إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكثر من 900 طالب وطالبة من نخبة شباب الإمارات المتميزين، يتوزعون على مختلف الدرجات العلمية (البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والزمالة) في أفضل الجامعات المصنفة عالمياً، ضمن برنامج البعثات، وفقاً لبيانات وزارة التربية والتعليم، الذين وفرت لهم القيادة الرشيدة كل اهتمام والدعم مادياً ومعنوياً لاستكمال تحصيلهم العلمي، بهدف إعداد أجيال متسلحة بالعلم النافع في مختلف المجالات، لرفع الوطن ونهضته وازدهاره، مرددين: «بالعلم ترتقي الأمم».
إذ يعد برنامج البعثات أحد أقدم برامج الابتعاث في الدولة، والذي تم إطلاقه عام 1972 تحت رعاية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» والذي أدرك برؤيته الثاقبة أنّ ازدهار الدولة ورفعة أبنائها يتطلب الاستثمار في بناء أجيال من المتعلمين والمثقفين، حيث تم ابتعاث 23 طالباً وطالبة إلى الدول العربية والصديقة طلباً لدراسة العلم وتحصيل المعرفة ليعودوا بعد ذلك ويكونوا مساهمين في وضع الأسس لنهضة الاتحاد.
وهنا يؤكد الطلبة أن الابتعاث فتح لهم آفاقاً جديدةً، لتضيف إلى رصيدهم الشخصي والمعرفي، وحرصهم على أن يكونوا خير سفراء للوطن، إذ إن المبتعث سفير لوطنه في هذه الرحلة المعرفية للدراسة وتنمية القدرات والمهارات والمواهب الشخصية والقيادية، حيث إنهم رهن الوطن، وخدمته، ورد الجميل لوطن وقيادة لم تبخل على أبنائها، وسخرت الإمكانات كافة، لتحقيق الأهداف المرجوة من ابتعاث الطلبة على مستوى الدولة، وأن ما اكتسبوه من علم وخبرات ستكون مسخرة لخدمة الوطن، ووضع ما تم تعلمه من خبرات ومعارف في خدمة وبناء الوطن، وليكون عنصر المنافسة في مسيرة الوطن، إذ إنهم تحصلوا على شهادات أكاديمية من أرقى الجامعات في العالم، مثمنين جهود القيادة الرشيدة ومتابعتهم الحثيثة لأبنائهم.
من جانبه قال علي عبدالله البلوشي: «درست هندسة الكيمياء في جامعة «برمنجهام»، والتي تعد من أهم الجامعات في هذا التخصص، وأنوي إكمال الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه، ونشكر قيادتنا الرشيدة على المنح والابتعاث الذي أسهم في تطوير الشخصية، علمياً وشخصياً، وتلقينا العلم على أيدي نخبة عالمية».
وأضاف: «إننا محظوظون بقيادتنا الرشيدة، واهتمامهم بجميع أبنائهم، وتوفير الفرص وراء الفرص لأبنائها التي لا تدخر جهداً ولا مالاً في سبيل إسعادهم، وتكوينهم علمياً وذاتياً، ونحن نأمل أن نكون على قدر الثقة التي أولتنا إياها قيادتنا الرشيدة، وأن نكون جنوداً من جنود الوطن في أي جانب من الجوانب التي يحتاجنا فيها الوطن، كما أكد أن الابتعاث غير من تفكيري والتعاطي مع الواقع، وتعلمت على يد خبراء وأساتذة واكتسبت من الخبرات التي امتلكوها، الاعتماد على النفس أحد الأمور المكتسبة على المستوى الشخصية».
من جانبها أكدت هيا خالد الغصين علوم سياسية جامعة «برمنجهام» أنها تركز على سياسة البيئة والأمن التكنولوجي، وغيرها من البرامج العلمية، إذ إن العالم يتطور يوماً بعد يوم، وليس للعلم نهاية، وأن التكنولوجيا وغير ذلك من الأمور، أحدثت تغييراً شاملاً في تركيبة المبتعثين، خلقت جيلاً قادراً على تطوير ذاته والتجاوب مع المستجدات.
وبينت أن الإمارات تعد الأولى عالمياً في مجال تطوير الشباب لذواتهم، واهتمام قيادتنا بذلك وإعطاء الفرصة للشباب لتطوير حالهم، استمراراً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والذي غرس فينا أن الرؤية التي يملكها الشباب يمكنه تحقيقها بتسخير الممكنات والدعم المرتبط بذلك.
من جانبه قال عمران أميري مبتعث للحصول على بكالوريوس المحاسبة من جامعة ساكس في برايتون ببريطانيا: «بداية أشكر قيادتنا الرشيدة وحكومة الإمارات، على إتاحة الفرصة للدراسة بجامعات عريقة، والوقوف على أحدث مستوى علمي في جميع المجالات، كما نشكر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية على تكريمه للمبتعثين في احتفالية ضخمة، كما نشكر كل القائمين على الابتعاث، وهو برنامج مهم أسهم في تطوير قدرات المبتعثين والاعتماد على الذات، والاطلاع على ما يحدث حولنا في العالم، وما يشهده من تطور.. وكل الشكر لقيادتنا الرشيدة.
ومن جانبه قال سعيد محمد الذي درس القانون في جامعة برمنجهام: «إن جميع المبتعثين حققوا استفادة من الابتعاث سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد العلمي، ونشكر قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وإخوانه حكام الإمارات على دعمهم وثقتهم في أبنائهم، وفتح الباب لهم للارتقاء العلمي، ونحن ممتنون لقيادتنا الرشيدة التي تصنع أجيالاً متسلحة بالعلم، مصقولة بالمهارات التي تمكنهم من خدمة وطنهم والمشاركة في استمرار نهضة الوطن».
من جانبه قال سعود عبدالله صالح الحاصل على تخصص الهندسة الميكانيكية من جامعة برمنجهام: «بداية نشكر قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، إذ إن فرصة الابتعاث مهمة وممتازة، وتساعد في تغيير شخصية المبتعث، وكيف يستغل وقته بشكل أفضل، وكيفية التصرف بالشكل الأمثل، كما تساعد في تكوينه الشخصي والعلمي، وليس الحصول على درجة علمية فقط، وإنما تنمي القدرات الشخصية، وقيادتنا الرشيدة توفر الفرصة للجميع، وتعمل على تقوية الجميع وتطوير القدرات».
وأضاف: «وصلنا إلى مرحلة رد الجميل إلى الدولة التي اهتمت بي وعلمتني في أرقى الجامعات، وسأكون في خدمة وطني الإمارات مساهماً في استمرار نهضته».
الاستثمار في العقول
قال سالم خليفة الشامسي، خريج هندسة كيمياء «شيفلد»: «بداية نشكر قيادتنا الرشيدة على اهتمامها بأبنائها المواطنين ذكوراً وإناثاً، وسعيها الدؤوب نحو الاستثمار في العقول، وتهيئة الأجيال للمستقبل، وصقل مواهبهم العلمية وتنميتها، ولم تبخل على أبنائها ورعايتهم، والابتعاث أسهم في تنمية وبناء الشخصية للمبتعثين، من الاعتماد على الذات، وإنجاز المهام، حيث استفدت كثيراً من هذه المرحلة أكاديمياً، وعلى المستوى الشخصي، استطعنا تجاوز المرحلة الأولى والتي يعاني فيها المبتعث من ابتعاد عن الأهل والأصدقاء». وتابع الشامسي: «إن رؤية القيادة الرشيدة في بناء الإنسان المواطن وتسخير الإمكانات المؤدية إلى تحقيق ذلك، ليس له نظير في العالم، والتدقيق في اختيار الجامعات يعكس النظرة إلى المستقبل، وتهيئة المبتعثين لمستقبل يشهد تطورات مستمرة، وهو يعكس اهتمام القيادة بأبنائها والتفكير في الارتقاء بقدراتهم العلمية والأكاديمية وعلى مستوى الشخصية، وعلى كل المستويات والصعد».
في الصدارة
أكدت ميثاء أحمد عظيم شكرها للقيادة الرشيدة، معتبرة أن هذا البرنامج يمثل نهضة أمة تسعى لأن تكون في الصدارة بسواعد أبنائها، وقالت ميثاء حصلت على بكالوريوس الفيزياء من جامعة ايكس مارسيليا بفرنسا، وأنوي استكمال دراساتي العليا، وتضيف أن فرصة الابتعاث أسهمت في تحقيق العديد من الفوائد العلمية وصقل الشخصية، لا يمكن تجاهل ما تم اكتسابه خلال فترة الابتعاث، ونشكر قيادتنا الرشيدة، ونأمل في أن نكون على قدر الثقة التي أولتنا إياها لنكون مشاركين في رقي الدولة وتقدمها في كافة المجالات.
رد الجميل
قال المبتعث محمد آل رستم الحاصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة «موناش» باستراليا، بداية نشكر قيادتنا الرشيدة على دعمها الدائم للمواطن المبتعث، وكلي شرف أن أكون ممثلاً لدولتي، وكل زملائنا بمختلف الجامعات، نشكر المشرفين على الطلبة المبتعثين الذين بذلوا مجهوداً كبيراً في تذليل الصعوبات خاصة الطلبة الجدد وكانوا نعم السند.. ونشكر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية على تفضله بحضور الاحتفالية، وسنكون في خدمة وطننا ورد الجميل.
صقل المهارات
قال مروان الزعابي الحاصل على البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة برمنجهام في بريطانيا مع مرتبة الشرف: «بداية نشكر قيادتنا الرشيدة وحكومة الإمارات على منحنا الفرصة للدراسة في جامعات عالمية، وهو من فضل الله وفضل شيوخنا، الذين لا يألون جهداً من أجل اسعاد أبنائهم وتمكينهم في مختلف المجالات، وأنوي استكمال الماجستير والدكتوراه، مؤكداً أن الابتعاث ليس حصول على شهادة أكاديمية فقط، بل تنمية وصقل مهارات وبناء الشخصية الإماراتية وكل الشكر لقيادتنا الرشيدة.
تنويع دول الابتعاث
أكدت وزارة التربية والتعليم حرصها على تنويع دول الابتعاث والتخصصات الدراسية مع التركيز على زيادة أعداد الطلبة المبتعثين للدراسات العليا، والمبتعثين للدراسة في التخصصات المصنفة من 1 إلى 50 على مستوى العالم. وقالت الوزارة أنه تم تحديد التخصصات والدول المحدّدة لبرنامج البعثات الخارجية لعام 2023، حيث تغطي قائمة التخصصات مجالات دراسية متنوعة بما في ذلك مجالات الهندسة والتكنولوجيا، والطب وعلوم الحياة، والعلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية والإدارية والقانون، والعلوم الإنسانية، والفنون.. فيما تشمل قائمة الدول المحددة للبعثات الخارجية أكثر من 25 دولة موزعة على كافة قارات العالم. ولفتت الوزارة إلى أنه يتم اختيار الطلبة للانضمام للبرنامج بناء على عملية تفاضلية تأخذ في الاعتبار العديد من العوامل بما في ذلك النتائج الأكاديمية وتصنيف الجامعة، ومدى الحاجة للتخصص المراد دراسته وغيرها من العوامل، وذلك لضمان أن يسهم الطلبة المبتعثون بعد تخرجهم في تحقيق مستهدفات التنمية الشاملة والمستدامة في الدولة، ورفد سوق العمل بما يحتاجه من كفاءات مواطنة تمتلك المعرفة والمهارة في مختلف المجالات. كما أن تجربة الابتعاث، تفتح آفاقاً جديدةً، لتضيف إلى رصيد الطلبة الشخصي والمعرفي، إذ إنّ المبتعث هو سفير لوطنه في رحلة معرفية للدراسة وتنمية القدرات والمهارات والمواهب الشخصية والقيادية، ليعود بعد إتمام دراسته جاهزاً ومستعداً لوضع ما تعلمه من خبرات ومعارف في خدمة وبناء الوطن، وليكون عنصر المنافسة في المسيرة التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله». وأكدت وزارة التربية والتعليم على حرص الوزارة على تطوير برنامج البعثات ليلبي متطلبات العصر، حيث يركز على ابتعاث الطلبة إلى أفضل الجامعات العالمية لدراسة أفضل التخصصات، مشيراً إلى أن الطالب المبتعث يحمل رسالة الوطن الحضارية إلى الدول التي يدرس فيها، وبالتالي يتعين أن يكون متميزاً بطرحه وفكره وشخصيته وانفتاحه على كل جديد من أفكار وإمكانات، وأن يتحلى بالسمات الوطنية والشخصية والقيادية والأكاديمية التي تؤهله للنجاح والتفوق.