دبي (الاتحاد)
أكد البروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، ضرورة تعزيز التعاون الدولي في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية العالمية، حاثاً الحكومات على أن تكون طموحة في قراراتها واستشرافية بشكل مؤثر للمستقبل.
وأوضح شواب، خلال كلمته في جلسة رئيسية حملت عنوان «حالة العالم»، ضمن فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2023، أن القمة التي تنعقد تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، هي خطوة مهمة نحو التفكير واستشراف المستقبل ومواكبة التطورات التقنية الجديدة التي تحدث بسرعة هائلة.
وقال شواب: «ناقشنا قبل أسابيع قليلة خلال الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة «دافوس» مدى قدراتنا على التأقلم مع التحديات العالمية، وذلك في ظل وجود أزمات كثيرة ومتعددة»، مضيفاً: «الحقيقة أننا نعيش في عالم يشهد تحولات عميقة، ولذلك فإننا نريد تصحيح هذه الأوضاع، وإدارة التغيير للخروج والوصول لوضع أفضل في المستقبل مقارنة مع ما نحن عليه الآن». وأشار إلى أن العالم الآن يواجه إجراءات تحولية هيكلية منظمة، من بينها التحولات الاقتصادية، والتي يؤطرها عوامل محفزة مثل التحول في مصادر الطاقة، مبيناً: «أنه وعلى سبيل المثال سيكون لدينا في العام 2050 ضعف الناتج المحلي الإجمالي، بينما سيكون هناك نحو 10 مليارات إنسان بحاجة للطاقة، وفي الوقت نفسه يجب مراعاة وتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ والوصول لصفر انبعاثات كربونية». وأضاف: «هناك أيضاً تحولات سياسية، حيث إننا نتحول من عالم تهيمن عليه قوة واحدة بشكل أو بآخر، لنتجه نحو عام متعدد الأقطاب»، داعياً إلى المحافظة على أطر التعاون الدولي.
وأكد البروفيسور كلاوس شواب أن التحولات العالمية تشمل كذلك التطورات التقنية المتسارعة، والتي كنا نعتبرها قبل سنوات قليلة ضرباً من الخيال العلمي، وغيرها من التطورات التقنية التي يجب مواكبتها والاستعداد لها.
وقال: إن حياتنا ستتغير بشكل كبير خلال الـ10 سنوات المقبلة، بسبب هذا التطور المتسارع، ولمواجهة ذلك يجب على الحكومات أن تكون طموحة في قراراتها واستشرافية بشكل مؤثر للمستقبل.
عوامل مهمة
قال شواب: «ينبغي على الحكومات أن تتأقلم بشكل سريع من خلال التطور المستمر لقدراتها، وأن تتحلى خططها بالمرونة والقدرة على العودة، لأنه بلا شك ستكون هناك مفاجآت كبرى ستظهر خلال السنوات المقبلة ولا يمكن توقعها»، مضيفاً: «إن العامل الأهم لمواجهة التغيرات المستقبلية المتسارعة، هو (القيادة)، والذي وضع لها تعريفاً خاصاً به، يعتمد على 5 أبعاد هي الروح والدماغ والقلب والعضلات والأعصاب القوية».
وتطرق شواب إلى رؤية المنتدى الاقتصادي العالمي للتحديات العالمية، مشيراً إلى أن المنتدى يعمل على تعزيز التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والإعلام، يجب على كل هذه الأطراف التكاتف لاستشراف المستقبل. وأضاف: «حكومات العالم مطالبة بامتلاك الوسائل لمواجهة السرعة الهائلة للتطورات المتلاحقة في العالم، وعليها أن تقنع مواطنيها أنها قادرة على فهم هذه المتغيرات، وتعزيز ثقتهم بما تتخذه من إجراءات».