عدد اليوم
جمعة النعيمي (أبوظبي)
أكدت أسماء العزري، المدير التنفيذي لقطاع الحالات الأسرية في هيئة الرعاية الأسرية في أبوظبي، وخريجة الدفعة الثانية من برنامج خبراء الإمارات عن قطاع المجتمع والخدمات الاجتماعية، أن رعاية الأسرة أولوية، تشكّل أهمية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيام الدولة عام 1971، بدعم السياسة الحكيمة والرشيدة، وتسخير أفضل الوسائل المبتكرة والتكاتف العميق بين المؤسسات، إضافة إلى خطط استراتيجية طويلة الأجل تهدف إلى الارتقاء بجودة حياة الأفراد وفق محدّدات وأهداف رؤية مئوية الإمارات 2071.
وقالت العزري: أسعى إلى إنجاز أفضل الخدمات الأسرية وفق أعلى المعايير العالمية، وبما يرتقي بجودة حياة الأسرة ضمن الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031.
وأوضحت أن برنامج خبراء الإمارات يعتبر أحد مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. ويُعد البرنامج، الذي تم إطلاقه خلال شهر يناير عام 2019، منصة للخبراء المتخصصين في دولة الإمارات تهدف إلى إعداد قاعدة متنوعة من الكوادر الوطنية التي تسهم في دفع التنمية ورسم مستقبل مختلف القطاعات في الدولة.
وبمناسبة اليوم العالمي للأسرة في 15 مايو، قالت العزري، «أتحدث اليوم عن أهمية توفير الحلول التكاملية للأسرة والتي تشمل الأطفال والشباب والنساء على حد سواء، وهو ما تنفرد به (الهيئة)».
وتابعت لـ (الاتحاد): إن «الهيئة» تتميز بدورها الريادي والعالمي في هذا المجال، إذ إن خدماتها لا تنحصر بقطاع واحد والذي يتضمن توفير الدعم المالي أو مساعدة الأطفال فقط، بل تعالج أيضاً مختلف التحديات الاجتماعية من خلال التنسيق والتعاون التكاملي مع الشركاء في القطاع الحكومي والخاص، وكذلك القطاع الثالث، فمثلاً إذا كانت هناك محاولة انتحار من قبل شخص ما نقوم بتحليل ودراسة كل الأسباب التي أدت إلى ذلك، فضلاً عن الظروف المحيطة والأسرية لهذا الشخص، وبعد ذلك نضع خطة تدخل تكاملية.
وأضافت: بعد ذلك، نباشر بوضع الحلول وإشراك الجهات الأخرى الفاعلة، سواء كانت حكومية أو من القطاع الخاص ومؤسسات النفع العام، حسب تخصص كل جهة، وهذه عملية متكاملة تتضمن الاستشارات النفسية والاجتماعية والقانونية.
وترى العزري أن خطة التدخل تتميز بثلاثة أشياء رئيسية، أولها أنها تقوم على نموذج جديد تكاملي وفق أساس علمي، وخطوات تغطي كل مراحل الشخص المستفيد حتى مرحلة دمجه في المجتمع، وكذلك التكاتف وسلاسة التعامل بين كل الجهات لتقديم الخدمات، وبخصوص موضوع الدمج تقول العزري: لدينا حالات كثيرة لأشخاص من أصحاب الماضي المضطرب قد أصبحوا فاعلين في المجتمع لاحقاً بعد إعادة تأهيلهم، وهذا يحقق لي منتهى السعادة وأنا أرى نتائج عملنا تتكلّل بهذا النجاح.
وقالت: من ضمن الحلول الشاملة والناجحة توفير منظومة الاحتضان المؤقت للأطفال، إذ تقول أسماء العزري، إن رعاية الأطفال تتم وفق أعلى المعايير المبتكرة والإنسانية عبر توفير احتضان قوي وكريم من الأسر الحاضنة التي تقدم الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والترفيهية والتعليمية للأطفال فاقدي الرعاية الأسرية.
وأكدت العزري أهمية الوصول للمجتمع عبر برامج وقائية توعوية تخاطب الجيل الجديد، وهو ما تقوم به «الهيئة» حالياً «أي الوصول للمجتمع قبل تفاقم الظاهرة، وهذا يخفف الأعباء عن الحكومة، ويساهم في تعزيز جودة حياة أفراد المجتمع».
وأكدت أن هذا التخطيط الشامل يسهم بشكل كبير برفع جودة حياة الأسرة، فضلاً عن الوقاية من التفكك الأسري، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في ضوء الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، التي تهدف إلى الانتقال بدولة الإمارات العربية المتحدة من مفهوم الحياة الجيدة فقط إلى المفهوم الشامل لجودة الحياة المتكاملة، وترسّخ الاستراتيجية بمحاورها ومبادراتها أسس المجتمع المترابط، من خلال تعزيز جودة الترابط والعلاقات الاجتماعية في الأسرة.
