سامي عبد الرؤوف (دبي)
تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم (الجمعة)، باليوم العالمي للتمريض الذي يصادف في الثاني عشر من مايو من كل عام، لتسليط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمهنة التمريض في نظم الرعاية الصحية، ومكانتها الحيوية في دعم التغطية الصحية الشاملة. وتتبنى الإمارات في احتفالات هذه العام، شعار اليوم العالمي للتمريض المعتمد من المجلس الدولي للتمريض «كوادرنا التمريضية هي مستقبلنا»، حيث إنه يجسد بشكل جوهري رسالة هذه المهنة النبيلة والدور الحيوي الذي تلعبه الكوادر التمريضية في تشكيل مشهد الرعاية الصحية. وتهدف هذه الاحتفالية إلى توطيد دور التمريض السامي وتسليط الضوء على أهميته في المجتمع الإماراتي وتقديراً للمجهودات الإنسانية التي يبذلها الممرضون والممرضات وتسليط الضوء على أهمية دور التمريض في الارتقاء بالخدمات الصحية والارتقاء بالتمريض.
المهنة النبيلة
أكد الدكتور محمد سليم العلماء وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن اليوم العالمي للتمريض هو مناسبة لتسليط الضوء على التقدم الكبير والمتواصل الذي تُحرزه دولة الإمارات على صعيد تطوير مهنة التمريض وحوكمتها، ضمن سعيها لتحسين جودة هذه المهنة النبيلة وتحقيق ريادة واستدامة خدمات الرعاية الصحية بالدولة في ضوء «الاستراتيجية الوطنية للتمريض والقبالة 2026».
وقال، إن «المشاركة في الاحتفاء بيوم التمريض، فرصة للتأكيد على الأهمية الاستراتيجية لمهنة التمريض وعلى الدور المحوري الذي يلعبه الكادر التمريضي في نظم الرعاية الصحية».
وأشار إلى أن القيادة الحكيمة للدولة أولت جل اهتمامها ودعمها ورعايتها لمهنة التمريض والعاملين فيها الذين لا ينقطعون عن تلبية نداء الواجب الإنساني والمهني والوطني بكل تفان وإخلاص وفي كل الظروف.
وأعرب العلماء، عن فخر وزارة الصحة ووقاية المجتمع واعتزازها بجهود الكوادر التمريضية بالدولة، والتزامها وسعيها الدؤوب لمواصلة الارتقاء بالمكانة المميزة التي بلغها الكادر التمريضي على مستوى التنظيم والأداء والاحترافية العالية، وتوفير كافة متطلبات الممارسة المهنية الآمنة ومقومات الحياة الكريمة لهم وفق أفضل الممارسات العالمية، عبر تعزيز أطر الحوكمة والتشريعات الخاصة بهذه المهنة الجليلة وتنظيم إجراءات التعليم المبتكر والممارسة والتطوير المهني المستمر لاستدامة كوادر التمريض مع التركيز بشكل رئيسي على المواطنين، بما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للتمريض والقبالة 2026 وسياسات التوطين.
دور جوهري
من جهته، هنأ الدكتور يوسف محمد السركال مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، جميع الممرضين والممرضات، ممن يعملون في منشآت المؤسسة وفي القطاع الصحي عموماً باليوم العالمي للتمريض، الذي تحتفي به المؤسسة إلى جانب المجتمعات الصحية في مختلف أنحاء العالم في الـ12 من مايو سنوياً.
وأكد حرص المؤسسة على إبراز جهودهم الكبيرة، وتسليط الضوء على الدور الجوهري الذي تضطلع به الكوادر التمريضية، مشيراً إلى اتساع نطاق الأعمال والمهام المنوطة بهم وتشعب أدوارهم التخصصية، بما يخدم تحقيق رؤية مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، بأن تكون من الوجهات الرائدة عالمياً في تقديم أفضل الخدمات الصحية، ولا سيما الخدمات التمريضية العامة والتخصصية وذلك ضمن أفضل الممارسات العالمية.
وأشار إلى أن هذه المناسبة هي فرصة لاستذكار الجهود الاستثنائية التي تبذلها الكوادر التمريضية، والأدوار الحيوية التي تلعبها هذه الكوادر بكفاءة وجودة عاليتين، كجزء من فريق الرعاية الصحية متعدد التخصصات، والذي أثبت جدارته واستحقاقه لكل عبارات الشكر والثناء.
وقال: إن «مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تواصل مساعيها الحثيثة لدعم وتمكين الكوادر التمريضية، وبالأخص فئة الشباب كونهم يمثلون مستقبل المهنة والذراع الداعم للنظام الصحي، بما يخدم التوجهات الاستراتيجية للقيادة الرشيدة في الدولة».
التمريض أولاً
من جهتها، قالت الدكتورة سمية محمد البلوشي رئيسة اللجنة الوطنية لشؤون التمريض والقبالة: «لقد أظهرت لنا السنوات القليلة الماضية القوة الحقيقية لمهنة التمريض، وذلك بينما كان العالم في مواجهة مصيرية مع جائحة « كوفيد 19»، كان الكادر التمريضي يقف بحزم في خطوط الدفاع الأمامية متمسكين برسالة الرعاية التمريضية لرعاية المرضى، حيث ألهمتنا لحظات التفاني والشجاعة التي تؤكد الدور المحوري للكادر التمريضي في حماية الصحة العامة.
وأضافت:« في دولة الإمارات، نحن محظوظون كون كوادرنا التمريضية تمتلك المهارة الإكلينيكية العالية، إضافة إلى أنها تمتاز بالتنوع من حيث الخلفيات الثقافية، الأمر الذي ينعكس في تعزيز تنوع نظام الرعاية الصحية لدينا، مما يسمح لنا بتقديم رعاية تمريضية محورها المريض مع مراعاة احتياجاته الثقافية».
وأشارت إلى أن العاملين بالتمريض يقدم كل واحد منهم منظورًا فريدًا ومجموعة مهارات فريدة، مما يثري الرعاية التي نقدمها لمجتمعاتنا، منوهة بالتزامهم بالتميز وجهودهم الدؤوبة في تقديم رعاية استثنائية للمرضى، آملة أن تظل جهودهم مصدر إلهام للجميع.
وأكدت أن تعزيز مهنة التمريض كونها إحدى المهن الأساسية والرئيسية في النظام الصحي وتمكين كوادرها يعد أولوية استراتيجية لوزارة الصحة ووقاية المجتمع متمثلة باللجنة الوطنية لشؤون التمريض والقبالة. حيث يعد اعتماد الاستراتيجية الوطنية للتمريض والقبالة (2022 – 2026) أحد أهم الخطوات الاستراتيجية التي تحقق الرؤية نحو تقديم رعاية متميزة ضمن قيادة فعالة بمعايير عالمية تسهم في تحقيق الريادة الصحية المستدامة لمجتمع الإمارات العربية المتحدة.
وذكرت أن تضافر الجهود على المستوى الوطني، ووحدة الرؤية الاستراتيجية، وتوافق المستهدفات بين قيادات التمريض والقبالة وشركائنا الوطنيين، واستمرار التعاون البناء مع شركائنا الإقليميين والعالميين، لهو أهم مقومات النجاح نحو تعزيز مهنتي التمريض والقبالة. ولفتت إلى جذب المواهب الشابة من الجنسين للتخصصات التمريضية المختلفة وتمكين الكادر التمريضي والقابلات في مختلف المستويات من اتخاذ القرارات والمشاركة في وضع السياسات فيما يخص تطوير الخدمات الصحية كشريك أساسي وجزء من منظومة الرعاية الصحية التمريضية بالتعاون مع كافة الشركاء بما يضمن استمرارية المكتسبات الاستراتيجية وبناء القدرات القيادية المؤهلة لحمل الراية ومتابعة مسيرة التمييز والريادة نحو تحقيق مجتمع إماراتي سعيد ينعم بالصحة والرفاهية ودفع الخطى نحو تحقيق مئوية الإمارات 2071، وأهداف التنمية المستدامة.
وتطرقت إلى الجهود العظيمة التي تبذلها الكوادر التمريضية في سبيل تقديم خدمات الرعاية المتميزة في مختلف ميادين العمل الصحي، إضافة إلى الجهود المبذولة على مستوى قيادة الكوادر التمريضية ووضع الخطط الاستراتيجية وتعزيز بيئة العمل الإيجابية وتحسين رفاهية الكادر التمريضي بما يحقق الريادة العالمية للدولة ويمثل الاستباقية في تطبيق التوصيات العالمية.
وأكدت أن كوادر التمريض هم مستقبلنا ولابد من الاستثمار الأمثل فيهم واستقطاب المواهب الإماراتية الشابة من الجنسين للالتحاق بهذه المهنة النبيلة والمضي نحو التخصصات التمريضية.
تجربة شخصية
من النماذج الوطنية المتميزة في مجال التمريض، عبدالله الحوطي - ممرض في قسم الجراحة بمستشفى القاسمي في الشارقة التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، الذي أشار إلى أن فريق التمريض يتواجد في كل مؤسسة صحية، ويمثل بدوره العمود الفقري للفريق الطبي، ولكلِّ رحلة علاج، هناك ممرض وممرضة مع الفريق الطبي، يقومون ما بوسعِهم لاستكمال مرحلة العلاج بأعلى المعايير، وتقديم افضل النتائج. وعن تجربته الشخصية، أجاب: «التمريض أضاف لي جوانب عديدة من صقلي لشخصيتي وتطوير مهاراتي الذهنية والعلمية والعملية، عندما استعد لبدء مناوبتي، اذهبُ لها بشغفٍ عال لما أواجهه من حالات مُستعصية وصعبة العلاج».
وأضاف: «عندما تدربت في العناية المركزة وطوارئ الأطفال وفي غرفة العمليات كممرض مساعد جراح، وحالات جراحية وطبية معقّدة، رأيت ما رأيتُ من حالاتٍ تتطلب مجهوداً عالياًِ من الفريق الطبي بأكمله وبالتحديد دور الممرض في الاستجابة واستخدامي للمهارات التمريضية العلمية، ولكلِّ حالةٍ هناك علم من التمريض يجب أن يُقدّم.
ولفت إلى أنه يستعد لخوض تجربة جديدة في تخصص القلب والقسطرة التداخلية، مؤكداً أن الحكومة الرشيدة وضعت رؤيا للتمريض خلال الأعوام المُقبلة، وأضافت عليها مبادرات جاذبية لتعزيز هذه المهنة من توفير جميع السُبل التعليمية والفرص الوظيفية والتدريب العالي وأيضاً، تعزيز دور الممارسة المتقدمة في مجال التمريض.
وحول أهمية توطين مهنة التمريض، دعا الحوطي، شباب الوطن إلى أن يخوضوا ويغوصوا في قاع العلوم التمريضية وممارستها المتقدمة وتطبيقاتها في المؤسسات الصحية والأكاديمية، وأن نعزز من هذه المهنة ونرفع كفاءتها بالكادر التمريضي الإماراتي، مشيراً إلى أنه يرفع شعار«سنبقى في ميادين المستشفيات حتى شفاء آخر مريض».
استراتيجية التمريض
تنفذ الجهات الصحية الاستراتيجية الوطنية للتمريض للأعوام 2022 – 2026 بهدف تطوير آليات التنفيذ والمتابعة والتقييم لضمان التطبيق الأمثل للاستراتيجية بالتعاون مع كافة الجهات والشركاء الاستراتيجيين.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز حوكمة مهنتي التمريض والقبالة من خلال السياسات والممارسات التنظيمية المهنية والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتخطيط وإدارة القوى العاملة من الكوادر التمريضية والقابلات، من حيث الاستقطاب والاستبقاء في المهنة، استجابة للاحتياجات والأولويات الصحية بالدولة. وتشمل نطاق الممارسة ومعايير الكفاءات الوظيفية والتخصصية، وقواعد السلوك المهني وحقوق المرضى. بالإضافة إلى المعايير والسياسات التي تدعم التخصصات التمريضية والتطوير المهني. كما تناولت الورشة فرص تعزيز آليات الرصد المستمر لكوادر التمريض والقابلات باستخدام المؤشرات القياسية، والاستفادة بشكل أفضل من تكنولوجيا المعلومات والأبحاث، إضافة إلى تعزيز التعليم الأكاديمي للتمريض والقبالة.
ويعد تعزيز مهنة التمريض من الأولويات الاستراتيجية للجهات الصحية، نظراً لأهمية هذه المهنة الإنسانية النبيلة، التي يمثل أفرادها القلب النابض لمنظومة الرعاية الصحية، كما أنهم حجر الزاوية في مختلف المنشآت الصحية، ولذلك أطلقت الجهات الصحية العديد من البرامج لاستقطاب واستبقاء الكفاءات المؤهلة والمتخصصة من الكوادر التمريضية والقابلات.