آمنة الكتبي (دبي)
يقضي سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي، فترة العزل الصحي والتي تمتد إلى أسبوعين، في مركز كينيدي في ولاية فلوريدا الأميركية، وذلك لجعله جاهزاً تماماً ضمن بيئة نظيفة، لتجنب الإصابة بأي أمراض قبيل الانطلاق، كما ويتم عزل جميع رواد الفضاء قبل الإقلاع إلى محطة الفضاء الدولية في 26 فبراير الجاري، وتهدف فترة العزل الصحي لمنع أي بكتيريا من الانتشار في المركبة الفضائية «سبيس اكس دراجون انديفور» وعلى محطة الفضاء الدولية.
ويخضع رواد المهمة خلال هذه الفترة لتدريبات يومية وتجهيزات بدنية، ومتابعة كافة الإجراءات والاختبارات الطبية، وتبدأ بعد انتهاء هذه المرحلة، فترة التجهيز للانطلاق نحو المحطة الدولية، وسيجري الطاقم الأساسي، محاكاة دقيقة لعملية الإطلاق، تشمل الإجراءات التي تسبق ساعة الصفر، وتتضمن الانتقال من هيوستن إلى فلوريدا في الأسبوع الأخير من الحجر الصحي، تلي ذلك استعدادات أخرى قبل الإطلاق بيوم واحد، ومنها ارتداء البدلة الخاصة بالمهمة، والانطلاق بسيارتي «تيسلا» إلى قاعدة الإطلاق في «كيب كانافيرال» في مجمع «كينيدي للفضاء» التابع لوكالة «ناسا»، وتضم الأولى ستيفن بوين، قائد المهمة، ووارين هوبيرغ، قائد الكبسولة، والثانية تضم النيادي وأندريه فيدياييف، اختصاصيّ المهمة، للتأكد من جاهزية الصاروخ «فالكون 9» على منصة الإطلاق وكبسولة «دراغون» أعلاه، والتوقيع على الباب المؤدي إلى المنصة، كونه تقليداً يؤديه رواد الفضاء في «ناسا»، وكذلك دخول الكبسولة.
13 اتصالاً مباشراً
كما سيتم تخصيص وقت محدد لسلطان النيادي لإجراء 13 اتصالاً مباشراً مع أطراف متنوعة في الدولة، بالإضافة إلى 10 اتصالات لاسلكية مباشرة، إلى جانب إجراء فعاليات مختلفة مثل تصوير الفيديوهات التعليمية على متن المحطة باللغة العربية والإنجليزية، ليصل هذا المحتوى إلى مختلف شرائح المجتمع، كما سيتم توفير جميع سبل الراحة لرائد الفضاء سلطان النيادي خلال المهمة، ومنها توفير الأطعمة الإماراتية بحسب المناسبات مثل شهر رمضان والأعياد.
3 مراحل
في تمام 11:07 صباحاً بتوقيت الإمارات، تبدأ عملية الإطلاق بوساطة فالكون 9 الخاص بشركة «سبيس إكس» الذي يضم من الأسفل 9 محركات، وتتضمن العملية 3 مراحل:
تتمثل المرحلة الأولى بانطلاق الصاروخ والكبسولة مثبتة أعلاه، نحو الغلاف الجوي إلى ارتفاع نحو 90 كيلومتراً، وتستغرق دقيقتين، ثم تنفصل الكبسولة عنه، لتواصل شقّ طريقها نحو مدار المحطة الدولية، بينما يبدأ الصاروخ عملية دوران للعودة إلى موقع الإطلاق على الأرض، لإعادة استخدامه في مهمات مستقبلية.
أما المرحلة الثانية، وتستغرق 7 دقائق، فتشمل وصول الكبسولة إلى ارتفاع 200 كيلومتر تقريباً.
ثم تبدأ المرحلة الثالثة، وتستغرق نحو 13 ساعة، وتتضمن دفع الكبسولة نحو المحطة الدولية التي ستكون في حال مناورة من أجل التحام كبسولة «دراغون» بالمحطة آلياً على ارتفاع نحو 400 كيلومتر، استعداداً لدخول الروّاد إليها، والتقاء زملائهم الموجودين على متنها، وتمتاز «دراغون» بأنها كبسولة مضغوطة، وهي آلية التحكم بالكامل، حيث إنه عند الانتقال إلى التحكم اليدوي، يتحكم بها عبر شاشات تعمل باللمس، لعدم وجود أزرار فيها. كما تحوي نظام تحكم بالطقس يبقي درجة الحرارة داخلها بين 18 و27 مئوية.