دبي (الاتحاد)
اختتمت، أمس، فعاليات النسخة الـ 34 للأولمبياد الدولي للأحياء، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة، ونظمته وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع شريكها الاستراتيجي جامعة الإمارات على مدى ثمانية أيام من 3 وحتى 10 يوليو 2023 في مدينة العين.
وحضر حفل الاختتام معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، والدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، رئيس اللجنة المنظمة للنسخة الـ 34 للأولمبياد الدولي للأحياء - الوكيل المساعد لقطاع الرعاية وبناء القدرات بوزارة التربية والتعليم، والدكتور أحمد مراد، النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة لينكا ليبرسوفا، رئيسة اللجنة التنفيذية لأولمبياد الأحياء الدولي، والدكتور صابر مظفر، رئيس اللجنة الأكاديمية للنسخة الـ 34 للأولمبياد الدولي للأحياء.
وفي كلمته خلال الحفل الختامي، رحب معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي بالطلبة والمحكمين والمختصين والباحثين والخبراء في علم الأحياء، وجميع الذين شاركوا في هذا الأولمبياد الدولي المرموق والذي يُقام لأول مرة في الوطن العربي وتستضيفه دولة الإمارات في تأكيد جديد على مكانتها وريادتها العالمية في مجال التعليم.
وقال معاليه: «تمضي دولة الإمارات قدماً نحو تحقيق رؤيتها في أن تصبح واحدة من أكثر الدول إنتاجاً للعلوم والمعرفة، وذلك من خلال خلق بيئة محفزة على البحث العلمي، والاستثمار في الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات والعلوم والمعرفة اللازمة لتمكينهم من أن يكونوا قادة المستقبل، وليساهموا في ترسيخ مكانة دولة الإمارات بين أفضل دول العالم».
وأضاف: «تلعب المسابقات الدولية، مثل الأولمبياد الدولي للأحياء دوراً كبيراً في ترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار والبحث العلمي ودعم مفاهيم التميز المعرفي لدى الطلبة ليكونوا نواة لعلماء وباحثين ومبتكرين ومخترعين قادرين على مواجهة التغييرات السريعة والمُطّرِدة التي يشهدها العالم اليوم ومواكبة متطلبات المستقبل».
وتوجه معاليه بالتهاني للمتسابقين الموهوبين الفائزين في هذه المسابقة التي تعد من أهم المسابقات في مجال علم الأحياء في العالم، والتي شهدت مشاركة أكثر من 320 طالباً وطالبة من الموهوبين في علم الأحياء من 80 دولة متحدين في شغفهم ومتنافسين بشكل إيجابي، فيما بينهم على النجاح والصدارة والتميز. وشارك فيها أيضاً 300 عضو لجنة تحكيمية، إلى جانب نخبة من الخبراء في علم الأحياء من مختلف أنحاء العالم.
من جهته، أشاد معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، بنجاح فعاليات النسخة الـ 34 للأولمبياد الدولي للأحياء، الذي نظمته وزارة التربية والتعليم بالشراكة مع جامعة الإمارات. وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات أصبحت مقصداً للعلوم والأنشطة البحثية والأكاديمية؛ بفضل التطور الكبير الذي تشهده جامعاتها البحثية. ونوه معاليه بأن مشاركة جامعة الإمارات كشريك استراتيجي أكاديمي في تنظيم هذا الحدث العلمي العالمي سيعزز مكانتها العلمية البحثية الرائدة، وسيحفز الطلبة والأساتذة والباحثين المختصين في علم الأحياء على المزيد من التميز والبحث العلمي والإبداع.
وتابع: «يعتبر الأولمبياد فرصة لأبناء وبنات الإمارات لتطوير قدراتهم العلمية والبحثية في مجال علم الأحياء، وهو ما يتماشى مع حرص القيادة الرشيدة في الدولة على الاستثمار في رأس المال البشري للنهوض بالمجتمع، وبناء الاقتصاد التنافسي القائم على المعرفة، وتحقيق المزيد من الأرقام القياسية في مجال التنمية البشرية على مستوى المنطقة والعالم. ومن هذا المنطلق، تحرص جامعة الإمارات على تبني الأفكار الخلاقة والإبداعية وتطوير مهارات الشباب والشابات عبر خططها الاستراتيجية المستقبلية لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة للدولة ومئوية الإمارات 2071، وبناء مستقبل راسخ يستند لأفضل الممارسات العلمية العالمية».
وشهدت فعاليات النسخة الـ 34 للأولمبياد الدولي للأحياء الذي يعد أهم مسابقة دولية في مجال علم الأحياء، العديد من الاختبارات المكثفة التي تحدت معارف ومهارات التفكير الناقد لدى الطلبة، إلى جانب مجموعة من ورش العمل التي أسهمت في تعزيز روح الصداقة، والتبادل الثقافي، والنمو الفكري لدى المشاركين، فضلاً عن تكوين صداقات طويلة الأمد، وتوسيع آفاقهم، وإيقاد فضولهم لاستكشاف عجائب علم الأحياء.
وأكدت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، أن هذه النسخة من الأولمبياد تميزت بانسجامها مع أفضل الممارسات والتوجهات العالمية في مجال الاستدامة، حيث حرصنا على أتمتة الاختبارات لتتم عبر أجهزة الحاسوب بدلاً من الاختبارات الورقية، الأمر الذي ساهم بالاستغناء عن طباعة ما يفوق 65.000 صفحة ورقية لاستخدامها لأغراض أداء الاختبارات. كما قمنا باستضافة مؤتمر التعليم الأخضر على هامش الأولمبياد لتعزيز الوعي، وتمكين المشاركين من المساهمة بحلول مبتكرة لمواجهة التغير المناخي. وذلك يأتي انسجاماً مع توجه دولة الإمارات الذي يؤكد أن العمل المناخي يعتبر من الركائز الأساسية لاستراتيجيتها الاقتصادية الوطنية وسياساتها الداخلية والخارجية، كما ينسجم مع الجهود المبذولة في دولة الإمارات الساعية للحد من تداعيات تغير المناخ، وتعزيز التعليم الأخضر، ورفع مستوى الوعي البيئي لمجتمع دولة الإمارات، وتعزيز ثقافة الاستدامة في المؤسسات التعليمية استعداداً لمشاركة الدولة في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ 28COP والذي حظيت أيضاً دولة الإمارات هذا العام بشرف استضافته».
وأضافت: «تم تحسين وتطوير آلية أداء وإدارة الاختبارات وتقييمها في هذه النسخة من الأولمبياد، مما أسهم في توفير الوقت المخصص لذلك؛ وأتاح للطلبة المشاركين بالاختبارات، وكذلك للقائمين على إدارة الاختبارات وتقييمها المزيد من الوقت للراحة والترفيه فحظي الطلبة بفرصة زيارة بعض المعالم الثقافية والترفيهية الهامة في دولة الإمارات. أتوجه بالتهنئة للمتنافسين على مساهمتهم القيمة خلال الأولمبياد، وأنا على ثقة بأن العديد من المشاركين سيواصلون شق مسارات جديدة في علم الأحياء والمجالات ذات الصلة، والوصول لاكتشافات ستلعب دوراً بارزاً في تحسين جودة الحياة وحماية بيئتنا».
شهد الحفل الختامي الإعلان عن أسماء الفائزين في المسابقة والذين احتلوا مقاعدهم بجدارة على المنصة الدولية لأولمبياد الأحياء الدولي، حيث تصدرت دول الهند وسنغافورة الدول الفائزة بالميداليات الذهبية بواقع أربع ميداليات ذهبية لكل منهما، فيما جاءت الصين والصين تايبيه والوفد الأولمبي المستقبل بالمركز الثاني بواقع ثلاث ميداليات ذهبية. وسجلت دولة الإمارات فوزها الأول في أولمبياد الأحياء الدولي، حيث حصلت الطالبة الإماراتية ريم راشد النقبي على الميدالية البرونزية في المنافسات.