سامي عبد الرؤوف (دبي)
شهد اليوم الثاني من الدورة السادسة والعشرين بمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، مساء أمس الأول، بزوغ نجم المتسابق المصري أحمد حشيش، ابن الخامسة عشرة، الذي استطاع أن يؤدي جميع الأسئلة الموجهة إليه (خمسة أسئلة) من دون أي خطأ في الحفظ.
واستطاع المتسابق المصري «الكفيف» أن يسكت أجراس لجنة التحكيم الدولية، التي لم توجه له أي تنبيه، كما وضع أعضاء اللجنة أقلامهم وتوقفوا عن تدوين الملاحظات على قراءته، التي ذكرت المشاهدين والمستمعين بصوت أحد كبار المدرسة القرآنية المصرية، حيث يتمتع المتسابق بتقليد منقطع النظير للشيخ محمود الحصري، رحمة الله عليه.
وكسب المتسابق المصري تعاطف جمهور المستمعين في مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي، عندما أخذ أحد المتطوعين بيديه ليصعد به إلى منصة المسرح لتأدية الاختبار، ثم زاد تعاطفهم معه بعد أدائه المتميز للغاية، وعبروا عن ذلك بالثناء عليه بعد الانتهاء من القراءة.
وتميز المتسابق المصري بالتطبيق الكامل والصحيح لأحكام التجويد، ليكون قد حقق التميز في المحاور الثلاثة للتقييم، وهي الحفظ الصحيح، وتطبيق أحكام التجويد، بالإضافة إلى الصوت. وبذلك استطاع المتسابق المصري أن يعيد الأمجاد القرآنية لأرض الكنانة في سجل مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، التي تعد من أفضل المسابقات على مستوى العالم، حيث يمكن لهذا المتسابق أن يحقق ما حققه المتسابق المصري في الدورة الثانية من هذه المسابقة حيث حصل فيها على المركز الأول وجائزة ربع المليون درهم.
وكان من اللافت في اختبارات اليوم الثاني للمسابقة، إسكات متسابق ثانٍ لأجراس لجنة التحكيم الدولية التي تقرع عند ارتكاب الأخطاء في الحفظ، وهو المتسابق السوري، محمد أسعد، البالغ من العمر 23 عاما، حيث تمكن من تلاوة جميع أجزاء السور القرآنية دون خطأ في الحفظ.
كما تميز المتسابق السوري بصوت حزين يكسوه الخشوع الناتج عن تدبر الآيات والثقة في النفس والحفظ القوي، حيث اتسم المتسابق بحالة من التركيز والتدبر عالية جدا أثناء تأدية الاختبارات.
ويعد المتسابق السوري، هو أفضل من مثل بلاده على مدار مشاركتها في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، حيث من المتوقع أن يحجز هذا المسابق لبلاده مركزا بين العشرة الكبار، وهي المراكز التي تعرف بمراكز «لائحة الشرف».
كما شهدت منافسات اليوم الثاني من الدورة، أداءً متميزا من المتسابق زكريا أبو العقل من بلجيكا، الذي تميز بصوته الجميل وتقليده للمدرسة السعودية وخاصة قراء المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وأيضا متسابق سريلانكا عمير بن كنز العرفان، البالغ من العمر 17 عاما، الذي يعد أفضل متسابق شارك من بلاده، لما أظهره من إتقان غير عادي في الحفظ حتى إنه لم يوجه له إلا تنبيه واحد من قبل لجنة التحكيم الدولية.
وكانت فعاليات التنافس قد تواصلت في اليوم الثاني لفعاليات الدورة 26 لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم بمشاركة 6 متسابقين، وازداد العرس القرآني في دبي تألقا وزخماً ممتزجا بروحانية وأجواء الشهر الكريم وحضور جماهيري امتلأت به قاعة ندوة الثقافة والعلوم يتقدمهم المستشار إبراهيم محمد بوملحة مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية، رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وأعضاء اللجنة المنظمة ورعاة المسابقة.
وقام الدكتور سعيد عبدالله حارب نائب رئيس اللجنة المنظمة للجائزة، بتكريم الرعاة وإهدائهم الدروع التذكارية للجائزة، كما قام بتكريم أعضاء السلك القنصلي وتسليمهم الدروع التذكارية وهم كل من أليسون هال نائب القنصل العام للمملكة المتحدة في دبي، وآلاء الغزاوي نائب القنصل العام للمملكة الأردنية الهاشمية بدبي، وعباس فال المستشار الأول في سفارة السنغال في أبوظبي، ومهند الغضبان مسؤول بالشؤون الثقافية بالقنصلية السورية بدبي، الذين حضروا الفعاليات لدعم ومساندة ممثلي بلادهم في المسابقة.
دبلوماسيون
و عبرت أليسون هال نائب القنصل العام للمملكة المتحدة، عن سعادتها بالحضور والمشاركة في فعاليات اليوم الأول للمسابقة، وقالت: أهنئكم بشهر رمضان الكريم وأشكر جائزة دبي والقائمين على المسابقة الدولية على دعوتهم لحضور الفعاليات لدعم ومساندة المتسابق البريطاني.
كما قدمت آلاء الغزاوي نائب القنصل العام للمملكة الأردنية الهاشمية في دبي، شكرها للجائزة والقائمين على مسابقة دبي الدولية لجهودهم المباركة الناجحة لخدمة حفظة كتاب الله ونجاح المسابقات وتتابعها وتحرص بلادها على المشاركة في مسابقة دبي ومسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك وتقديم أفضل المتسابقين من حفظة وحافظات القرآن لتمثيل بلادها بشكل مشرف.
بدوره، ذكر عباس فال المستشار الأول في سفارة السنغال في أبوظبي، أن بلاده تحرص على المشاركة في مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم منذ بدايتها وحتى الدورة 26، باعتبارها أكبر وأهم المسابقات الدولية وللسنغال تاريخ من المشاركة في مسابقات جائزة دبي التي تستقطب خيرة حفظة وحافظات كتاب الله.
وقال مهند الغضبان مسؤول بالشؤون الثقافية بالقنصلية السورية، إن بلاده تحرص على المشاركة في مسابقة دبي الدولية للقرآن باعتبارها المسابقة الأولى دوليا ويشارك بها أفضل حفظة كتاب الله وتقدم فيها دولة الإمارات جهودا كبيرة وعناية جعلتها محل اهتمام وتقدير.
3 متسابقين من أسرة واحدة
يعد المتسابق الصومالي عبدالله عبدالعزيز عبدالله (19 عاماً) ثالث متسابق من نفس الأسرة يشارك في مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، فقد شارك أخوه في المسابقة في الدورة 21، كما شارك والده في الدورة الرابعة للمسابقة وحقق فيها المركز الأول وهو يدرس علوم القرآن والقراءات.
وللمتسابق عبد العليم عبد الرحيم حاجي من كينيا، قصة عجيبة مع كتاب الله، حيث يشير هذا المتسابق الذي يدرس تكنولوجيا المعلومات، إلى أن حفظه للقرآن جاء ببركة دعاء أمه التي شجّعتنه وحفّظته لأنها معلمة للقرآن، وبدأ الحفظ في الرابعة، وأتمه في السابعة.
وقال إنه كلما استصعب الحفظ تحفّزه أمه حيث دعت الله يوم كانت حاملاً به أن يكون حافظا للقرآن، وتطلب منه دائما أن يكون حافظا، فقد أنعم الله عليه بالحفظ ونعمة أم صالحة كانت سببا لحفظه للقرآن وأن يشارك اليوم مع خيرة الحفظة من أنحاء العالم.
وأضاف: «لقد شاركت في مسابقات محلية أحرزت فيها المركز الأول، ومسابقة دولية في مصر سنة 2019 وأحرزت فيها المركز الثالث، وفي تنزانيا سنة 2017، والبحرين سنة 2017، وإثيوبيا سنة 2022».