السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ﺳﻬﻴﻞ اﻟﻤﺰروﻋﻲ وزﻳﺮ اﻟﻄﺎﻗﺔ واﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻳﻜﺘﺐ ﻟـ«الاتحاد»: ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻣﺴﺎﻫﻤـﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﺘﺠﺪدة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ

سهيل المزروعي
11 يوليو 2023 11:41

في عام الاستدامة، التزمنا بشكل صريح بالعمل اليوم من أجل غدٍ أفضل. فمنذ البداية، وضع قادتنا رؤية واضحة من أجل مستقبل يتميز بموارد وفيرة واقتصاد مزدهر وبيئة أكثر استدامة.
وفي الأسبوع الماضي، اتخذنا خطوة كبيرة في هذا الاتجاه، عبر تحديث استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، اللتين سوف توفران خططاً واضحة لمستقبل مستدام وآمن لقطاع الطاقة، بما يدعم ازدهار دولتنا وشعبنا.
لقد حرصنا على وضع أهداف طموحة، من خلال مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة إلى أكثر من ثلاثة أضعاف في عمليات التنمية، وإنشاء واحات هيدروجين متطورة، واستثمار ما يصل إلى 200 مليار درهم في السنوات السبع المقبلة لتلبية الطلب على الطاقة بشكل مستدام، وإن الاستراتيجيتين تعكسان التزامنا الثابت بالحد من الانبعاثات الكربونية والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
أثناء تطوير الاستراتيجيات، حرصنا على التركيز على أمن الطاقة، والتنمية الاقتصادية، والعمل المناخي؛ لأننا ندرك مدى ارتباطها الوثيق، وقدرة التحول للطاقة النظيفة في إحراز تقدم ملحوظ في هذه الأولويات الثلاث التي ستساعد في تعزيز التنمية المستدامة الشاملة.
وتم تطوير الاستراتيجيات بالتعاون مع شركائنا في جميع مراحل سلسلة إمداد الطاقة، للتأكد من شموليتها ولإشراك أصحاب المصلحة في تنفيذها. فيما تعكس ما حققته الدولة من نتائج ملموسة في جعلها منتجاً موثوقاً للطاقة منخفضة الانبعاثات، والأسرع نمواً في مجال التحول الطاقي، وبفضل رؤيتنا المستقبلية الطموحة وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، سنواصل تميزنا وريادتنا وسنصل إلى مستهدفنا المتمثل في 14.2 جيجاوات مساهمة الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
اليوم، تحتضن الإمارات ثلاثاً من أكبر محطات الطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم، إضافة إلى العديد من المشاريع الضخمة الأخرى قيد التطوير، كما نفخر بشركة «مصدر» الرائدة والتي تقود، منذ عام 2006، جهود تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة، بجعل الدولة واحدة من أكبر المستثمرين وداعمي الطاقة المتجددة في العالم، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا وإنشاء مشاريع عملاقة للطاقة المتجددة، وخفض سعر إنتاج الطاقة الشمسية إلى 1.32 سنت أميركي لكل كيلووات ساعة.
إن بلادنا اتخذت خطوات في التحول نحو الطاقة النظيفة وتنويع مصادرها، لا سيما في التوسع باستخدام الكهرباء النظيفة بما يحقق أهداف المناخ، والوصول إلى انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، وفي هذا الإطار تعد الطاقة النووية أيضاً جزءاً لا يتجزأ في مسيرة انتقالنا إلى الطاقة النظيفة، حيث من المقرر أن يبدأ تشغيل محطة براكة، أول محطة نووية في المنطقة العربية، بشكل كامل العام المقبل لتنتج ما يصل إلى 25% من احتياجات الكهرباء في الدولة.
لقد وضعنا أعيننا على أن تصبح الإمارات منتجاً ومورداً رائداً للهيدروجين منخفض الكربون، حيث نستهدف إنتاج 1.4 مليون طن متري من الهيدروجين سنوياً بحلول عام 2031 و15 مليون طن متري بحلول عام 2050. ولدعم مستهدفاتنا الطموحة أطلقنا الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، التي تسعى من خلالها الدولة إلى إنشاء واحتين للهيدروجين بحلول عام 2031 وسترفع عددها إلى خمس بحلول عام 2050، كما ستعزز التقنيات ذات الصلة، وكذلك ستنشئ الدولة بحلول عام 2031 مركزاً للبحث والتطوير الهيدروجيني، والذي سيتم تطويره إلى مركز ابتكار للهيدروجين معترف به عالمياً بحلول عام 2050.
حصل تحولنا نحو الطاقة النظيفة على الاعتراف الدولي، فاحتلت الإمارات المرتبة الثانية في محور انتقال الطاقة في مؤشر المستقبل الأخضر 2023، حيث صعدت ثماني مراتب عن العام السابق.
تطمح دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن تكون نموذجاً يحتذى به في انتقال طموح وعملي إلى مصادر الطاقة النظيفة، فنحن نواصل تلبية احتياجات الطاقة العالمية اليوم، مع الاستثمار بكثافة في أنظمة الطاقة المستقبلية.
في غضون أشهر قليلة، ستستضيف الإمارات مؤتمر المناخ «كوب 28»، حيث سيكون انتقال الطاقة العالمي في مقدمة المواضيع المطروحة للنقاش، وتكتسب هذه الأولوية أهمية قصوى في ظل البيانات الحالية التي تشير إلى أن مسار الانبعاثات العالمية لا يزال في ارتفاع.
إننا ندرك أن المرحلة المقبلة تتطلب منا، كقادة مسؤولين عن قطاع الطاقة بمختلف دول العالم، توسيع نطاق العمل المشترك، بما يضمن أمن الطاقة واستدامتها، وللوصول إلى الحياد المناخي بحلول منتصف القرن، باعتباره أفضل نهج لمكافحة التغير المناخي، وتحقيق أهداف اتفاق باريس، وتجنب أسوأ السيناريوهات المستقبلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©