هدى الطنيجي (رأس الخيمة)
بكفاءة عالية، تسهم المرأة الإماراتية في مكافحة الجريمة المنظمة وعمليات الإرهاب، باستخدام أفضل المهارات القتالية والتفاوضية والتقنيات الحديثة، واتخاذ القرارات السريعة والصائبة في أصعب المواقف، في سبيل إرساء دعائم الأمن وحماية الشخصيات والممتلكات.
القوة الناعمة من عناصر الشرطة النسائية في إدارة المهام الخاصة في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، الدرع الحامية، بقوتها وشجاعتها ولياقتها البدنية وطرق التعامل السريعة وحمل الأسلحة واتباع أفضل الطرق التكتيكية لمداهمة الأحداث في أخطر مواقع العمل التي قد تحمل في طياتها مجرمين بأعداد غير معروفة وأسلحة متوقعه بحوزتهم، لتكون هي بالمرصاد والحصن المنيع.
ما يقارب 50 إلى 60 مهمة متوسط المهام التي شاركت بها إدارة المهام الخاصة خلال العام الماضي و20 إلى 30 مهمة تقريباً انخرطت في أحداثها العناصر النسائية، تعمل على التطوير من مهاراتها عبر المشاركة ضمن البرامج والدورات التخصصية في القبض والتفتيش على مستوى الدولة، بالإضافة إلى الدورات التخصصية للخبرات الفرنسية للمدربين المنتدبين إلى الدولة، نستعرض في هذا التقرير أهم أعمالها وأهم الصفات التي تتميز بها لتكون عنصراً فاعلاً في مهام المداهمة والاقتحام والجرائم الأمنية.
الفنون القتالية
وقالت الرقيب أول ليلى محمد دهقاني في قسم الحراسات: أعمل منذ ما يقارب 14 عاماً في قسم الحراسات المعني بتأمين كبار الشخصيات والأحداث والفعاليات المختلفة والمنشآت كذلك، وهي مهام تتطلب لياقة تامة والحفاظ وتأمين الشخصيات، بالإضافة إلى المشاركة في عدد من القضايا في مجال المهام الخاصة، حيث اتجهت إلى النهل من الدورات التدريبية التخصصية في مجال المداهمات والتفتيش التي تعلمت منها مختلف الفنون القتالية، منها كيفية التعامل في القضايا الخطرة وفي الحالات الطارئة والتصدي للجرائم المنظمة، خاصة التي تتطلب وجود العناصر النسائية للحفاظ على الخصوصية التامة أثناء عمليات المداهمة واقتحام المواقع ووجود المجرمين والتي تستكمل بدورها مهام العناصر الرجالية.
وأكدت أن العناصر النسائية اليوم مهمة في استكمال متطلبات العمل في الأحداث والقضايا التي تتعامل معها المهام الخاصة، حيث إن هناك بعضاً من الأحداث التي توجد بها النساء المتهمات وتتطلب تدخل القوات النسائية للتعامل معها.
وأشارت العريف أول فاطمة النعيمي في قسم المهام الخاصة إلى أنها تعمل في المهام الخاصة منذ 7 سنوات، وهو عمل فريد من نوعه يتطلب قوة وشجاعة لكي تتمكن العناصر النسائية من استكمال المهام الاستثنائية المقامة أحداثها على أرض الميدان، والعمل بجانب الرجل لإتمام المهام بالشكل المطلوب.
وذكرت أن الدعم اللامحدود المقدم من قبل وزارة الداخلية التي تؤمن بأهمية دور العناصر النسائية في مجالات الشرطة كافة منها المتخصصة مثل المهام الخاصة، له الدور الكبير في تعزيز وإبراز العناصر النسائية والدافع في الالتحاق والتميز في عمليات ومهام هذه الإدارة المهمة، وإدارة أحداث القضايا وأوكار الجريمة الخطرة والمنظمة وفقاً للمهارات والخبرات المكتسبة والتدريبات المتواصلة في مجال الفنون القتالية والمداهمات، وغيرها.
ولفتت إلى أن أهم تلك المهارات إتقان الفنون القتالية المختلفة والتعلم على استخدام الأسلحة والاستعداد المطلق لأي حدث أمني قد يحدث على مدار الساعة وفي أي وقت وزمان للقبض على المطلوبين والمتهمين الخارجين عن القانون، وتخليص الرهائن والحفاظ على الشخصيات، وغيرها من المهام الأمنية.
وأكدت أهمية أن تعمل العناصر النسائية في المهام الخاصة التزود بالعلم والمعرفة بأهم الطرق والوسائل المستخدمة على أرض الحدث، عبر المشاركة في الدورات المختلفة.
وتقول شرطي أول فاطمة السعدي في قسم المهام الخاصة: «أعمل في شرطة رأس الخيمة على مدار 14 عاماً، تحديداً في إدارة المهام الخاصة، في العمل المكتبي إلى أن قررت التوجه إلى العمل الميداني منذ 5 سنوات، مضيفة أن العمل في المهام الخاصة يتطلب الشجاعة والقوة وعدم الخوف من مواجهة أمور غير متوقعة، حيث يمكن أن تتفاجأ في موقع الحدث من وجود أكثر عن شخص أو وجود أسلحة بحوزة المتهمين، لذا علينا الاستعداد لأي أمر يمكن أن يحدث، وفي الوقت نفسه اتخاذ القرارات الصائبة السريعة في موقع الحدث في كيفية المداهمة والقبض على المتهمين وحماية أنفسنا وفرق العمل من أي خطر يمكن أن يحدث».
وأشارت إلى ضرورة توافر اللياقة البدنية للعناصر النسائية العاملة في المهام الخاصة، حيث إن أغلب المهام تتطلب الحركة من عمليات المداهمة والتفتيش وغيرها، وكذلك أثناء التعامل مع المتهمين النساء، بالإضافة إلى الزي الخاص بالمهام الخاصة الذي يتطلب اللياقة لأنه يعتبر معدات تتطلب التحمل أثناء القيام بالحركة السريعة المختلفة في عمليات التفتيش والتأمين، فهي معدات ثقيلة، منها الخوذة وواقي الرصاص ونطاق الأسلحة، وغيرها.
التفاوض مع المتهمين في أوكار الجريمة
ولفتت العريف أول سلوى مراد إلى أنها تعمل منذ 7 سنوات في قسم الحراسات، ومتزوجة ولديها أبناء وتقول: «أسرتي على دراية تامة بمتطلبات مهام عملي الذي يُعنى بإرساء دعائم الأمن والأمان بجانب رجال الشرطة، عبر خوض مواقع الجرائم والتعامل مع المتهمين في القضايا المختلفة».
وأكدت أن العمل في هذا المجال يتطلب بداية التعرف التام على كافة المهام التي يقوم بها أفراد المهام الخاصة وأهم الصفات والسمات التي يتميز بها من يرغب خوض مضمار مواقع الجرائم والتعامل مع المتهمين، وذلك للخطورة التي قد تنجم في مواقع الأحداث ومسارح الجريمة.
وأشارت إلى أهمية تنفيذ متطلبات الدخول في البرامج والدورات التي تؤهل العنصر على الاستعداد التام لخوض أعمال الميدان والتعامل مع الأحداث والقضايا المهمة والخطرة، عبر تدريبات حمل والتعامل مع الأسلحة وكيفية التفتيش والتعامل مع الرهائن، والاهتمام بمستوى اللياقة البدنية.
وأكدت أن المرأة الإماراتية ونتيجة للدعم المستمر من القيادة الرشيدة والمحيطين بها تمكنت من تخطي الأعمال الروتينية البسيطة التي كانت مخصصة لها، عبر تولي المناصب المهمة والتخصصية التي كانت حكراً على الرجال في السابق، واستطاعت نيل الاحترام والتقدير نظير تميزها وقدرتها على العطاء اللا محدود في المجالات النوعية الاستثنائية عبر مساهمتها في تحقيق النجاحات منها في مجال الشرطة والمهام الخاصة تحديداً، عبر الدخول إلى أوكار الجريمة والتفاوض مع المتهمين بهدف إرساء الأمن في الدولة والحفاظ على القاطنين عليها.