أبوظبي (الاتحاد)
أطلق مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، التابع لدائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، مبادرة «سفراء إيواء» في مؤسَّسات التعليم العالي بإمارة أبوظبي، والتي تعمل على ترسيخ الجانب المعرفي لدى الأجيال الجديدة حول مخاطر وتبعات العنف والإيذاء بشتى أشكالها، وحثّهم على مناصرة القضايا المتعلقة بها، وتدريبهم على تثقيف المجتمع وتوعيته تجاهها.
أُطلِقَت المبادرة بحضور معالي نورة الكعبي، وزيرة دولة، رئيسة جامعة زايد، وسارة شهيل، المدير العام لمركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، حيث تمَّ إيضاح أهدافها المتمثّلة في نشر الوعي المجتمعي من خلال فئة الطلاب المستهدفة، ورفع إمكانية التبليغ عن حالات العنف، وتقديم الدعم اللازم والتعريف بالخدمات التي يقدِّمها المركز لاستقطاب مزيد من فرص التعاون والتطوير. وتفتح مبادرة «سفراء إيواء» قنوات اتصال مستدامة مع مؤسَّسات التعليم العالي الشريكة، من خلال إيجاد سبل تبادل المعرفة بشأن برامجها، ومشاركة التجارب الناجحة في مجالات العمل الاجتماعي على امتداد مدة المبادرة.
ويضع برنامج مبادرة «سفراء إيواء» معايير دقيقة لاختيار الطلبة المستهدفين، ليضمن توافر عامل الحماس المستمر والحرص على النهوض بالمجتمع لديهم، إضافة إلى تمتُّعهم بالمهارات الأساسية في العرض والتقديم والتوعية، ما يشجّعهم على عقد برامج التثقيف خلال سنوات الدراسة وحياتهم المهنية المقبلة. وبناءً على تلك المعايير والمتطلبات، تستهدف المبادرة بالأخص طلاب علم النفس، والخدمة الاجتماعية، والاتصال.
وقد وقع اختيار المبادرة خلال عام 2023 على جامعة زايد - فرع أبوظبي لبدء تدريب طلابها على المحتوى التثقيفي، وسبل التوعية وعرض المحتوى والتقييم، وتسليمهم الحقائب التدريبية والأدوات والمواد التي يستخدمونها في رفع الوعي والتثقيف بالمواضيع المتعلِّقة بالعنف والإيذاء.
ومع انطلاق فترة تدريب الطلاب، وتشجيعهم على العمل مستقبلاً سفراءَ للتوعية بقضايا العنف والإيذاء، وضع برنامج المبادرة معايير لتقييم الطلبة، يعتمد سبل التثقيف لملء الثغرات وضمان التطوير المستمر.
وقالت معالي نورة الكعبي: «نهدف من خلال تعاوننا مع مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية (إيواء)، ضمن مبادرة سفراء إيواء، إلى بناء جيل من قادة الغد الواعين بأهمية المسؤولية المجتمعية في تطوير المجتمعات ورفعتها، والقادرين على تثقيف المجتمع في الوقت نفسه، وتعريفه بشأن مخاطر وتبعات العنف والإيذاء بشتّى أشكاله، خاصةً أنَّ المركز يسهم، من خلال عمله ومن خلال الخدمات التي يقدمها، في دعم جهود الدولة وتنفيذ توجيهات القيادة بضرورة ضمان حقوق الإنسان الأساسية في أن يعيش حياة كريمة وآمنة».
وقالت سارة شهيل، المدير العام لمركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية (إيواء): «إنَّ محاربة العنف والإيذاء بشتى أشكاله هي مسؤولية كلِّ فرد في المجتمع، كبيره وصغيره وشتى فئاته، وليس فقط مؤسَّسات القطاع الاجتماعي أو جهات إنفاذ القانون».
وأضافت: «يعدُّ تدريب طلبة التعليم العالي وسيلة لنشر الفكر الواعي بين أفراد المجتمع، نظراً لسنهم اليافع الذي يسمح بالتأسيس لخروج أجيال جديدة من سفراء الوعي وقادة الفكر والخبراء. أمّا موقعهم الاجتماعي الذي يعدُّ حلقة وصل بين الأجيال السابقة والمقبلة، فهو فرصة سانحة لبناء فهم جديد ونظرة واسعة الأفق لدى الآباء والأبناء».
وأوضحت شهيل: «يعدُّ الجانب المعرفي عاملاً حاسماً في رفع الوعي المجتمعي بقضايا العنف والإيذاء بشتى أنواعه. ولهذا اعتمدنا توجُّهاً شاملاً، حيث لا نكتفي برفع مستوى المعرفة لدى الطلبة، بل نحرص أيضاً على رفع قدرات موظّفي المركز أنفسهم، من خلال التقاء الخبراء والاختصاصيين، واستمرار تقييم مدى فعالية البرنامج».