الشارقة (الاتحاد)
أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أمس السبت، المجلدات الـ 9 الأولى من موسوعة «التفسير البلاغي» للـ 6 أجزاء الأولى في القرآن الكريم، والذي يعد أحد مشروعات مجمع القرآن الكريم بالشارقة لنشر علوم القرآن الكريم.
جاء ذلك خلال حضور سموه الحفل السنوي لتخريج الدفعة الخامسة للقراء المجازين من مجمع القرآن الكريم بالشارقة، الذي أقيم في قاعة المدينة الجامعية، حيث تفضل سموه بالتوقيع على المجلدات الأولى لموسوعة التفسير البلاغي للقرآن الكريم.
واستهل الحفل بتلاوة آيات بينات من سورة البقرة برواية هشام عن ابن عامر الشامي، عقبه كلمة للدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة تقدم فيها بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على كريم دعم سموه لمجمع القرآن الكريم ومختلف مشروعاته حتى أصبح منارة علمية عالمية. وقال: (اليوم تم إنجاز المرحلة الأولى من أول موسوعة بلاغية، استعملت أسلوب تبسيط المعلومات، كاشفة أسرار التنزيل، فجلّت للأفهام جمال التعبير القرآني، في منهج مبتكر يتضمن أصالة العرض لهذا الإعجاز البديع، وتعد الموسوعة الأولى من نوعها في التفسير البلاغي في العالم الإسلامي، وجاءت نتيجة عمل دؤوب على مدار عام في قسم الدراسات والبحوث بالمجمع).
وقدم الدكتور مبروك زيد الخير عضو لجنة التحكيم في موسوعة التفسير البلاغي كلمة إنابة عن لجنة التحكيم والمراجعة تقدم فيها بالشكر والامتنان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على جزيل عطاءه وكرمه، واهتمام سموه بطلبة العلم والعلماء، والقرآن الكريم وعلومه وحفظته. وقرأ قصيدة تناول فيها الجهود السابقة الكبيرة لتفسير القرآن الكريم وأدوار علماء المسلمين الأوائل وجليل أعمالهم في ذلك، وبيان أهمية هذا العمل الجليل في حفظ ونشر تفسير آيات الله الكريمة، مشيراً فيها إلى ما قدمته المدن العربية تاريخياً وصولاً إلى الموسوعة الحالية لمجمع القرآن الكريم بالشارقة.
سفراء مجمع القرآن الكريم
ألقى الدكتور شيرزاد عبدالرحمن الأمين العام لمجمع القرآن الكريم بالشارقة كلمة خلال حفل الخريجين تناول فيها أبرز الإنجازات، والأرقام التي حققها المجمع خلال الفترة السابقة، وأن المقارئ القرآنية قامت بتغطية 166 دولة وبلغت عدد الختمات به 1007 ختمات موزعة بين إفراد القراءات وجمعها، أشرف عليها كبار مشايخ الإثراء في العالم، حيث بلغ عدد طلاب مجمع القرآن الكريم بالشارقة 693 طالباً وطالبة.
وأشاد الدكتور شيرزاد عبدالرحمن بالدفعة الخامسة من خريجي المجمع والبالغ عددهم 248 خاتماً وخاتمة، مثمناً الجهود والدعم اللامحدود من صاحب السمو حاكم الشارقة، ومتابعته الحثيثة والدائمة لجميع التفاصيل، كما هنأ الخريجين على حصولهم شرف الحمل والتواجد في الإسناد الذي يعتبر امتداداً للصحابة والتابعين وكبار العلماء، مطالباً إياهم أن يكونوا على قدر المسؤولية وحمل الأمانة بعزيمة وإخلاص، والعمل بكلام الله سبحانه وتدبر آياته، بالإضافة إلى أن يكونوا خير سفراء للمجمع حول العالم مع الالتزام بالوسطية والاعتدال والتحلي بالحكمة والموعظة الحسنة.
وفي نهاية الحفل قام الدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة، بتسليم طلبة الدفعة الخامسة إجازاتهم القرآنية بالسند المتصل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، مهنئاً إياهم بالإنجاز العظيم ومتمنياً لهم التوفيق والسداد.
حضر الحفل بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من الشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، وعبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وخوله عبدالرحمن الملا رئيسة هيئة شؤون الأسرة، وجمال سالم الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعبدالله خليفة السبوسي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية، وعدد من العلماء والأكاديميين وأسر الخريجين.
طرح فريد
تحتوي المرحلة الأولى من موسوعة التفسير البلاغي على 9 مجلدات بداية من سورة الفاتحة ولغاية سورة المائدة الآية 106، وتعتبر فريدة في طرحها، كونها أول موسوعة بلاغية على مستوى العالم تحمل هذا النهج الفريد من التفسير باستخدام أسلوب تبسيط المعلومة، كما تعتبر خالية من التكرار مقارنة بما جاء في الكتب والموسوعات المنشورة في تفسير علوم القرآن الكريم، حيث تشمل موسوعة التفسير البلاغي جملة من البنود والمفردات والتفسير من خلال الاستعانة بعلماء البلاغة والتفسير واللغة من مختلف دول العالم.
وقامت الهيئة العلمية للمشروع في الموسوعة على تحليل النص القرآني من خلال ذكر وجه المناسبة بين السّورة وسابقتها ولاحقتها، والمناسبة بين الآية والأخرى وبيان المعنى الإجمالي للآية القرآنية، إضافة إلى تقديم شرح موجز عن الألفاظ والوقوف عند الفروق المعجمية، ومعالجة الآية لغوياً وبلاغياً والحرص على ذكر المتشابهات اللفظية في مواضع ورودها وتوجيهها، من خلال الرجوع إلى أُمهات كتب التفسير والبلاغة واللغة مع مراعاة اليسر والسهولة وحسن التحليل وجودة العبارة للقارئ.
واستغرق العمل على المرحلة الأولى من موسوعة التفسير البلاغي عاماً كاملاً شارك فيه 33 عالماً متخصصاً في التفسير واللغة والبلاغة، قاموا بتفسير 6 أجزاء قرآنية وزعت على 9 مجلدات بإجمالي 7200 صفحة. ويحوي كل مجلد على 800 صفحة، برزت خلاله أكثر من 10 آلاف عنوان بلاغي كاشف عن المعاني القرآنية، في نهج مبتكر يجمع بين الأصالة وحسن العرض والتبويب والتنظيم لتناسب جميع الفئات المجتمعية من الطبقة العلمية.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بأخذ الصور التذكارية مع العلماء أعضاء لجنة التحكيم والمراجعة.