هالة الخياط (أبوظبي)
ناقش 52 متحدثاً مشاركاً في المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد في دورته الـ11 والمقامة لأول مرة في العاصمة أبوظبي، الإنجازات المبتكرة في الطب الحيوي التي قد تساعد في تلبية الاحتياجات المختلفة لدى مرضى التوحد، وتعديل السلوك من خلال الطب الحيوي.
ويهدف المؤتمر، الذي نظمته مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم تحت رعاية سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، بالتعاون والتنسيق مع مجموعة لوتس هوليستك أبوظبي والجمعية الروسية لتحديات التوحد وحلوله بموسكو- روسيا الاتحادية، إلى نشر الوعي حول اضطراب طيف التوحد وفي إطار الاهتمام بفئة المصابين به.
وخلال انعقاده لمدة 4 أيام ويختتم غداً، يقدم المؤتمر آخر المستجدات من الناحية النظرية والممارسة لعلاج التوحد في المجتمع الدولي، وتحفيز نشر تدابير جديدة وفعالة وآمنة طبية وتعليمية على حد سواء، لمساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد وتعظيم الإفادة من الأبحاث العملية والدارسات التي تعرض خلال المؤتمر الذي يصاحبه ثلاث ورش عمل تدريبية عملية من قبل مدربين عالميين.
الإندماج في المجتمع
وخلال افتتاح جلسات المؤتمر، أكد عبدالله الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم أن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي اهتماماً واسعاً بأبنائها من مختلف الفئات ولاسيما أصحاب الهمم، لضمان تمكينهم واندماجهم في المجتمع واستغلال طاقاتهم في العمل والبناء.
وقال، إن تواجد هذا الكم من الخبراء والمشاركين في المؤتمر يسهم في الخروج بتوصيات مفيدة ومؤثرة في مجال رعاية مصابي التوحد، ولاكتشاف مزيد من أساليب العلاج لتحقيق الأهداف المنشودة في مساعده هذه الفئة، والأسر التي تنتمي إليها، ولنصل إلى توفير أفضل السبل للعلاج ونواصل الدرب على طريق العمل الإنساني لتكون الإمارات مستدامة في صدارة رعاية كل الجوانب الإنسانية.
وأفاد حميدان، أن عدد طلاب التوحد الملتحقين بمراكز المؤسسة يبلغ 418 طالباً وطالبة، منهم 169 بمركز أبوظبي للتوحد، و110 بمركز العين للتوحد، و71 في باقي مراكزنا المنتشرة على مستوى إمارة أبوظبي، فيما يضم مركز التأهيل المهني والزراعي 68 طالباً وطالبة وهم ممن تتجاوز أعمالهم 15 عاماً، وتقدم لهم خدمات الرعاية الصحية والنفسية وأحدث طرق العلاج والتأهيل.
تخفيف معاناة المصابين
من جانبها، أكدت فاطمة المطروشي نائب رئيس جمعية الإمارات للتوحد أهمية المؤتمر الدولي لمستجدات أبحاث التوحد في تخفيف المعاناة عن المصابين، وذلك من خلال جمع الباحثين من سائر الأقطار لتبادل المعلومات ووضع الخطط الاستراتيجية.
وأشارت إلى أن المؤتمر يركز على تحقيق نقلة نوعية في دمج هذه الفئة مع سائر أقرانها من طلبة المدارس، الأمر الذي يسهم في اكتشاف المبدعين وأصحاب الابتكار من ذوي التوحد، في شتى أنواع العلوم والفنون والتطبيقات العلمية.
معالجة اضطراب التوحد
عن أهمية المؤتمر العلمية، أكدت الدكتورة عفاف الأنصاري، رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر، لـ«الاتحاد» أن المؤتمر يستعرض أحدث المهارات والخبرات في مجال تطوير الأساليب الحديثة في معالجة اضطراب التوحد ضمن جلسات حوارية ومناقشات وأبحاث علمية وعروض مرئية تتضمن حلولاً وأفكاراً تطويرية بمشاركة عدد كبير من الأطباء والباحثين والخبراء المختصين من الأكاديميين العالميين في هذا المجال.
وأشارت الأنصاري، وهي مستشار علمي في مجموعة لوتس هوليستك أبوظبي للتوحد، إلى أنه مع ازدياد حالات التوحد تأتي أهمية المؤتمر في تعريف أولياء الأمور ومختصي الرعاية بآخر المستجدات العلمية فيما يخص مرض التوحد، والتي ساعدت في تسهيل التعامل مع حالات طيف التوحد والتعرف على أسبابه وفهم مرض التوحد بما يتيح إمكانية العلاج.
وأفادت الدكتورة الأنصاري أن خلاصة الأبحاث العلمية، أوضحت أن أسباب الإصابة بطيف التوحد جزء منها جيني، والجزء الأكبر نتيجة التأثيرات السلبية للبيئة على الأم أثناء الحمل وعلى الجنين والتي تؤدي إلى الإصابة بطيف التوحد.
وأكدت أن معرفة أسباب الإصابة تساعد بنسبة كبيرة في العلاج من المرض والتخفيف من أعراضه.