حوار: فهد بوهندي
أكدت الدكتورة سمية البلوشي مدير إدارة التمريض في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن إجمالي الكادر التمريضي في المؤسسة، يبلغ أربعة آلاف، و772 ممرضاً وممرضة، كما بلغ عدد تعيينات الإماراتيين ضمن الكادر التمريضي لسنة 2022 (119) ممرضاً وممرضة، مشيرة إلى ارتفاع العدد خلال العام الجاري إلى 125 ممرضاً وممرضة.
وقالت البلوشي في حوار خاص مع «الاتحاد»: يجسد نجاح جهود المؤسسة في ارتفاع أعداد الملتحقين لدراسة برنامج البكالوريوس في علوم التمريض ليبلغ إجمالي الملتحقين الجدد 943 منذ 2015 حتى نهاية 2022، وارتفاع نسبي في الإقبال من فئة الذكور، حيث يبلغ عدد الطلبة الذكور الحاليين على مقاعد الدراسة (8) والإجمالي على مقاعد الدراسة تحت رعاية المؤسسة (530).
وأضافت: « بلغت نسبة توطين الكادر التمريضي 12 % في 2022 مقارنة بـ 6 % في 2016، كما قامت المؤسسة برعاية الكادر التمريضي لإتمام الدراسات العليا التخصصية ومنها رعاية عدد 5 من الكادر التمريضي المواطن للالتحاق والتخرج ضمن الدفعة الأولى من برنامج الماجستير التمريضي التخصصي من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وتستمر الجهود الحثيثة نحو استقطاب المزيد للانخراط في صفوف هذه المهنة العظيمة والأساسية للنظام الصحي».
اهتمام كبير
وشددت البلوشي على أن مهنة التمريض وما تشمله من الكوادر التمريضية وفئة الشباب تحظى باهتمام كبير في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، باعتبارها ركيزة محورية في نظام الرعاية الصحية، وعنصراً حيوياً في خططها الاستراتيجية وبرامجها الصحية والمجتمعية الموجهة للفرد والمجتمع، مشيرة إلى أن المؤسسة تعمل على تطبيق المبادرات والبرامج الاستراتيجية التي من شأنها توفير بيئة العمل الإيجابية وتعزيز معايير جودة الحياة لضمان استقطاب واستبقاء الكفاءات التمريضية الوطنية والعالمية، إضافة إلى تمكينهم من ممارسة مهنتهم ضمن نطاقها المتكامل كجزء من فريق الرعاية الصحية الشامل والمتكامل.
وحول أبرز البرامج التي صممتها المؤسسة أوضحت، أن المؤسسة صممت برامج التطوير المهني العامة والتخصصية وإدارة الكفاءات الوظيفية والتعاقب الوظيفي، لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة والتميز في تقديم خدمات الرعاية الصحية، من خلال استخدام أحدث الوسائل التعليمية والتكنولوجية، ومنها منصة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية للتعليم الإلكتروني (مهاراتي)، والتفعيل الكامل لدور (موجه الأداء الإكلينيكي للكادر التمريضي)، وتدريب مرشدين مؤهلين وذوي خبرة من الكادر التمريضي لدعم أنشطة وبرامج ومبادرات التطوير المهني للكوادر التمريضية.
تطوير برامج الرعاية
وأكدت حرص المؤسسة على تطوير برامج الرعاية التمريضية الإكلينيكية، وتوفير خدمات رعاية تمريضية متميزة وذات جودة عالية، تتماشى مع معايير التميز العالمية في الرعاية التمريضية، مثل التمريض المتخصص في العناية بمرضى السكري، والتمريض المتخصص بالعناية الفائقة، والتمريض المتخصص في العناية بالأطفال، والصحة النفسية والمجتمع، وتمريض رعاية الصحة المدرسية، وغيرها من التخصصات الحيوية، إضافة إلى تطبيق برنامج الفحص المبكر لمرض السرطان من قبل الكادر التمريضي في جميع المنشآت التابعة لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية.
أدوار حيوية
وقالت مدير إدارة التمريض في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية: «إن المؤسسة انتهجت نهجاً يقوم على أساس تطوير الكوادر التمريضية التخصيصية في مختلف المجالات التشغيلية والإدارية، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، ويسلط الضوء على الأدوار الحيوية الأخرى التي تلعبها الكوادر التمريضية في المشاركة في بناء الأنظمة الصحية ومواكبة الثورة التكنولوجية.
وأضافت: «استحدثت المؤسسة مسمى (ممرض المعلوماتية)، ووضعت الوصف الوظيفي وفعّلت الدور في كافة المنشآت التابعة للمؤسسة ليبلغ عددهم 27، حيث نجح فريق عمل المؤسسة في مراجعة تصميم الصفحات ومدخلات البيانات فيما يخص التوثيق الإلكتروني لمعلومات المرضى من قبل الكادر التمريضي والقابلات وضمان مرونته وشموليته وتطبيق الآليات الذكية Smart Rules وClinical Decision Support التي تسهم في تمكين الكادر وتعزيز الرعاية الصحية عالية الجودة».
تمكين الكادر التمريضي
واستطردت الدكتورة سمية البلوشي:«تم تقليل متطلبات التوثيق الإلكتروني بنسبة 40% مع ضمان الشمولية والتوافق مع القوانين والتشريعات التنظيمية للرعاية الصحية، وتم أيضاً اعتماد المسمى الوظيفي (موجه الأداء الإكلينيكي للكادر التمريضي) البالغ عدده 65 موظفاً بهدف عقد البرامج التعليمية المهنية تبعاً لاحتياجات التدريب ومتطلبات تطبيق الخطط، والمبادرات، والبرامج الاستراتيجية والإكلينيكية، وتم تطبيق البرامج والمبادرات التي من شأنها تمكين الكادر التمريضي من تبني أفضل الممارسات في توفير الرعاية التمريضية والانخراط في البحث العلمي في مجال التمريض ومنها تفعيل نادي المجلة العلمية للكادر التمريضي ودمجه ضمن منصة التعلم الإلكتروني (مهاراتي) منذ بداية 2022».
وأفادت بأن المؤسسة ألحقت 80 من الكوادر التمريضية خلال عامي 2021-2022 في البرنامج التدريبي للممارسات المبنية على الأدلة والبراهين باستخدام نموذج جون هوبكنز، وتم التعاقد مع معهد البحوث للطب والعلوم الصحية بجامعة الشارقة لبناء قدرات الكوادر التمريضية في مجال البحث العلمي، حيث تم تنفيذ ثلاثة برامج تدريبية في هذا المجال خلال عامي 2022-2023، كما تم دعم نشر عدد 10من الأبحاث التمريضية خلال الأعوام من 2020-2022 وجاري العمل حالياً على 7 مشاريع بحثية تمريضية.
إقبال الشباب
حول أهمية مهنة التمريض في الدولة، وضرورة إقبال الشباب المواطنين عليها، بينت البلوشي، أن مهنة التمريض تعتبر جزءاً لا يتجزأ من نظام الرعاية الصحية وأساساً لضمان تقديم أرقى وأجود خدمات الرعاية الصحية المتكاملة للفرد والمجتمع، ويقع على عاتق الشباب المواطن من الجنسين مسؤولية المشاركة في حمل الراية وتبني رؤية التميز في الرعاية التمريضية وتطبيق القيادة الفعالة بمعايير عالمية نحو ريادة صحية مستدامة لمجتمع الإمارات.
التطوير المهني
ذكرت الدكتورة سمية البلوشي، أن المؤسسة طورت نموذج التطوير المهني لكوادر التمريض والقابلات بمحاوره الستة وبرنامج تدريب وتأهيل الخريجين الجدد ونظام إدارة وتقييم أداء الكوادر التمريضية والقابلات، كما تم وضع أنظمة شاملة ومتكاملة تعنى بمختلف الممارسات والعمليات التمريضية ومنها: آليات وضع وتنظيم جداول المناوبات، وتنظيم الإجازات الدورية وغيرها.
الملكيات الفكرية
بينت البلوشي، أن الكادر التمريضي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية نجح في الحصول على عدد (2) من الملكيات الفكرية والحصول على العديد من الجوائز المحلية والإقليمية والعالمية، نظراً لجهودها وحرصها على تعزيز بناء الشراكات الاستراتيجية بما يخدم مهنة التمريض على كافة المستويات.
وأوضحت، أن المؤسسة تعتبر أحد الشركاء الرئيسين في وضع وتطبيق الاستراتيجية الوطنية لتعزيز مهنتي التمريض والقبالة (2022 - 2026)، إضافة إلى المشاركة في اللجان الاستشارية والعلمية التابعة للمعهد الوطني للتخصصات الصحية التي تعكف على وضع المعايير الخاصة بالبرامج التخصصية التمريضية والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى الدولة، كما استقبلت المؤسسة 3 من الوفود التمريضية المتخصصة ضمن برنامج التبادل المعرفي مع الولايات المتحدة الأميركية.
وفما يتعلق بالمبادرات النوعية التي أطلقتها المؤسسة تحدثت البلوشي عن المبادرة النوعية الهادفة إلى تعزيز جاذبية مهنة التمريض باستقطاب الطلبة والطالبات للالتحاق بمهنة التمريض من خلال برامج الابتعاث والمكافآت المغرية التي توفرها، حيث خصصت مكافأة مالية تصل إلى 25000 درهم في كل فصل دراسي، شريطة حصول الطالب على معدل تراكمي 3 أو أكثر والتعيين المباشر بعد التخرج، وذلك ايماناً منها بأهمية العناصر الوطنية في هذه المهنة، فضلاً عن إعطاء الأولوية لخريجي الدولة من الكوادر المقيمة في الدولة، لضمان معرفة هؤلاء الطلبة بثقافة الدولة والمجتمع الاماراتي.
وشددت البلوشي على الدور الحيوي الذي يؤديه الكادر التمريضي في نظام الرعاية الصحية على جميع المستويات بدءاً من القيادة التنفيذية إلى جانب الرعاية التمريضية الإكلينيكية والتخصصية، حيث تقع المهنة في صميم نظم الرعاية الصحية، موضحة أن تطوير القوى العاملة التمريضية الوطنية المتخصصة من كلا الجنسين يعتبر أولوية وتوجهاً استراتيجياً، وأحد أفضل الممارسات الإقليمية والعالمية والدروس المستفادة من جائحة «كوفيد-19».
استقطاب المواطنين
لفتت مدير إدارة التمريض في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية إلى أن المؤسسة كرست جهودها المبتكرة نحو استقطاب العنصر المواطن لمهنة التمريض من الجنسين، لضمان استدامة خدمات الرعاية الصحية وتأهيل الشباب المواطنين، ليكونوا ركائز الرعاية الصحية والصوت المنادي بتطويرها، بما يتماشى مع أولويات الصحة الوطنية ويحقق الاستباقية والريادة ويعزز من تنافسية الدولة على المستوى العالمي ويقلل من الاعتماد على الكوادر الخارجية. وأشارت إلى أن المؤسسة أرست الأطر والأدلة والأنظمة التي من شأنها استبقاء الكوادر التمريضية المواطنة وتمكينهم وتعزيز بيئة العمل الإيجابية، ومنها نظام حوكمة التمريض والقبالة والذي يشمل تشكيل لجان ذات مهام وأهداف واضحة في كافة منشآت المؤسسة وضمان لقاءاتهم الدورية مع ممثلي إدارة التمريض بما يتماشى مع المعايير العالمية للتمييز في التمريض.