أبوظبي (الاتحاد)
قامت هيئة البيئة في أبوظبي والسفارة البريطانية، أمس الأول، بزراعة 70 شتلة من أشجار القرم في جزيرة الجبيل، في إطار مبادرة القرم ومشروع «المظلة الخضراء للملكة».
يشار إلى أن مشروع المظلة الخضراء للملكة هو مبادرة لغرس الأشجار تم إطلاقها في عام 2022 للاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، في حين أن مبادرة القرم أبوظبي، والتي تم الإعلان عنها في فبراير 2022 خلال اللقاء الذي عُقد في جزيرة الجبيل بين سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، وصاحب السمو الملكي الأمير وليام، دوق كامبريدج خلال زيارته لدولة الإمارات، تهدف إلى توفير منصة لتطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم، والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي والتوعية بأهميتها، وضرورة استعادتها.
حضر الفعالية الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة وباتريك مودي، سفير المملكة المتحدة لدى دولة الإمارات، والمهندس عبدالله سعيد الشامسي، مدير العمليات لدى شركة جزيرة الجبيل للاستثمار. كما شارك بالفعالية عدد من الطلبة الإماراتيين والبريطانيين الذين ساهموا في زراعة أشجار القرم في إطار جهود الهيئة والسفارة البريطانية لتوعية الشباب وتشجيعهم على المساهمة في إحداث تأثير إيجابي على البيئة.
وقالت الدكتورة شيخة الظاهري: «إنه لمن دواعي سرورنا في هيئة البيئة بأبوظبي أن نكرم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وأن نكون جزءاً من مشروع المظلة الخضراء للملكة من خلال زراعة أشجار القرم، التي تأتي في إطار مبادرة القرم أبوظبي وخلال عام الاستدامة عام 2023 الذي يسلط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني في مجال الممارسات المستدامة».
وأضافت أنه ومنذ إنشائها، عملت هيئة البيئة في أبوظبي مع العديد من الشركاء البريطانيين، حيث طورت «الهيئة» معهم سلسلة من المشاريع والبرامج الناجحة. وشكرت باتريك مودي، سفير المملكة المتحدة لدى دولة الإمارات لانضمامه ومشاركته بهذه الفعالية، والمساعدة في زراعة أشجار القرم التي تعتبر من الأنواع المهمة التي تساعد في التخفيف من آثار تغير المناخ، حيث إنها تعتبر من المصادر التي تمتص الغازات الدفيئة، ولها القدرة على تخزين وعزل الكربون، فلأشجار القرم القدرة على امتصاص الكربون تصل إلى 4 أضعاف أشجار الغابات المطيرة في الأمازون.
وأشارت الدكتورة شيخة الظاهري إلى أنه من أبرز الإنجازات التي حققتها «الهيئة» ضمن مبادرة القرم أبوظبي، برامج زراعة أشجار القرم وإعادة تأهيلها، فضلاً عن قوانين الحماية واللوائح المنظمة التي تضمن استدامة النظم البيئية، والتي ساهمت في زيادة نطاق أشجار القرم في الإمارة، وذلك ضمن برامج حماية البيئة البحرية الناجحة التي تنفذها، حيث وصلت الزيادة في مساحات أشجار القرم في أبوظبي إلى أكثر من 35 في المائة.
من جانبه، قال السفير باتريك مودي: «خلال زيارته إلى حديقة قرم الجبيل في فبراير من العام الماضي، تشرف صاحب السمو الملكي الأمير وليام بلقاء سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد، حيث وضعت أبوظبي خططها الطموحة لترسيخ الإمارة كمركز عالمي للبحث والابتكار. لدعم الحفاظ على غابات أشجار القرم. كانت الشراكة الأولى مع جمعية علم الحيوان في لندن، والتي ظلت ملتزمة بالعمل مع هيئة البيئة في أبوظبي لدعم مشاريع زراعة أشجار القرم، التي تُعرف بفوائدها البيئية وقدرتها على التخفيف من آثار التغير المناخي على المستوى الدولي».
وأضاف مودي: «وبينما نتطلع إلى استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف (كوب 28) في وقت لاحق من هذا العام، من المهم أن نتخذ إجراءات بعدة طرق لمعالجة الأزمات المرتبطة بتغير المناخ، وفقدان الموارد الطبيعة، والتنوع البيولوجي. لذلك، نعتبر المحافظة على أشجار القرم وزراعتها يعزز التكيف الطبيعي مع آثار تغير المناخ، ويساعد في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة».
مبادرة
وقال المهندس عبدالله سعيد الشامسي، مدير العمليات لدى شركة جزيرة الجبيل للاستثمار: «نحن فخورون في جزيرة الجبيل بأن نكون جزءاً من مبادرة القرم أبوظبي، إذ تتيح لنا هذه المبادرة أن نحقق هدفنا المتمثل بزراعة مليون شجرة قرم على مدار السنوات العشر القادمة. ونتوجه بالشكر إلى هيئة البيئة والسفارة البريطانية في أبوظبي على دعمهم المطلق في هذا المشروع».
يذكر أن هيئة البيئة في أبوظبي قامت مؤخراً بزراعة حوالي 15 مليون شجرة قرم في المناطق الساحلية لإمارة أبوظبي، بما في ذلك جزيرة الجبيل والمرفأ ومواقع مختلفة في منطقة الظفرة. يتماشى هذا مع هدف دولة الإمارات العربية المتحدة بزراعة 100 مليون من أشجار القرم، بحلول عام 2030 للمساعدة في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
كما نجحت «الهيئة» في زراعة مليون بذرة قرم باستخدام طائرات من دون طيار، لدعم مبادرة القرم أبوظبي، وتعتبر «الهيئة» أول مؤسسة تقوم بزراعة أشجار القرم على نطاق واسع باستخدام المبادئ البيئية التي تعززها تقنية الطائرات من دون طيار، وجاءت زراعة مليون بذرة بعد نجاح التجربة الأولية، التي تم تنفيذها بالتعاون مع شركة إنجي المتخصصة في توفير خدمات الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية، وشركة دستنز ايمجري المتخصصة في حلول هندسة الطائرات من دون طيار.