مريم بوخطامين (رأس الخيمة)
تكرس دولة الإمارات، ممثلة بالقطاع الصحي، جهودها لمحاربة هذه الآفة التي تطال مختلف شرائح المجتمع، بمن فيهم طلاب المدارس وفئة المراهقين، حيث تقوم عدد من الشركات المصدرة للتدخين بالتفنن في أشكال وطرق جذب تلك الفئات بتغليف التدخين وتجميله وتسهيل ممارسته على شكل منتج «سيجارة إلكترونية»، حيث أبدعت العديد من الشركات المنتجة لها، بتنويع نكهاتها وسوائلها وأشكالها، لتكون وسيلة سهلة الممارسة والاقتناء لتلك الفئة من طلاب المدارس والمراهقين.
ويؤكد الدكتور صلاح حاتم «اختصاصي أمراض باطنية» أن العوائق الطبية التي تحملها عادة التدخين، سواء بالسيجارة الإلكترونية أو السيجارة العادية، واحدة، خاصة أن هناك علاقة وطيدة بين التدخين وكل من سرطان الرئة وتليف الكبد وأمراض الشريان التاجي والذبحة الصدرية وسرطانات الفم، والبلعوم، والحنجرة، وأمراض أخرى عديدة، موضحاً أن الإحصاءات العالمية تؤكد أن التدخين يفتك سنوياً بملايين المدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 34 و65 عاماً.
وحول خطورة السيجارة الإلكترونية، أكد الدكتور صلاح حاتم، أن خطورتها تشمل فئة المراهقين والأطفال، خاصة أنها تمثل عاملاً مؤثراً في عمر الإنسان، والتي تسببها على وجه التحديد الأبخرة التي تخرج من السجائر الإلكترونية من مواد سامة تضر ممارسها والمحيطين به، ناهيك أن تلك السجائر، تعرض ممارسيها للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، كون التعرض الدائم للنيكوتين يؤدي إلى ضعف مقاومة الأنسولين، مسبباً بالتالي ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم وفقدان الشهية، بالإضافة إلى أمراض جهاز التنفس مثل الربو والسعال، خاصة عند المراهقين، وذلك نتيجة ارتباط مكوناته بمركب ثنائي الاستيتيل الذي يؤثر بشكل مباشر على الرئة والصدر بشكل عام.
وأجمع عدد من التربويين في مدارس رأس الخيمة التعليمية على أن السجائر الإلكترونية «قنبلة موقوتة بين أصابع المراهقين»، وعليه تقوم عدد من الجهات بمكافحة هذه الآفة التي انتشرت بين فئات سنية مختلفة، وذلك بالتنسيق الدائم بين قطاعي الصحة والتعليم، بتنظيم محاضرات وندوات تعريفية تتناول مخاطر التدخين وفوائد الإقلاع عنه، ناهيك عن استحداث عيادة طلابية متنقلة للتوعية بأضرار التدخين ومكافحة انتشاره، والعمل على تقليل نسب الطلبة المدخنين.
الأسنان والفم
أوضح الدكتور خالد العراقي طبيب أسنان أن للسجائر الإلكترونية أضراراً على صحة الأسنان والفم كغيرها من وسائل التدخين العادية والشيشة، موضحاً أن المواد المكونة منها تقلل من نسبة اللعاب الذي يفرز في الفم، وبالتالي التسبب في سلبيات عدة مثل تسوس الأسنان ومشاكل احمرار وتورم اللثة، حاثاً على ضرورة التوقف التام عنها.
سهولة الاقتناء!
نوه حمد الظهوري «ولي أمر» أن السيجارة الإلكترونية باتت سهلة الاقتناء لدى فئة من المراهقين، خصوصاً أنها متوافرة في منافذ البيع، وقد تطالها أيدي الأطفال أيضاً، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 400 نوع ونكهة للسجار الإلكترونية، وهي بذلك عامل جذب لتلك الفئة، مؤكداً أن الأسرة المرصد الأول لمنع ومكافحة هذا النوع من الآفات التي تضر المراهق قبل أسرته، وأجمع عدد من المراهقين على أن السجائر الإلكترونية تعطيهم شعوراً بأنهم أكبر سناً وتمنحهم شخصية رجولية، ناهيك عن أنها تعزز مظهرهم الخارجي على حد تعبيرهم، وذكروا أن أسعارها تختلف بحسب النوعية، منوهين إلى وجود سجائر تباع بالحبة يصل سعرها من 25 إلى 35 درهماً، ناهيك عن التي تعبأ «zero» ويبدأ سعر التعبئة من 80 حتى 135 درهماً، وهي مختلفة النكهات، منها الرمان والشوكولاتة والفراولة والبطيخ والليمون، وغيرها من النكهات.