أبوظبي (وام)
وصلت إلى دولة الإمارات، أمس، طائرة الإجلاء الثالثة من السودان، والتي تقل 126 شخصاً من رعايا 5 دول.
وتواصل دولة الإمارات عملية إجلاء الفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، والذين تضعهم الدولة على رأس أولوياتها، وذلك في إطار قيم دولة الإمارات الراسخة، وجهودها الإنسانية في تعزيز التضامن والتعاون الدوليين.
وستوفر دولة الإمارات خدمات الاستضافة والرعاية كافة خلال فترة وجودهم في الدولة قبيل نقلهم بأمان إلى دولهم.
وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، التزام دولة الإمارات في تقديم يد العون والمساعدة للدول في أوقات الحاجة، مشيرة إلى العمل مع شركائها والمجتمع الدولي لتحقيق كل ما يخدم مصالح الشعب السوداني.
ووصلت إلى الدولة، يومي التاسع والعشرين والثلاثين من أبريل، طائرتا إجلاء، أقلت الأولى عدداً من المواطنين ورعايا من 16 دولة، فيما أقلت الثانية 136 راكباً من الإمارات ودبلوماسيين ورعايا من 9 دول.
يأتي ذلك فيما واصلت دول عدة إجلاء رعاياها جواً، بينما توجه آخرون إلى بورتسودان على البحر الأحمر على بعد 800 كيلومتر تقريباً من الخرطوم براً.
ووصلت أمس، طائرة هندية إلى مدينة جدة، غربي السعودية، قادمة من السودان، وهي تحمل نحو 145 شخصاً، وفقًا لقناة «الإخبارية» السعودية.
وغادرت صباح أمس طائرة صينية، مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، وهي تقل 145 صينياً، تم إجلاؤهم من السودان.
وانتهت مهمة الإجلاء الجوي البريطانية من السودان مع وصول ركاب آخر رحلات العودة إلى بريطانيا أمس. وكان من المتوقع أن تهبط في قبرص رحلتان نظمهما سلاح الجو الملكي في وقت متأخر أمس الأول، وفقاً لوكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا»، على أن يتم نقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، ومن بينهم أطباء سودانيون يعملون في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، إلى المملكة المتحدة في غضون 48 ساعة من الهبوط في قاعدة لارناكا الجوية، حسبما ذكرت وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية.
من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن القاهرة تدعم الحوار بين طرفي الصراع السوداني، لكنها أيضاً حريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وتلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالين هاتفيين منفصلين من وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن وجوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، للتشاور بشأن تطورات الوضع في السودان.
وأشار السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إلى أن بلينكن قدم الشكر لمصر على استقبالها لعشرات الآلاف من المواطنين السودانيين الوافدين عبر الحدود، مؤكداً على استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لمصر لتسهيل اضطلاعها بهذه المهمة.
وأوضح المتحدث أن الاتصال تناول الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى وقف مطول ومستدام لإطلاق النار يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها داخل السودان، حيث استعرض الوزير الأميركي الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في هذا الشأن بالتعاون مع أعضاء الآليتين الثلاثية والرباعية المعنيتين بالسودان.
وتابع المتحدث أن الوزير شكري حرص على تناول الجهود التي تقوم بها مصر في إطار كل من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، ومن خلال اتصالاتها المباشرة مع الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً من أجل تحقيق ذات الهدف.
وذكر المتحدث أن شكري أكد خلال الاتصال على أهمية عدم تدخل أطراف خارجية في تأجيج الصراع القائم في السودان.
وفي هذه الأثناء، أفاد المتحدث بأن شكري وجوزيب بوريل تناولا، خلال الاتصال الهاتفي، الجهود المبذولة والاتصالات الجارية حتى تاريخه بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار حقناً لدماء الشعب السوداني الشقيق، كما تم التطرق إلى الأوضاع الإنسانية في السودان وسبل دعم وتعزيز قدرات الدول الحدودية المتلقية للمواطنين السودانيين النازحين من الاقتتال الدائر. وأسفر القتال الذي بدأ في 15 أبريل عن مقتل أكثر من 500 شخص، معظمهم في الخرطوم ودارفور غرب السودان، وإصابة الآلاف. واعتبرت الأمم المتحدة أن الصراع أوقع الدولة، وهي من أفقر دول العالم، في «كارثة».
دول صديقة
قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة أجلت أكثر من 700 شخص من القتال في السودان خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إجلاء أكثر من 200 شخص من السودان، وقالت الوزارة، في بيان، إنّ أربع طائرات تقوم حالياً بإجلاء هؤلاء الأشخاص إلى روسيا، ومن بينهم دبلوماسيون وطواقم عسكرية وأقاربهم ومواطنون آخرون من روسيا ومن دول صديقة وجمهوريات سوفييتية سابقة.
كما أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الباكستانية إجلاء أكثر من 1000 باكستاني من دولة السودان، بأمان، مضيفة أن «عمليات الإجلاء قد انتهت».
وواصلت نيجيريا، أمس، مساعيها لإجلاء أكثر من 3000 من رعاياها من السودان، وسط صعوبات لوجستية. وغادرت قافلة أولى مكونة من 13 حافلة تقلّ مئات النيجيريين الخرطوم.
مساعي اللحظات الأخيرة
مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتيس، أكد خلال اجتماعات لموظفين تابعين للمنظمة الأممية، بعد 4 أيام فحسب من نشوب المواجهات، واطلعت على محضره صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الأمم المتحدة بذلت قصارى جهودها، وسعت حتى اللحظات الأخيرة، للحيلولة من دون وصول الخلاف إلى هذه المرحلة، ولكنها فشلت في تجنب حدوث ما وصفه بـ«السيناريو الأسوأ» من نوعه على الإطلاق في السودان.
لكن خبراء ومحللين سياسيين اعتبروا أنه كان يتعين على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية أن تكون أكثر استعداداً للتعامل مع ذلك الملف، وأن تتنبه مبكراً للكثير من العلامات، التي كانت توحي بحدوث مواجهات مسلحة في السودان.
ونقلت «الجارديان» عن محللين سودانيين قولهم، إن المشاورات التي جرت بينهم وبين الجيش وقوات الدعم السريع قبل اندلاع الصدامات كانت تكشف بوضوح عن أن الخلافات تتراكم، وأن المواجهة قادمة.