الدين ألطون: «لقد سررنا مؤخراً باستقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة نهائي دوري أبطال أوروبا في إسطنبول، وقد سعدنا أيضاً بتلقي استضافة رائعة في كافة زيارات الرئيس رجب طيب أردوغان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة».
ونوّه رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية بأنه بعد الزلزال الذي وقع في فبراير الماضي، بقوة غير مسبوقة في تركيا، قدمت دولة الإمارات دعماً كبيراً وبالغ الأهمية، وسيظل دائماً في ذاكرة الشعب التركي. 
وأوضح ألطون في حواره الخاص لـ «الاتحاد» أن عام 2023 يشهد الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، وفي العقود المقبلة هدفنا المشترك هو تعميق التعاون، ورفع شراكتنا إلى آفاق استراتيجية بناءً على المصالح المتبادلة، معرباً عن اعتقاده بأن «المسار الحالي للعلاقات يوفر الأساس للشراكة الاستراتيجية، ومن المبهج وجود إرادة متبادلة وقوية على أعلى مستوى للتحرك في هذا الاتجاه».
وقال: «إن الإمارات هي الشريك التجاري الأكبر لتركيا في منطقة الخليج، اقتصادانا مكملان لبعضهما البعض»، مضيفاً: «بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في مارس واكتمال عملية التصديق من الجانبين، أعتقد بقوة أن الاتفاق سيسهم في تعميق علاقاتنا الاقتصادية».
وتابع: «لدينا إرادة لتعزيز الأساس القانوني لجهود الاستثمار المتبادلة بين بلدينا».  وأشار إلى أن التعاون في المجال الاقتصادي يمضي على قدم وساق، فقد بلغ حجم التجارة الثنائية 10 مليارات دولار في عام 2022، بزيادة 25 في المئة مقارنة بعام 2021. وقد وصل حجم التبادل التجاري إلى 6.7 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، بزيادة 87 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
ولفت رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية إلى زيارة نائب الرئيس جودت يلماز، ووزير الخزانة والمالية، محمد شيمشك، إلى الإمارات في يونيو، قائلاً: «استقبلهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بكل حفاوة». 
وأضاف: «نبحث الفرص لتوسيع حجم التجارة، إضافة إلى الاستثمارات بشكل أكبر»، موضحاً أن من بين المجالات ذات الاهتمام: الطاقة المتجددة وصناعة الدفاع وتمويل الصادرات والاستثمارات القطاعية. وأشار إلى وجود إمكانات كبيرة للتعاون على هذا النوع من المشاريع ذات الحجم الكبير.
وقال ألطون: «نقدر شراكتنا الاستراتيجية، ونهدف إلى تعزيز روابطنا في جميع المجالات وجعلها متينة عبر قواعد تعاقدية، ووقعت الإمارات وتركيا أكثر من عشرين اتفاقية خلال العامين الماضيين، وهناك العديد من الاتفاقيات الأخرى في مجالات مختلفة، بما في ذلك الاستثمار والتعليم والطاقة المتجددة والبيئة وغيرها، تم وضعها على جدول أعمالنا، ونأمل أن نتمكن من إنهاء بعضها خلال هذه الزيارة».
وحول مكافحة الاحتباس الحراري، أكد فخر الدين ألطون لـ «الاتحاد» أن التغير المناخي هو أحد أكبر التحديات الطارئة وغير المسبوقة في عصرنا، والطريقة الوحيدة لمواجهة هذا التحدي هي التعاون المشترك وإقامة تعاون وثيق على المستوى العالمي. 
وقال: «كأعضاء في المجتمع الدولي، نحتاج إلى تعزيز قدرة التحمل الوطنية والجماعية لمواجهة الآثار السلبية للتغير المناخي»، مشدداً على أن COP28 في الإمارات سيكون قمة مناخية محورية من حيث المناقشات الأولية للتقييم العالمي. 
وأضاف: «سيرى العالم التقدم المحرز في تحقيق أهداف اتفاقية باريس، ويمكن أن تمهد COP28 الطريق لاتخاذ إجراءات مناخية أكثر طموحاً لحماية كوكبنا».
وأفاد بأن تركيا، كونها تقع في منطقة البحر الأبيض المتوسط، فواحدة من النقاط الفعالة من حيث التغير المناخي، حيث تواجه تجاوباً متزايداً مع الأحداث الجوية المتطرفة.
وتابع: «إن مكافحة التحديات البيئية والتغير المناخي هي من أولويات جدول أعمال تركيا الوطني، ومن هذا المنطلق، لن ندخر جهداً لنجاح المؤتمرCOP 28 القادم الذي سيعقد في دبي في نهاية هذا العام».
وعلاوة على ذلك، قال ألطون إن تركيا كونها بلداً مرشحاً لاستضافة COP31 في عام 2026، فإنها تولي أهمية قصوى لـ COP28، مضيفاً: «ستوجهنا نتائج COP28 في تحديد أولوياتنا لـ COP31».
وذكر أن تركيا مستعدة للمساهمة بشكل أكبر في الجهود العالمية لمعالجة التحديات البيئية، خاصة التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي وإدارة النفايات على أساس التنمية المستدامة والانتقال الأخضر.
وفيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية: «إن تركيا والشركاء الإقليميين يتشاركون في رؤية أساسية بشأن أهمية التعاون لحماية وتعزيز أمن واستقرار منطقتنا»، مشدداً على أن الأمن والاستقرار ضروريان للتقدم في التكامل الإقليمي وتحقيق والازدهار، ومن ثم، لا بد من تبني نهج شامل لمكافحة الإرهاب في جميع أشكاله وتجلياته في منطقتنا. 
وذكر أن ذلك يجب أن يشمل تنسيقاً وتعاوناً على أعلى مستوى في التدابير المتخذة ضد المجموعات الإرهابية، ويجب أيضاً أن يؤدي ذلك إلى جهد مشترك طويل الأمد للقضاء على الظروف التي تؤدي إلى تجنيد الإرهابيين وتمويلهم. 
وقال: «يجب ألا يكون هناك أي مبرر للتسامح مع أي منظمة إرهابية أو نشاط إرهابي، ولا ينبغي أن يتم قبول أي واجهة لمجموعة إرهابية بأي وجه من الوجوه»، مضيفاً: «سنواصل مكافحتنا الحازمة ضد تنظيمات داعش والقاعدة وPKK PYD وYPG وFET، وغيرها من المنظمات الإرهابية أينما وجدت».
واختتم ألطون حواره مع «الاتحاد»، قائلاً: «تركيا لا تزال عضواً نشطاً في التحالف العالمي ضد داعش، ولقد ساهمنا بشكل كبير في القضاء على التنظيم من خلال عمليات عسكرية محسوبة جيداً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©