عدد اليوم
آمنة الكتبي (دبي)
شيد مسجد جميرا الكبير وفق الطراز المعماري الفاطمي، تجسيداً للهندسة المعمارية التي تعود إلى العصور الوسطى، يزين المسجد مئذنتان تعرضان أعمال حجرية معقدة، مع تصميم رائع وزخارف ساحرة، حيث تم بناء المسجد بأحجار بيضاء بالكامل، ويضم مآذن جمالية مع قبة مركزية ضخمة تبرز وتصور الفن والجمال الحقيقي للبناء، ويمكن للمسجد استيعاب أكثر من 1500 من المصلين في وقت واحد.
ويتمدد المسجد على مساحة 3000 متر مربع، وقد بدأت عملية الإنشاءات فيه عام 1975، بأمر من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، وجرى افتتاحه مسجد رسمياً في 1978، ليكون منارة لافتة في مشهد دبي العمراني، وهو ما يمكن ملاحظته بمجرد أن تطأ أقدامك طريق شاطئ جميرا، فالمسجد يقع بالقرب من دار الاتحاد، التي شهدت الإعلان التاريخي لقيام الدولة في 1971.
ويشكل مسجد جميرا الكبير مثالاً رائعاً على ما تمتلكه العمارة الإسلامية من جماليات خاصة، فالمسجد شيد على الخطوط ذاتها التي شيد عليها مسجد الأزهر في القاهرة، معيداً بذلك إلى الذاكرة روائع المعماري الإيطالي ماريو روسي، الذي ترك بصمة لافتة على مجموعة من مساجد القاهرة والإسكندرية والمركز الإسلامي في واشنطن.
ويستقبل الزوار من مختلف الأديان، لإطلاعهم على الدين الإسلامي والثقافة المحلية، ويعرف المسجد زواره على الكثير من المفاهيم الدينية الإسلامية، بالإضافة إلى العادات والتقاليد والمأكولات الإماراتية نظرًا لكونه أحد أكثر المساجد جاذبية في دبي، ويستقبل المسجد زوارا من غير المسلمين، بهدف تعزيز التفاهم الثقافي والديني، كجزء من سياسة الأبواب المفتوحة والعقول المفتوحة.
