لمياء الهرمودي (الشارقة)
في ذاكرة مساجد الشارقة، يشهد مسجد «الدليل» الكائن في منطقة الشويهيين على أصالة الماضي، وتمسك الأجداد بعمل الخير الذي كان مغروساً في قلوبهم التي ملأها الإيمان واليقين، فقد سمي المسجد نسبة إلى بانيه والذي تحمل عائلته الاسم نفسه «الدليل»، وقد بني المسجد منذ عشرات السنين وهو من المساجد التي أعيد ترميمها في الإمارة، ليكون محطة لزائري السوق القديم بالشارقة.
قيل إن باني المسجد والملقب «بالدليل» كان يشرف على أعمال صيد اللؤلؤ في تلك الحقبة من الزمان، وكان يمتلك عدداً من السفن في الخليج، وقيل إنه عندما تعود سفنه سالمة من السفر الخليج، يتبرع بنصف أرباح كل سفينة لبناء مساجد في سبيل الله.
يقع المسجد الأثري بين مجموعة من المباني التراثية والأثرية القديمة في قلب الشارقة، حيث المنطقة التجارية المزدحمة، ويُعد بسبب موقعه في تلك المنطقة من أقرب المساجد التي يسرع إليها الناس لأداء فريضة الصلاة، وتتسارع الخطوات إليه لتلبية نداء الصلاة فيعج بالمصلين من النساء والرجال وحتى كبار السن.
ويحمل مسجد «الدليل» ببنائه الأثري الجميل ذكريات جميلة لسكان المدينة، والتي حفرت بين جدرانه، ورغم مساحته الصغيرة إلا أن له مكانة خاصة في قلوبهم، حيث لا يزال البعض يفضل قراءة القرآن فيه، في حين يزوره آخرون بهدف التقاط صور تذكارية بجانبه باعتباره المسجد الوحيد الذي كانت تؤدى فيه الصلاة آنذاك في تلك المنطقة.
ويتألف «مسجد الدليل» بحسب التخطيط الواضح له من بيت الصلاة في الطابق الأرضي وهو القسم الخاص بالرجال، وبيت للصلاة في نصف الطابق الأول وهو مخصص للنساء، ونجد أيضاً المحراب المجوف القديم للطابق الأرضي، والذي يستمر حتى الطابق الأول، ويوجد سلم خارجي يلاصق جدار المسجد الشرقي.
ويخلو المسجد من صحن الوسط ولا يوجد أثر لمئذنة أو مرتفع للأذان، وغالباً ما كان يؤذن من فوق سطح المسجد إلى أن انتشرت مكبرات الصوت، فأصبح السوق القديم في الشارقة يصدح بالأذان الذي ينطلق من قلب مسجد الدليل، ولبيت الصلاة بالمسجد مدخلان في نهاية ضلعيه الشمالي والجنوبي.