سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلن الدكتور علي عبد الكريم العبيدلي، المدير التنفيذي الطبي لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» لرعاية الكلى، ورئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، أن 135 عائلة اختارت التبرع بأعضاء مرضى لديهم بعد وفاتهم.
وقال العبيدلي، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» على هامش انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لطب الأطفال بدبي: إن «البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء أنقذ 530 مريضا كانوا بحاجة إلى زراعة الأعضاء المتعددة، ومن أهم الأعضاء التي تمت زراعتها للمرضى الكلى والكبد والبنكرياس والقلب والرئتان». وأضاف: «في العام 2021، قام 39 متبرعا بتوفير 147 عضوا لإنقاذ حياة الآخرين، وحدثت زيادة بنسبة %41 في العام 2022، حيث بلغ عدد المتبرعين 55 متبرعا وفروا 203 أعضاء لإنقاذ حياة مرضى آخرين».
وأشار إلى أنه منذ بداية العام 2023، يوجد 17 متبرعا خلال أقل من 4 أشهر، وهو ما يدل على النمو المستمر والمضطرد في أعداد الأشخاص الراغبين بالتبرع بأعضائهم لإنقاذ حياة الآخرين.
وذكر أنه يوجد في الدولة 6 مستشفيات مرخصة لنقل وزراعة الكلى، بالإضافة إلى مستشفى آخر متكامل يقدم زراعة الأعضاء المتعددة، حيث تمتلك الدولة برنامجاً لزراعة الكلى وآخر لزراعة الأعضاء المتعددة، وهو ما يجسد ما تتمتع به دولة الإمارات من إمكانات وقدرات كبيرة في هذا المجال.
وأكد رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، أن الإمارات تخطوا خطوات واعدة وكبيرة في مجال التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، على الرغم من أن عمر البرنامج عدة سنوات، بينما برنامج التبرع بالأعضاء بين الأقارب الأحياء موجود منذ فترات زمنية طويلة نسبيا.
وقال: «التنوع الثقافي الموجود في دولة الإمارات يمثل نقطة قوة لدولة الإمارات، حيث تضم أكثر من 200 جنسية، مما أعطاه تنوعا ونموا كبيرا في مجال التبرع ونقل الأعضاء».
ولفت العبيدلي، إلى أن الدراسات العالمية تشير إلى أن 10% فقط من الأشخاص الذين يحتاجون إلى التبرع بزراعة الأعضاء يحصلون على ذلك، بينما تشير 3 دراسات مسحية محلية إلى أن ما يتراوح بين 60 و65% من الجمهور أبدوا رغبتهم في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة ودعم برنامج نقل وزراعة الأعضاء.
وحول دور الجمهور في دعم البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء، أجاب: «الجمهور يمكن أن يدعم البرنامج عن طريق التوعية بأهمية الوقاية من الفشل العضوي وتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء والتسجيل في برنامج «حياة» للتبرع بالأعضاء الموجود على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة ووقاية المجتمع».
ولفت إلى وجود عدد ليس بالقليل من المرضى يقومون بالغسيل الكلوي، وهؤلاء يمكن أن يقوم أحد أقاربهم بالتبرع لهم بالكلى، وأيضا يمكن أن يكون هناك النقل التبادلي للكلى بين أكثر من عائلة.
أعمال المؤتمر
انطلقت، أمس الجمعة، أعمال المؤتمر الدولي الثاني لطب الأطفال والمؤتمر الدولي الثالث للعناية المركزة للأطفال لمستشفى القاسمي للنساء والولادة الذي ينظمه المستشفى بالتعاون مع مستشفى فيلادلفيا للأطفال حتى يوم غد الأحد الموافق 30 أبريل الجاري في فندق لو ميريديان دبي، تحت شعار «الابتكار والذكاء الاصطناعي في طب الأطفال والعناية المركزة للأطفال.
ويأتي تنظيم المؤتمر تحت رعاية مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وفي إطار مساعي المؤسسة المتواصلة نحو إرساء مبادئ التميز الطبي، ودعم أنشطة التعليم الطبي وجهود البحث العلمي في المجالات الطبية وخصوصاً البحوث الطبية المتعلقة بالأطفال.
وأكد الدكتور عصام الزرعوني المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، في كلمة له بافتتاح الحدث، أن المؤتمر يعتبر بمثابة منصة دولية مبتكرة غنية بالمعلومات وفريدة من نوعها، تعكس اتجاه طب الأطفال في القرن الـ21.
وقال: «يوفر المؤتمر مجموعة واسعة من الموضوعات والمحاور الرئيسية المهمة الهادفة إلى تطوير الأداء المهني للقائمين والعاملين في مجال خدمات طب الأطفال على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، وذلك من واقع إيمان المؤسسة التام بأن الاهتمام بصحة أطفالنا اليوم يعني الحفاظ على صحة أجيال المستقبل».
وأشار إلى مناقشة أحدث التطورات والتطورات السريرية في التعليم والبحث وتحسين رفاهية صحة الطفل، وتعزيز التميز في ممارسة طب الأطفال، وتعزيز شراكة دولية عالية المستوى لرعاية المرضى.
الاهتمام بالطفولة
بدورها قالت صفية الخاجة مديرة مستشفى القاسمي للنساء والأطفال والولادة: «إن هذا التجمع العلمي الهائل، سيتيح للمشاركين فرصة تعزيز أطر التعاون مع المؤسسات الدولية المتميزة لتعزيز سبل الرعاية الصحية المقدمة لكافة شرائح أفراد المجتمع».
وأشارت إلى التعرف على أحدث التطورات المبتكرة في أبحاث طب الأطفال والممارسات السريرية التي تستضيف المئات من الخبراء من جميع أنحاء العالم يمثلون جمعياتهم العلمية، مما يتيح تبادل المعارف والخبرات الأكاديمية بشكل صحي، كما يوفر البرنامج تجربة تعليمية هادفة لجميع الحاضرين، وسيوفر الفرصة لأطباء الأطفال البارزين من جميع أنحاء العالم للمشاركة في أحدث التطورات العالمية في مجال صحة الطفل لصالح المرضى.
موضوعات الحدث
يستعرض المؤتمر أحدث ما توصل إليه طب الأطفال والعلاج «عن بُعد»، والمحاكاة في التدريب على الإنعاش القلبي الرئوي، واستخدام الفقاعات الدقيقة في قياس ضغط المخ والعلاج الجيني الموجه، والعلاج بالصورة الرمزية للاختلال العقلي، وتأثير المبالغة في استخدام منصات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية على الأطفال وكيفية التعامل معها، وأهمية البحث العلمي والتدريب في إثراء خبرات المشاركين ومداركهم في مجالات تخصصاتهم في طب الأطفال العام والتخصصي.
ويشارك في المؤتمر وللمرة الأولى «المركز الوطني لتنظيم وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية»، التابع لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، وذلك تماشياً مع استراتيجية الدولة للتعاون والتكامل بين الجهات المعنية لضمان توفير أعلى معايير الصحة للمرضى ووفق أفضل الممارسات العالمية.
ويتطرق المشاركون في المؤتمر على مدى ثلاثة أيام إلى حزمة واسعة من الموضوعات الرئيسية التي تتضمن مستقبل طب الأطفال، والخبرة والتكنولوجيا العالمية في مجال طب الأطفال، وطب النقل، وإعادة تأهيل الأطفال والرعاية المنزلية، والمحاكاة في تعليم الأطفال والإنعاش.
كما يتناول التطبيب عن بعد في خدمة طب الأطفال، وطب الأطفال التشخيصي المبتكر من خلال الموجات فوق الصوتية في نقطة الرعاية، والجودة والسلامة في وحدة العناية المركزة للأطفال، وإعادة التأهيل الرئوي في وحدة العناية المركزة للأطفال وما بعدها.
إلى جانب ورش مصاحبة تتضمن استعراض أحدث الابتكارات في طب الغدد الصماء لدى الأطفال، ودورة إصابات الأطفال، ومحاكاة مبتكرة للتعامل مع أولياء الأمور لطفل مصاب بمرض خطير.
ويبحث المؤتمر الابتكار والتكنولوجيا المتطورة في مجالات أمراض الكلى والصدر والجهاز الهضمي والحساسية والمناعة والغدد والسكري والمخ والأعصاب والأمراض الاستقلابية والوراثية والعناية المركزة للأطفال، بالإضافة إلى استخدام المنظار التشخيصي والعلاجي للأمراض الصدرية والجراحية النادرة لدى الأطفال وحديثي الولادة، وعيوب القلب الخلقية وكيفية تشخيصها، والتعامل الأمثل مع الحالات الحرجة والإسعافية.
كما يستعرض المؤتمر أخلاقيات التبرع بالأعضاء وزرعها، المعضلة الأخلاقية، والعلاج المستمر بالبدائل الكلوية وفصل البلازما، والتهوية الجديدة، والاستراتيجيات الوقائية العصبية والأشعة العصبية، والاضطرابات السلوكية والعقلية لدى الأطفال.
ويتطرق إلى طب الرئة والمناعة لدى الأطفال، وتغذية الطفل ونموه، وطب الغدد الصماء لدى الأطفال، وطب قلب الأطفال، وجراحة الأطفال المبتكرة، وأخطاء التمثيل الغذائي والوراثة في التمثيل الغذائي، وآفاق تمريض الأطفال، ومنظور طب الأطفال في حالات الطوارئ.