الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الشؤون الإسلامية» تعقد ملتقى «نشر ثقافة التنمية المستدامة»

خلال الملتقى (من المصدر)
5 ابريل 2023 01:52

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

أكد العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، جهود دولة الإمارات في تعزيز التنمية المستدامة، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسعيه للقضاء على التصحر، بزراعة المحاصيل المتنوعة، وإقامة المحميات، وتحويل الرمال إلى أراضٍ خضراء. 
كما أكد العلماء حرص الإسلام على تعزيز السلم والأمن المجتمعي، كما نهى عن الفساد والإفساد في الأرض، والحفاظ على الموارد، وعدم الإسراف، حتى في الوضوء، وأن علماء الأمة صنفوا عشرات الكتب في النباتات والحيوانات، وكل ما تتعايش به في البيئة.
جاء ذلك خلال ملتقى «الخطاب الديني وأثره في تأصيل ونشر ثقافة التنمية المستدامة» الذي نظمته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف تحت شعار «خطاب ديني واعٍ لغدٍ مستدام»، أمس، بمشاركة نخبة من العلماء الضيوف والتربويين والمفكرين والمختصين من مختلف المؤسسات في الدولة، تناولوا فيه الحديث حول عدد من المحاور التي أثرت هذا العنوان بأفكار ونتائج مشرقة، وذلك بحضور الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس «الهيئة»، ومحمد سعيد النيادي، مدير عام «الهيئة»، وعدد من المسؤولين في «الهيئة» والجهات المشاركة وموظفي وموظفات «الهيئة».
وأكدت «الهيئة» أن هذا الملتقى يأتي تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية ورؤية قيادتنا الرشيدة نحو الاستدامة والتميز والرؤى الاستشرافية التي تحقق جودة الحياة وديمومة الخدمات والمساهمة في المحافظة على البيئة والموارد، بما يضمن تلبية المتطلبات الآنية وبعد النظر في المحافظة على احتياجات الأجيال القادمة بالتخطيط الأمثل والمشروعات الواعدة، مشيدة بالدعم الكبير للهيئة من القيادة الرشيدة.

محاور ونقاط
وسلط الملتقى الضوء على عدد من المحاور والنقاط التي وضحت مفهوم التنمية المستدامة والتأصيل الشرعي لها ومجالاتها وأهميتها في الارتقاء بجودة الحياة وسبل تحقيقها، وبيان أثر الخطاب الديني في تحقيق أهداف التنمية.

الجلسة الأولى
وفي الجلسة الأولى التي كانت بعنوان التنمية المستدامة من المنظور الشرعي، تحدث الأستاذ الدكتور عبد الله محيي عزب من العلماء الضيوف، عن مفهوم التنمية المستدامة وأهميتها وتأصليها الشرعي، موضحاً اهتمام الدين الإسلامي بالتنمية وعمارة الكون وتهيئة البيئة لأجيال المستقبل، ذاكراً عدداً من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى استدامة التنمية وزيادة الثروة بالتفكير والتنقيب لينعم الناس بالاستقرار والسعادة.
وحول أهداف ومجالات التنمية المستدامة في ضوء الشريعة الإسلامية، تحدث الدكتور إدريس عمر الشافعي من العلماء الضيوف، مبيناً أن الدين الإسلامي منفتح على الحياة بحيث يوجه الإنسان نحو استغلال الموارد بالقدر الذي يحقق له السعادة، مع الإسهام الفاعل في التنمية التي تضمن رفاه المجتمعات واستدامة ارتقاء الأوطان في كل جوانب الحياة، من خلال التكافل ومد جسور التعاون مع كل من يريد إسعاد الناس، مشيداً بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تحويل الأرض إلى واحة زاهية واهتمامه بالبيئة عبر إنشاء المحميات وزارعة الأشجار والنخيل، كما ثمن الاستراتيجية المستقبلية والمبادرات التي تتبناها قيادتها الرشيدة لترسيخ ثقافة الاستدامة، ما جعلها نموذجاً عالمياً يجب الاقتداء به.
كما ألقت الدكتورة نوف أحمد الشحي، اختصاصي إعداد برامج الوعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، كلمة عن أساليب ووسائل الخطاب الديني في تحقيق التنمية المستدامة، مبينة أن الخطاب الديني قريب من المجتمعات وإسهاماته وأساليبه ووسائله نعيشها بيننا يومياً وأسبوعياً وسنوياً وبالأسلوب الحضاري الذي يراعي المتلقي، ملقية الضوء على جهود الدولة عبر مؤسساتها الدينية التي من ضمنها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف التي نظمت هذا الملتقى - وبشتى وسائل التواصل التفاعلية والأساليب المعاصرة لدعم استراتيجية الدولة التي تهدف إلى استدامة الموارد وتنوعها.

الجلسة الثانية 
أما الجلسة الثانية وكانت بعنوان التنمية المستدامة مسؤولية مجتمعية، فبدأتها الدكتورة ماريا محمد الهطالي، رئيس قسم التحقيق والنشر في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بالحديث حول إسهامات المرأة في دعم وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدة أن دور المرأة مترسخ عبر جميع الأجيال، فهي المدرسة الأولى التي تساهم في رسم المستقبل وجودة الحياة لأبنائها، وبصماتها في المحافظة على البيئة وتحقيق التنمية والاستدامة متجذر في نفس كل إنسان منذ الصغر، رسخت في نفوسنا الأمل ورسمت لنا المستقبل الزاهر، وعززت في فينا حب الوطن ونهضته والارتقاء به والمحافظة على منجزاته وموارده، وها نحن اليوم، بفضل الله والدعم من قيادتنا الرشيدة والرعاية لكل شؤونها من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، استطاعت المرأة أن تضع لمساتها في النهضة الوطنية، وتبرز مقدرتها وجدارتها واستعدادها للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.

الإعلام وتأثيره
تناول إبراهيم علي خادم، مدير إدارة التراخيص والمحتوى الإعلامي في مكتب تنظيم الإعلام، الحديث حول محور دور المؤسسات الإعلامية في دعم قضايا البيئة، مؤكداً أن للإعلام تأثير فاعل في كل شؤون الحياة، باعتباره الوسيلة التوعوية والتوجيهية والثقافية التي تتفاعل مع كل أفراد المجتمع وشرائحه بما يناسب قدراتهم وملكاتهم، مؤكداً دور الإعلام الإماراتي في دعم استراتيجية الاستدامة منذ التأسيس، حيث ساهم في تجسيد رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بإبراز التنموية المختلفة، ويسعى جاهداً الآن إلى مواكبة تطلعات القيادة الرشيدة ودعم الأجندة الوطنية والرؤى الاستشرافية للارتقاء بالمجتمع وتعزيز ثقافة الاستدامة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©