أبوظبي (وام)
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً دائماً لها، ومؤسسة بلومبرغ الخيرية، أمس، شراكة جديدة هدفها تسريع الانتقال نحو الطاقة النظيفة وتمويل مشاريعها في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية على الطريق نحو مؤتمر الأطراف COP28. جاء الإعلان الرسمي عن الشراكة بحضور معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، الذي تستضيفه دولة الإمارات بنهاية العام الجاري، وفرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ومايكل بلومبرغ، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بطموحات وحلول المناخ، مؤسِّس شركتَي بلومبرغ الخيرية وبلومبرغ إل بي.
وبموجب الشراكة، ستتمكن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة من تعزيز الجهود الرامية إلى توسيع نطاق اعتماد الطاقة المتجددة وتقليل الحواجز اللوجستية والتقنية والمالية التي تقف أمام عملية انتقال الطاقة، وذلك عشية الاستعدادات لانعقاد مؤتمر COP28 والتقييم العالمي المهم الذي يترافق معه للمساهمات الوطنية والتقدم الذي تم إحرازه حتى اليوم في ما يتعلق بتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
دعم الابتكار وتوفير الطاقة النظيفة
وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس المعيّن لمؤتمر COP28، رئيس مجلس إدارة مصدر التي تعد من أكبر شركات الطاقة المتجددة والنظيفة في العالم: «تماشياً مع رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، تساند دولة الإمارات الشراكات الاستراتيجية النوعية والداعمة للعمل المناخي العالمي، ويسرنا أن نرحّب بالشراكة الواعدة بين الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) ومؤسسة بلومبرغ الخيرية التي تهدف إلى دعم الابتكار وتوفير الطاقة النظيفة وتعزيز العمل المناخي والتنمية الاقتصادية المستدامة في الاقتصادات الناشئة، خاصةً في دول الجنوب العالمي».
وأضاف: «يشهد مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات هذا العام إجراء أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاقية باريس للمناخ، ومن الواضح من الآن أنه يجب على جميع المعنيين في مختلف أنحاء العالم تكثيف العمل ومضاعفة الجهود من أجل تقليص الفجوة بين الطموحات والواقع في العمل المناخي، ونتطلع إلى العمل مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وبلومبرغ الخيرية لإحداث نقلة نوعية، وتحقيق تقدم ملموس انطلاقاً من حرص رئاسة مؤتمر COP28 على تقديم حلول عملية تستفيد منها البشرية في كل مكان».
جدير بالذكر، أن معالي الدكتور سلطان الجابر كان له دور محوري في قيادة مشاركة «مصدر» في الحملة العالمية لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) في أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة.
حلول المناخ
وقال مايكل بلومبرغ، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بطموحات وحلول المناخ، مؤسِّس شركتَي بلومبرغ الخيرية وبلومبرغ إل بي: «إن زيادة إنتاج الطاقة المتجددة ضرورة ملحة، ويتطلب القيام بذلك شراكات قوية بين القطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات غير الربحية، ومن خلال العمل عن قرب مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، سنساعد بلدان الجنوب العالمي على تطوير القدرات التي تحتاجها لبناء مشاريع الطاقة النظيفة بسرعة وكفاءة أكبر، ونتطلع إلى العمل مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وجميع شركائنا لتسريع عملية التحول إلى الطاقة النظيفة».
الحد من آثار تغيّر المناخ
بدوره، قال فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة: «فيما نواصل إحراز التقدم نحو الانتقال إلى الطاقة النظيفة، ما زلنا بحاجة للمزيد من العمل ضمن هذا الإطار للوصول إلى غايتنا، ويجب أن تنمو الزيادات السنوية لقدرة الطاقة المتجددة بنسبة ثلاثة أضعاف مقارنة مع المستوى الحالي بحلول العام 2030 إذا ما أردنا البقاء على المسار الصحيح للحد من آثار تغيّر المناخ وإبقاء مستوى ارتفاع حرارة الكوكب دون 1.5 درجة مئوية، وفي الوقت الذي نسعى فيه نحو الحلول في مؤتمر الأطراف COP28، فإن اتفاقية اليوم بين الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ومؤسسة بلومبرغ الخيرية ستسرع من تطوير وإنجاز مشاريع الطاقة المتجددة في البلدان التي هي في أمسّ الحاجة إليها».
3 محاور رئيسة للتعاون
تغطي الشراكة ثلاثة محاور رئيسة للتعاون: أولها العمل على بناء القدرات في جنوب شرق آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، بحيث يتم تعزيز قدرة «آيرينا» على تصميم مبادرات الطاقة المتجددة القابلة للتطبيق على نطاقات أوسع، وذلك من خلال توصيات خاصة بسياسات العمل، والدعم الفني، وحلول التمويل من أجل تسريع عملية إزالة الكربون وتعزيز المرونة في مواجهة تغير المناخ، لما فيه تحسين جودة الحياة وتسهيل سبل العيش. ويشمل المحور الثاني للشراكة تعزيز تمويل المشاريع وإعداداتها، وذلك بالعمل على تعزيز منصة تسريع تحول نظام الطاقة (ETAF) - منصة تمويل المناخ العالمية التابعة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) التي تهدف إلى جمع رأس المال لتوسيع تبنّي تقنيات تحوّل الطاقة القائمة على مصادر الطاقة المتجددة في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية بحلول عام 2030، إضافة إلى تعزيز العمل على دراسات الجدوى الفنية والمالية اللازمة لتقديم مجموعة ناجحة من المشاريع.
أما المحور الثالث للشراكة، فيغطي تسهيل جمع التمويلات الخاصة، حيث ستعمل مؤسسة بلومبرغ الخيرية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة معاً، في الفترة التي تسبق مؤتمر الأطراف COP28 وبالشراكة مع تحالف غلاسكو المالي من أجل تحقيق الحياد الكربوني، لتسهيل تقديم مشاريع التحوّل إلى الطاقة النظيفة القابلة للاستثمار إلى المؤسسات المالية الملتزمة بالحياد الكربوني، والحريصة على زيادة الاستثمارات في الحلول المناخية في البلدان النامية. ويُعدّ النقص في طرح مشاريع الطاقة المتجددة القابلة للتمويل أحد العوائق الرئيسة أمام زيادة تمويل الطاقة النظيفة، خاصة في الأسواق الناشئة والبلدان النامية.
نصف تريليون دولار
وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، بلغ الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة نصف تريليون دولار عام 2022، ومع ذلك، فإن هذا يمثل أقل من ثلث متوسط الاستثمارات السنوية اللازمة حتى العام 2030 لتحقيق أهداف الحياد الكربوني لعام 2050.
ولتسريع وتيرة مشاريع الطاقة المتجددة التي يمكنها استقطاب المستثمرين، ستعمل الشراكة الجديدة بين الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وبلومبرغ الخيرية على الحد من المخاطر التي قد يتعرض لها المطوّرون والمستثمرون المحتملون، من خلال توفير الخبرات والاستشارات الفنية والمالية القوية للمشاريع المؤهلة التي تلبي العوامل البيئية والاجتماعية والتنظيمية والاقتصادية والمساهمة أيضاً في عمليات الاستعداد لتنفيذ هذه المشاريع.
ويدعم إعلان الشراكة الشاملة لمؤسسة بلومبرغ الخيرية مع رئاسة COP28 تحفيز العمل المناخي من خلال زيادة تطوير الطاقة النظيفة وتوفير رأس المال في الفترة قبيل وخلال انعقاد مؤتمر المناخ العالمي في مدينة إكسبو دبي نهاية العام الجاري. وتتكامل الشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة مع التعاون بين مؤسسة بلومبرغ الخيرية وتحالف غلاسكو المالي من أجل تحقيق الحياد الكربوني ومنظمة الطاقة المستدامة للجميع ومنظمات أخرى لدعم البلدان النامية في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية لتسريع التخلص التدريجي من الفحم، وتطوير مسارات قابلة للتطبيق لتحقيق الحياد الكربوني، وتسريع نشر الطاقة المتجددة.
متطلبات
يتطلب الحد من ارتفاع حرارة الكوكب إلى مستوى لا يتعدى 1.5 درجة مئوية زيادة كبيرة في إمدادات الطاقة المتجددة مقابل تلك الناتجة عن الوقود الأحفوري، وفي مارس، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة التقرير الخاص بتوقعات تحولات الطاقة العالمية للعام 2023، World Energy Transitions Outlook Preview 2023، الذي حدد الحاجة الملحة لتصحيح مسار الانتقال إلى الطاقة النظيفة للحفاظ على هدف الـ1.5 درجة مئوية. وفي حين شهد عام 2022 أكبر زيادة سنوية على الإطلاق في قدرات الطاقة المتجددة، تركزت 75% من السعة المضافة في الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وتركّز رأس المال في هذا القطاع بشكل كبير في شمال الكرة الأرضية، على الرغم من نمو الاستثمار في الطاقة النظيفة مؤخرًا.