آمنة الكتبي (دبي)
يشكل مشروع الإمارات لاستكشاف القمر مشروعاً وطنياً أطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء، ويتضمن تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي إلى سطح القمر، والذي أُطلق عليه اسم «راشد»، تيمناً بالمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، باني نهضة دبي الحديثة، وصمم وطور المستكشف راشد، الذي يعد من بين أكثر المركبات تطوراً، سواعد مهندسين ومهندسات إماراتيين من فريق مركز محمد بن راشد للفضاء 100%، فيما سيقوم المستكشف الإماراتي خلال مهمته بإجراء اختبارات علمية عديدة على سطح القمر، مثل الخصائص الحرارية لسطح القمر وتكوين تربة سطح القمر، والتي ستسهم في تمهيد الطريق نحو تحقيق البشرية المزيد من التطورات النوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات.
تطوير علوم
وحدد مركز محمد بن راشد للفضاء مجموعة من الأهداف العلمية للمستكشف راشد، التي تقود لتحقيق أهداف المهمة في تطوير العلوم الأساسية، ومنها الجيولوجيا، حيث سيختص المستكشف بدراسة خصائص تربة سطح القمر، وعمليات التحول، ونظام الأرض والقمر، كما سيعمل على دراسة بيئة البلازما وتفاعل التربة والغلاف الكهروضوئي، والشحنات على السطح، وانتقال جزيئات الغبار.
ويدعم المشروع عدداً من الأهداف العلمية في العلوم الهندسية ومواد الأجهزة التكنولوجية، المراد منها اختبار المواد في الموقع تحضيراً للمهمات المستقبلية، إلى جانب دعم الجوانب العلمية في مجال التنقل على سطح القمر، وعمليات المهمة والتخطيط، حيث حدد مركز محمد بن راشد للفضاء مجموعة من الأهداف العلمية للمستكشف راشد، التي تقود لتحقيق أهداف المهمة، والتي تشمل دراسة علم الصخور وجيولوجيا القمر، وتجربة كفاءة المواد للحماية من تربة سطح القمر، وجمع بيانات لتطوير تقنيات جديدة، وصولاً لدراسة الخصائص الحرارية لسطح القمر، ودراسة البلازما والغبار، إضافة إلى التقاط نحو 1000 صورة لتحليل بياناتها.
مواصفات
يتميز المستكشف راشد بعدد من المزايا والمواصفات التقنية العالية الجودة والكفاءة، حيث تم تزويده بـ 6 أجهزة، منها جهاز كاميرا ذات دقة عالية لالتقاط الصور وكاميرا ميكروسكوبية وكاميرا للتصوير الحراري، وجهاز استشعار لانغموير لقياس درجة حرارة الإلكترونيات وكثافتها وجهد تأين البلازما، بالإضافة إلى وحدة قياس عزم القصور الذاتي لتتبع حركة المستكشف وكاميرا ثلاثية الأبعاد.
وسيعمل المستكشف بالاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية، وستوفر كاميرا التصوير الحراري صورة تساعد في معرفة خصائص تربة سطح القمر وأحجام حبيباتها، لافتة إلى أن هذه التقنيات حديثة، وتوفر معلومات جديدة عن القمر.
4 مستهدفات
أهداف مهمة «المستكشف راشد» أربعة، من شأنها الإجابة عن سؤال مفاده: لماذا تسعى الإمارات لاستكشاف القمر؟ والتي تشمل اختبار تقنيات جديدة على سطحه الذي يمتاز ببيئة أقسى من بيئة المريخ ولقربه من كوكب الأرض، والإسهام في بناء وجود بشري مستدام عليه، بالإضافة إلى أن التجارب التي يتم إجراؤها على سطح القمر تمهد الطريق لإطلاق مهمات استكشاف مأهولة إلى المريخ، وصولاً إلى الإجابة عن أسئلة علمية متعلقة بكيفية تشكل كل من النظام الشمسي وكوكب الأرض.
وطور المستكشف فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تم التصميم والبناء بجهود وطنية 100%، فيما ينطلق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر من أهداف علمية، تشمل تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، ودراسة مواقع جديدة لأول مرة على سطح القمر، بالإضافة إلى دراسة وتحليل الغبار، وإجراء اختبارات لدراسة جوانب عدة، بما في ذلك التربة القمرية، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، والغلاف الكهروضوئي القمري، وقياسات البلازما والإلكترونيات الضوئية وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر.
القمر منصة مثالية
القمر منصة مثالية لاختبار التقنيات والمعدات الجديدة التي سيتم استخدامها مستقبلاً في بعثات استكشاف الفضاء الخارجي، ومنها المريخ، حيث يتيح الهبوط على سطح القمر، اختبار تعرض أجهزة الاستشعار، وغيرها من التقنيات لبيئة الفضاء لفترات طويلة، وسوف يختبر المستكشف تقنيات جديدة على سطح القمر، كونه البيئة الأمثل لمثل هذه الاختبارات، كما أنه أقرب إلى الأرض، ما سيساعد على اختبار قدرات الإمارات قبل الانطلاق في مهمات استكشافية مأهولة إلى المريخ.
كوادر وطنية
ويدخل مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، ضمن الاستراتيجية الجديدة التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء 2021 - 2031، حيث يشمل المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر، لتكون الإمارات الدولة الرابعة في العالم التي تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية بعد الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي، سابقاً، والصين، وأول دولة عربية تقوم بمهمة فضائية لاستكشاف سطح القمر من خلال مستكشف عمل على تصميمه وتطويره فريق من 50 مهندساً وخبيراً وباحثاً إماراتياً في مركز محمد بن راشد للفضاء، منهم 40% من العنصر النسائي.
وطور المستكشف راشد فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، إذ تم التصميم والبناء بجهود وطنية 100%، فيما يعد النجاح الحقيقي لمهمة الإمارات لاستكشاف القمر، هو تطوير كفاءات وخبرات فريق المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين، وتوطين التكنولوجيا التقنية للروبوتات الفضائية، خصوصاً أنه ينطلق من أهداف علمية تشمل تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، واختبار أجهزة ومعدات تقنية تتم تجربتها للمرة الأولى، مما سيساعد على اختبار قدرات الإمارات قبل الانطلاق في مهمات استكشافية مأهولة إلى المريخ، ويأتي تعزيز المعرفة المكتسبة من المهمة لتساعد في الخطط المستقبلية المحتملة للهبوط على الأجرام السماوية الأخرى.
حمد المرزوقي - مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر
حاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة خليفة، وانضم للعمل في مركز محمد بن راشد للفضاء منذ 6 سنوات، وعمل على إطلاق خليفة سات، أول قمر اصطناعي مصنوع بأيادٍ إماراتية.
سارة المعيني - مسؤول أنظمة الاتصال والفريق العلمي
حاصلة على درجة الدكتوراه في هندسة الاتصالات، وهي واحدة من ثلاث نساء إماراتيات أخريات يشكلن جزءاً من الفريق الأساسي للمهمة، والتي لعبت دوراً حاسماً منذ بدء بحث المهمة.
عبدالله الشحي - مسؤول الأنظمة الميكانيكية
حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم في الهندسة الميكانيكية، وهو المسؤول عن النظام الميكانيكي، ويعمل في مركز محمد بن راشد للفضاء منذ عام 2015، وعمل سابقاً على القمر الصناعي «خليفة سات»، كما يعمل حالياً أيضاً على مهمة القمر الاصطناعي الإماراتي «MBZSat».
أحمد شرف - مسؤول الأنظمة الكهربائية
يحمل درجة ماجستير في الهندسة الكهربائية والإلكترونية من جامعة بريستول في المملكة المتحدة، وانضم لمختبر 37 بعد انضمامه لمركز محمد بن راشد للفضاء عام 2017.
ويتولى التركيز على أنظمة الطاقة الكهربائية الفرعية للمستكشف والتحكم في المحركات، ويعمل مع فريقه لإيجاد طريقة لإبقاء المستكشف على قيد الحياة خلال فترة الليل على سطح القمر. ويلعب نظام الطاقة دوراً حيوياً في إبقاء المستكشف على قيد الحياة، وأنه أثناء الليل، تصبح درجة الحرارة شديدة البرودة، ولذلك من المتوقع أن معظم الأدوات لن تعمل بعد ذلك، وللفريق طريقة جديدة سيستخدمها لمحاولة إبقاء المستكشف على قيد الحياة خلال الليل على سطح القمر.
آمنة بوسعود - مسؤول التصميم والتنقل
حاصلة على درجة بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة خليفة، وتُعد أصغر أعضاء فريق المهمة عمراً، وانضمت البالغة من العمر 27 عاماً، لمركز محمد بن راشد للفضاء مباشرة بعد تخرجها، فيما كان أول تحدٍّ لها تواجهه هو تصميم المستكشف، متبوعاً بإجراء الاختبارات الميكانيكية، حيث كلفت بتحمل مسؤولية التنقل، فاعتنت بالنظام الفرعي لتنقل المستكشف، بالإضافة إلى الذراع الموجودة أعلى المستكشف، والتي تحمل الكاميرا، وتولت خلال مهمتها التأكد من أن الذراع والعجلات والأجزاء الأخرى المتصلة بالمستكشف تعمل كما ينبغي، خصوصاً أن كل جزء من هذه الأجزاء ضروري لضمان عدم وجود أخطاء ميكانيكية أثناء استكشاف القمر.
ريم المحيسني - مسؤول الأنظمة الحرارية
حاصلة على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة الإمارات العربية المتحدة ودرجة البكالوريوس في الهندسة النووية من جامعة الشارقة، وهي المهندسة الحرارية لقسم الأنظمة الميكانيكية في المشروع، وتولت مسؤولية تصميم وتنفيذ واختبار النظام الفرعي للتحكم الحراري في المهمة.
انضمت ريم إلى مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2016، حيث قامت قبل انضمامها لفريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، بتحليل واختبار وتنفيذ النظام الفرعي للتحكم الحراري خلال نموذج رحلة لـ«خليفة سات»، كما أجرت بنجاح اختبار فراغ حرارياً لـ«خليفة سات»، وطوّرت وقادت نظام التحكم الحراري لبعثات المدار الأرضي المنخفض.
محمد الزعابي - مسؤول العمليات على سطح القمر
حصل على درجة الدكتوراه في هندسة الكمبيوتر عام 2015 من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وحاز جائزة الأبحاث الإماراتية الشابة في عام 2013، التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بدولة الإمارات، كما حصل على جائزة خدمة الحكومة الإلكترونية الإماراتية، والتي منحت للفريق الفائز في مسابقة التطبيقات الذكية التي نظمتها حكومة دبي، كما يرأس الأنظمة الأرضية لمشروع الإمارات لاستكشاف القمر، والتي سيتم استخدامها للتحكم في المستكشف خلال الوقت الفعلي للمهمة، ويقود فريق عمليات المهمة. انضم إلى مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2016 كخبير في أنظمة البرمجيات، وعمل منذ ذلك الحين على مشاريع بحثية مختلفة تتعلق بالفضاء والروبوتات والذكاء الاصطناعي، كما عمل على إقامة شراكات مع الجامعات المحلية لإجراء مشاريع متعلقة بالفضاء.
سلطان المسمار - مسؤول أنظمة الملاحة
حصل على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر من الجامعة الأميركية في الشارقة عام 2021، وانضم إلى مركز محمد بن راشد للفضاء في العام ذاته، كمهندس في فريق المحطة الأرضية للعمل على نظام الملاحة لمشروع الإمارات لاستكشاف القمر، ويدير مسؤوليات متعددة ضمن منصبه، ولكن ينصب تركيزه على المساهمة في كفاءة وفعالية عمليات المحطة الأرضية. من المتوقع أن يتحرك المستكشف على مسافة معينة، وتلتقط أجهزته صوراً عن قرب، وذلك لتحليل المعادن أو عناصر الصخور والتربة. فيما أنشأ فريقه نظاماً ديناميكياً يمكنه تلقي مجموعات متعددة من التعليمات الخاصة بالقيادة، وعلى الرغم من كونه عضواً شاباً في الفريق، فقد قدم بالفعل مدخلات مهمة في تصميم وتنفيذ نظام الملاحة لمشروع الإمارات لاستكشاف القمر.
سالم الملا - مسؤول التصميم وهيكل المستكشف راشد
حاصل على درجة البكالوريوس في هندسة الطيران من جامعة ريميت، والتحق بمركز محمد بن راشد للفضاء كمهندس ميكانيكي، حيث عمل في مختبر 37 (Lab 37) قبل انضمامه إلى فريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، وهو المهندس الميكانيكي الذي قاد تصميم هيكل ومعدات المستكشف.
أحمد سالم - مسؤول هندسة الأنظمة
يشمل دوره التحقق من اختبار النظام والتحقق من صحته بإشرافه على إلكترونيات الطيران، وهو خريج كليات التقنية العليا عام 2006 بمرتبة الشرف، كما أنه أحد أكثر مهندسي الأنظمة خبرة في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث عمل ضمن مشاريع عدة للمركز، مثل: الأقمار الاصطناعية «دبي سات 1»، و«دبي سات 2»، و«خليفة سات»، حيث عمل حينها على الأنظمة الفرعية للقيادة ومعالجة البيانات. كما أنه كان مسؤولاً عن القيادة الرئيسية ومعالجة الأنظمة الفرعية لمهمات سابقة عدة للمركز، بما في ذلك التشفير والمصادقة وإدارة البيانات وضغطها. وعمل من جهةٍ أخرى، على تطوير العديد من الأنظمة ولوحات الواجهة للأنظمة الفرعية للتحكم في أداء عجلات التفاعل التي تتحكم في حركة القمر الاصطناعي ولوحات الواجهة الكهروميكانيكية مثل لوحات التحكم في الهوائي.
محمد خوري - مسؤول البرمجة
يُعد من أوائل أعضاء الفريق الذين عملوا في مختبر 37 وكان جزءاً من مهمتين رئيسيتين، وهي: «خليفة سات» ومشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وهو المسؤول عن برامج الطيران (الملاحة) لمشروع الإمارات لاستكشاف القمر، إلى جانب مسؤوليته على التشغيل السلس للمستكشف، ويتولى مسؤولية فهم وظائف إلكترونيات الطيران في المركبات الفضائية، وأنماط الفشل، واستراتيجيات التصحيح.
وبدأت رحلته مع المشروع من خلال صياغة وتصميم مفهوم المستكشف راشد، حيث يقوم بتطوير برمجيات برنامج الطيران، وتطوير مفهوم القيادة الذاتية لدى المستكشف عبر برمجيات البرنامج. ويقوم بقيادة مفهوم العمليات الخاص بالمهمة، وشمل دوره وضع تصور وتفصيل لتصميم المستكشف راشد من خلال التجميع ووضعه في مركبة الهبوط، واختبار (الذكاء الاصطناعي) للقيام بعمليات سطح القمر.