أطلقت المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، مجلس الإعلام المناخي الأول، إدراكاً منها بأهمية الدور الحيوي الذي تضطلع به وسائل الإعلام في رفع الوعي حول التغير المناخي.
ويوفر مجلس الإعلام المناخي منصّة بارزة لإقامة حوار مثمر حول الموضوعات المرتبطة بالمناخ وسط حضور الخبرات والمتخصصين، بهدف تبادل المعرفة وإزالة الغموض حول العلوم التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتغير المناخي.
وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي: "يضطلع مجلس الإعلام المناخي بدور حيوي في دعم الجهود الجماعية المبذولة نحو معالجة تحديات التغير المناخي، ليشكل منبراً بارزاً يبعث رسائل قوية بل وركيزة أساسية في حشد الزخم حول مثل هذه الموضوعات الحيوية".
ووصفت القضايا التي تنضوي تحت مظلّة التغير المناخي بأنها واسعة النطاق وقد تكون معقدة بطبيعتها في كثير من الأحيان؛ وقالت : "وها نحن اليوم، يجمعنا هدف مشترك، سواء في اللحظة الراهنة أو مستقبلاً، يتمثّل في تعزيز مشاركتنا ومساعينا في بناء حوار مثمر تقوده وسائل الإعلام والصحافة حول الموضوعات المرتبطة بالمناخ بجانب مناقشة التحديات التي يواجهها القطاع الإعلام بصفة عامة، فنحن نطمح إلى ردم هذه الفجوة وتعزيز أوجه التعاون المشترك لإيجاد حلول ناجعة لهذه التحديات".
وشهد مجلس الإعلام المناخي الأول جلستين نقاشيتين الأولى بعنوان "كوكب محفوف بالمخاطر .. فك رموز المعرفة العلمية بعالمنا الدافئ" شارك فيها الدكتور مارتن جاغر، دكتوراه في استراتيجيات إزالة الكربون وتحول قطاع الطاقة، ومانويل رودريغز، نائب رئيس قسم الطاقة الآمنة في شركة "شنايدر إلكتريك" لمنطقة الخليج العربي، وأدارت الجلسة نيفين أفيوني، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة أفيوني للاستشارات الدولية.
وأكدت الجلسة أن التغير المناخي يخلق مشكلة بيئية دورية، وتوقعت أن تؤدي ابتكارات تكنولوجيا المناخ إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بنسبة 15 % بحلول عام 2050، وعلى الرغم من تطور تقنيات هذا القطاع، إلا أن ذلك لا يكفي، وإنما يحتاج الأمر إلى تضافر جهود الجميع في مكافحة تداعيات التغير المناخي. وأكد المشاركون في الجلسة أنه يترتب على الحكومات دوراً مهماً في وضع وتطبيق السياسات اللازمة لحفز القطاع الخاص والمستهلكين، وحشد جهودهم في مواجهة التغير المناخي، كما أنه لا تزال مشاعر التفاؤل قوية حيال إمكانية تدارك آثار التغير المناخي، ولا سيما لدى جيل الشباب الذين أظهروا بالفعل رؤية قيادية والتزاماً حقيقياً بحل هذه المشكلة.
وعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان "الاتصالات المتعلقة بتغير المناخ .. سد الفجوة بين المعرفة العلمية والمجتمع" بمشاركة الدكتورة صايمة رنا، المدير التنفيذي مدير أكاديمية جيمس العالمية، مجموعة "جيمس للتعليم" وقيس السويدي، نائب للرئيس للاستدامة في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة".
وقال المشاركون في الجلسة إن التعليم المبكر يلعب دوراً محورياً في خلق الوعي وتمكين الجيل القادم ليكونوا مواطنين عالميين يدركون مدى تأثير التغير المناخي منذ الصغر، ويمكن تحقيق ذلك من خلال دمج التعلم البيئي في المناهج المدرسية والأنشطة التعليمية الأخرى خارج الصفوف الدراسية.
وأضافوا أنه يجب أن يشكّل المعلمون قدوة حقيقية، وأن يتعاونوا مع النشء الجديد لاتخاذ خطوات إيجابية بشأن العمل المناخي؛ وأشاروا إلى أنه لحفز وعي الجميع بمسألتي التغير المناخي والعمل المناخي، ينبغي أن يركز الحوار على قصص الأشخاص وكيف تؤثر على المجتمعات.
وأكدوا أن القيادات الحكومية في جميع أنحاء المنطقة لعبت دوراً محورياً في استمرار الاتصالات المتعلقة بالتغير المناخي، والتركيز على هذه الظاهرة من منظور الفرص أكثر من المشكلات، ويوفر ذلك نظرة إيجابية بشأن مواجهة تحديات المناخ المستقبلية.