الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء لـ«الاتحاد»: الكويت محور اتزان في المنطقة

خبراء لـ«الاتحاد»: الكويت محور اتزان في المنطقة
26 فبراير 2023 02:01

أحمد مراد (القاهرة)

أشاد دبلوماسيون وخبراء بجهود دولة الكويت باعتبارها ركناً أساسياً من أركان منظومة العمل الخليجي المشترك، عبر دورها الفاعل والمؤثر في أعمال مجلس «التعاون الخليجي»، مؤكدين أن جهودها ساهمت في تعزيز التضامن والتآلف والتعاون بين دول المجلس على مختلف المستويات.
وأكد الدبلوماسيون والخبراء في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الكويت حرصت خلال الأربعة عقود الماضية على تحقيق أهداف مجلس التعاون الخليجي، وتذليل أي صعوبات تعترض طريق التكامل الاقتصادي والسياسي والعسكري بين الدول الخليجية، وما زالت تسعى للوصول إلى الوحدة الخليجية الشاملة.
وأشادوا بحرص دولة الكويت على لمّ شمل البيت الخليجي عبر استخدام قوتها الناعمة لتحقيق التوافق والتقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي، ووصفوها بـ «نموذج حي» للتوازن في علاقاتها الدبلوماسية مع دول الجوار، مستندة إلى مبادئ الحياد المثمر.
شكلت دولة الكويت على مدى العقود الماضية ركناً أساسياً من أركان منظومة العمل الخليجي المشترك عبر دورها الفاعل والمؤثر في أعمال مجلس التعاون الخليجي، وهو ما ساهم في تعزيز التضامن والتآلف والتعاون بين دول المجلس على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية، حسبما يؤكد السفير بركات الفرا، سفير فلسطين السابق لدى القاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية.
وأوضح الفرا لـ«الاتحاد» أن الكويت ساهمت بشكل كبير في تأسيس مجلس التعاون الخليجي، وجاء ذلك من منطلق إيمانها بأهمية وحدة وترابط دول الخليج العربي، والدور المؤثر لهذه الوحدة في الدفاع عن مصالح الشعوب الخليجية.
ولعب أمير الكويت الراحل، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، دوراً بارزاً في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد آمن بفكرة اجتماع دول الخليج تحت مظلة عمل واحدة في شكل مؤسسي، وفي 16 مايو 1976 زار دولة الإمارات العربية المتحدة، وعقد مباحثات مع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حول إنشاء مجلس التعاون الخليجي.
وخلال مؤتمر القمة العربي الحادي عشر الذي عقد في الأردن خلال نوفمبر 1980، عرض الشيخ جابر الأحمد الصباح على قادة دول الخليج التصور الكويتي لاستراتيجية خليجية مشتركة للتعاون في جميع المجالات.
وفي فبراير من العام التالي، عُقد في السعودية مؤتمر لوزراء خارجية دول الخليج الست (الإمارات والسعودية والكويت والبحرين وعُمان وقطر) وأسفر الاجتماع عن الاتفاق على إنشاء مجلس للتعاون بين الدول الخليجية. وعلى مدى يومي 25 و26 مايو 1981، عُقد في أبوظبي مؤتمر القمة الأول لدول الخليج العربية، وهو المؤتمر التأسيسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتم فيه التصديق النهائي على النظام الأساسي للمجلس، واختير الكويتي عبدالله يعقوب بشارة ليكون أول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي.
وقال الدبلوماسي الفلسطيني: إن الكويت حرصت خلال الأربعة عقود الماضية على تحقيق أهداف مجلس التعاون الخليجي، وتذليل أي صعوبات تعترض طريق التكامل الاقتصادي والسياسي والعسكري بين الدول الأعضاء في المجلس، وما زالت تسعى للوصول إلى الوحدة الخليجية الشاملة في إطار رؤية وطنية ثاقبة دائماً ما تظهر بشكل واضح عند انعقاد أي قمة خليجية.
وأشاد بالدور الكويتي في دعم العمل الخليجي المشترك على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري، وهو ما ظهر بشكل واضح في القمم الخليجية التي عُقدت في الكويت، وقد صدرت عنها العديد من الاتفاقيات والمبادرات والآليات التي عززت مسيرة التضامن الخليجي.

7 قمم خليجية
احتضنت دولة الكويت 7 قمم لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وصدر عنها العديد من القرارات التاريخية، أبرزها إنشاء القيادة العسكرية الموحدة، وإقرار الاستراتيجية الدفاعية.
وكانت القمة الخليجية الخامسة التي عُقدت في نوفمبر 1984 أول قمة خليجية تحتضنها الكويت، وصدر عنها الموافقة على الصيغة التي تنظم حق التملك للمواطنين في الدول الأعضاء.
وفي ديسمبر 1991، استضافت الكويت القمة الخليجية الـ12 التي تناولت التطورات الإقليمية في منطقة الخليج في ضوء تحرير الكويت واستعادتها لحريتها واستقلالها وسيادتها، واستعرضت حصيلة عقد من العمل المشترك في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية. واستضافت الكويت في ديسمبر 1997 القمة الخليجية الـ18 التي صادقت على إجراءات تسهيل تنقل المواطنين، وانسياب السلع، وحركة التبادل التجاري بين الدول الأعضاء.
وفي ديسمبر 2003، عُقدت في الكويت القمة الخليجية الـ24 التي أكدت رفضها القاطع لكل ما من شأنه أن يؤدي إلى تجزئة العراق، وضرورة الحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه، والالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤونه الداخلية.
كما عُقدت في الكويت القمة الخليجية الـ30 خلال ديسمبر 2009، وخلالها اتفق قادة دول الخليج على تعزيز مسيرة التعاون المشترك، والدفع بها إلى آفاق أرحب وأشمل.
وفي ديسمبر 2013، عُقدت في الكويت القمة الخليجية الـ34، وصدر عنها إعلان الكويت الذي أكد مواصلة العمل لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي.
واستضافت الكويت في ديسمبر 2017 القمة الخليجية الـ38 التي تناولت رؤية خادم الحرمين الشريفين الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، التي تم إقرارها في ديسمبر 2015، وتضمنت الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد.

مواقف قومية
وأشاد السفير بركات الفرا بالأدوار المهمة والمحورية التي لعبتها دولة الكويت في دعم ورعاية القضايا العربية والخليجية، من منطلق كونها دولة عربية قومية، ما يجعلها تتخذ مواقف قومية مشرفة تجاه أحداث وقضايا الأمة، وهو أمر يشهد به جميع الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط.
وعلى المستوى العسكري، تحرص دولة الكويت على تعزيز أوجه التعاون بين مختلف القوات المسلحة بدول مجلس التعاون الخليجي لضمان وحدة وسلامة أراضي دول المجلس وحمايتها من أي تهديد خارجي، وهو ما عبر عنه وزير الدفاع الكويتي الشيخ عبدالله علي العبدالله الصباح، خلال الدورة الـ19 لمجلس الدفاع الخليجي المشترك التي عُقدت في الرياض خلال نوفمبر الماضي.
وقال الوزير الكويتي: إن الظروف الاستثنائية الطارئة التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية وما يترتب عليها من تسارع الأحداث تدفعنا نحو تحقيق أقصى درجات الجاهزية واليقظة والاستعداد لقواتنا المسلحة لمواجهة مختلف المواقف والمتغيرات، وهو ما يتطلب العمل على تطوير وتفعيل منظومة التعاون والعمل الدفاعي المشترك انطلاقاً من اليقين والثقة الكبيرة بقدرات قواتنا وكفاءتها في تنفيذ مختلف المهام والواجبات الموكلة إليها.

رصيد من الإنجازات
ومن جانبها، أكدت الباحثة العُمانية الدكتورة أمل بنت طالب الجهورية في تصريحات لـ«الاتحاد» أن دولة الكويت تحتفل بيومها الوطني الـ62 وسط رصيد واسع من الإنجازات على المستويين المحلي والخليجي، ويظهر ذلك جلياً في الدور الكويتي البارز في دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك منذ أن ولدت فكرة تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدى سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الذي كان يتطلع لوجود تجمع يضم دول الخليج، وينهض بالمواطن الخليجي في المجالات كافة.
وقالت الباحثة العُمانية: «منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي وحتى الآن، تسعى الكويت جاهدة لدعم مسيرة المجلس المباركة، والاستمرار في تعزيز البيت الخليجي، والعمل بكل ما من شأنه تحقيق الأمن والرخاء والاستقرار لدول المجلس وشعوبها». 
وتذكرت الدكتورة أمل الجهورية كلمات أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في أول قمة خليجية، حينما قال: «إن التعاون الخليجي بناء صنعته إرادة شعوب الخليج، وهو استجابة صادقة لحقائق الحياة في هذا الجزء من العالم، وهو هديتنا إلى أبنائنا وأبناء العروبة، وقراراتنا ومسؤولياتنا وخطوات مستقبلنا وصورة آمالنا وامتحان إرادتنا عهد بيننا وبين شعوبنا».
وأكدت أن كلمات أمير الكويت الراحل كان لها أثر واضح في رسم الكثير من الخطط والبرامج الهادفة لمصلحة دول مجلس التعاون الخليجي، وعكست الحرص على تحقيق أهداف الكيان الخليجي المشترك، والارتقاء بما يقدمه لدعم العمل العربي والخليجي.
وتستمر دولة الكويت الآن بقيادة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في حرصها الشديد على دعم المسيرة الخليجية المشتركة، وتواصل العمل على دفع مسيرة التعاون المباركة لتحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات، بما يلبي آمال شعوب الدول الخليجية.

تعاون ثقافي
على مدى الأربعة عقود الماضية، حرصت الكويت على توسيع نطاق أعمال مجلس التعاون الخليجي على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية، وقد لعبت دوراً مهماً في مجال العمل الثقافي المشترك.

3 أمناء من الكويت
من بين 7 أشخاص تولوا منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، هناك 3 كويتيين شغلوا هذا الموقع، ما يجعل الكويت أكثر الدول الخليجية احتفاظاً بهذا الموقع.
ويُعد الكويتي عبدالله بن يعقوب بشارة أول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي، وقد تولى المنصب خلال الفترة من مايو 1981 وحتى مارس 1993. أما الاقتصادي الكويتي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف فقد تولى المنصب لمدة 3 سنوات، من فبراير 2020 وحتى يناير 2023.
وفي القمة الخليجية الأخيرة، وقع الاختيار على الدبلوماسي الكويتي، جاسم محمد البديوي، ليكون أميناً عاماً لمجلس التعاون الخليجي، اعتباراً من 1 فبراير 2023، وتُعد هذه المرة الأولى في تاريخ مجلس التعاون الخليجي التي يتم فيها تعيين أمينين عامين متعاقبين من الدولة نفسها، ما يعزز من مسيرة الكويت في قيادة المجلس، ويرسخ أهمية دورها في رعاية ودعم منظومة العمل الخليجي المشترك. 

دبلوماسية القوة الناعمة
قالت الكاتبة والمحللة العُمانية زينب بنت خميس الزدجالية: إن الكويت تُعد من الدول ذات العطاء السياسي والدبلوماسي اللامحدود في المنطقة الخليجية، ولها أدوار إيجابية متعددة، وذلك من منطلق النهج الدبلوماسي الذي تتبعه من خلال سياستها التي تتصف بالاتزان والحياد والمنهجية، ما كان له الأثر البالغ على وحدة الصف الخليجي.
وأكدت الكاتبة والمحللة العُمانية لـ«الاتحاد» أن الكويت لم تتوان، منذ استقلالها في العام 1961، في بناء علاقات قوية مع جيرانها، وتسعى دائماً إلى خلق اتزان في المنطقة الخليجية عبر صفة الحيادية والوساطة الإيجابية، ما كان لها الأثر الواضح في النهوض باللحمة الخليجية.
واعتبرت زينب الزدجالية دولة الكويت نموذجاً حياً للتوازن في علاقاتها الدبلوماسية مع دول الجوار، وتستند إلى مبادئ الحياد المثمر، ورغبتها في لم شمل البيت الخليجي عبر استخدام قوتها الناعمة لتحقيق التوافق والتقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©