الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اليوم.. تكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية

اليوم.. تكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية
4 فبراير 2023 01:38

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

تشهد أبوظبي، اليوم، تكريم «جائزة زايد للأخوة الإنسانية» للفائزين في دورتها الثالثة، بالتزامن مع اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، حيث فازت بها شمسة أبوبكر فاضل، المعروفة بلقب «ماما شمسة»، وهي صانعة سلام وناشطة بارزة في كينيا، وجماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية، واللتان قدمتا «نموذجاً ملهماً في تعزيز الأخوة والتعايش الإنساني»، وتبلغ قيمة الجائزة مليون دولار للفائزين وهي إحدى المبادرات العالمية التي أعلن عنها بعد توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية والأولى من نوعها في العالم.
والتقت الاتحاد بالفائزين وأعضاء بلجنة تحكيم الجائزة، خلال لقاء إعلامي نظمته الجائزة مساء أمس، وعبر ميغيل أنخيل موراتينوس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المفوض السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، عضو لجنة تحكيم الجائزة عن تقديره لدولة الإمارات ودورها في العمل على إحلال السلام، مشيداً بأهمية وثيقة الأخوة الإنسانية، وكذلك الدور المهم الذي تلعبه جائزة زايد للأخوة الإنسانية، في دعم وتحفيز العاملين في المجال الإنساني على مستوي العالم.
وقال: أعتقد أن الجائزة، رغم أنها ما زالت حديثة وهذه هي النسخة الثالثة، تُحدِث وقعاً جيداً على الصعيد العالمي، وأن الذين حصلوا عليها في النسختين الماضيتين يجتهدون في إيصال الرسالة التي نريد إيصالها من خلال الجائزة، والرامية إلى أن يحيا العالم في جو تسوده المحبة والسلام من دون نزاعات أو حروب.
وأكد ميغيل أنخيل موراتينوس أن مسألة تعزيز التآخي الإنساني التي تنادي بها الوثيقة، مهمة جداً للبشرية عموماً ورغم أن الدستور الفرنسي أكد على العدل والمساواة والحرية، منذ نحو 200 سنة، جاءت الوثيقة للتذكير بهذه الأمور، ولفت إلى أن الوثيقة عندما عرضت على الدول حظيت بإجماع ودعم 193 دولة، وأجمعوا على ضرورة التقيد بها وتكريس هذا المفهوم، وخلال الأيام القادمة سنقوم بالتذكير بأهمية هذه الوثيقة، وهناك إجماع وتوافق عليها وكل الدول اعتمدت الوثيقة.

500 مرشح
وأشار ميغيل أنخيل موراتينوس إلى أن اللجنة تلقت نحو 500 مرشح للجائزة هذا العام، من مؤسسات ومنظمات تعمل في المجال الإنساني وتم تصفيتهم إلى 150 مرشحاً كلهم يستحقون الجائزة لقيامهم بأعمال إنسانية مهمة للغاية.. وتم تصفيتهم إلى 10 مرشحين، وتم اختيار الفائزين لهذه الدورة.
وقال: إن هناك معايير تم اتخاذها منها مدى قدرته على الدفاع عن الأخوة، وهناك تقارب بين الأشخاص والمعايير المفروض توفرها في المؤسسات المرشحة وكيف تراعي الأخوة الإنسانية ومدى استمرارها في هذا النهج.. هناك تقارب بين المرشحين ونحرص على تطبيق المعايير.
وتم التركيز على النساء خلال هذه الدورة، موضحاً أن الآخرين يستحقون التكريم وأعضاء اللجنة يمكن أن يجدوا طريقة لتكريم هذه المؤسسات التي وصلت إلى المرحلة النهائية في التصفيات.. والتي يفوز فيها شخص واحد ومؤسسة واحدة ولكن يرى موراتينوس ضرورة أن يتم تقديرهم.
وأكد أن الجائزة أصبحت تستقطب المؤسسات والمنظمات العاملة في المجال الإنساني وتضاعف عدد المرشحين دورة بعد أخرى، وهو ما يعني قوة تأثيرها والحرص على المشاركة فيها..
وأكد ميغيل أنخيل موراتينوس، وجود استقلالية تامة للمحكمين دون أي تدخل في مجال عملهم.. أو ضغوط.. والإجماع سيد الموقف، وأحيانا يكون هناك خلاف في وجهات النظر للمحكمين فيما بينهم لكن اللجنة لا تتدخل في عمل المحكمين.. لافتاً إلى أن الفائزون هم أفضل من يروج للجائزة.

مبادرة عالمية
وقال المستشار محمد عبدالسلام، أمين عام جائزة زايد للأخوة الإنسانية: إن الجائزة تعد إحدى المبادرات العالمية التي أعلن عنها بعد توقيع وثيقة الإخوة الإنسانية التاريخية والأولى من نوعها في العالم، والتي قدمتها الإمارات للعالم أجمع، وهي جائزة مستقلة تحظى برعاية خاصة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وشيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان.
ولفت إلى أن وثيقة الإخوة الإنسانية التي انطلقت من هنا من أرض التسامح والإخاء إلى العالم، أصبحت منصة للحراك العالمي ونموذجاً جاذباً وملهماً لكثير من دول العالم، وبفضل إخلاص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، تحوّلت هذه الوثيقة إلى مبادرات ومشاريع لم تتوقف عند كونها حدثاً عالمياً بارزاً بل يوماً بعد يوم يصدر عنها مشاريع ومبادرات عالمية منها جائزة زايد للإخوة الإنسانية.
وأشار إلى أن الجائزة وقيمتها مليون دولار، تختلف عن غيرها من الجوائز العالمية المعروفة بما تمتلكه من مصادر قوة وتاريخ عريق وتستند إلى مئات السنين وإلى أهم شخصيتين دينيتين في العالم وهما الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب والبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والوثيقة في حد ذاتها تقدم إلهامات جديدة من خلال الاسم الذي تحمله وهو القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي استطاع أن يجعل من أثره وقيمه وأخلاقه ومبادراته حالة إيجابية في كل بقاع العالم، بما زرعه من خير في نفوس أبنائه وشعبه وبما زرعه من خير ومشاريع خيرية في دول العالم والتي وسعت كل الأعراق والأديان.

منظمة إنسانية
من جانبه، قال ماريو جيرو من جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية، الفائزة بالجائزة لعام 2023 وهي منظمة إنسانية مقرها العاصمة الإيطالية روما، إن جائزة الشيخ زايد للأخوة الإنسانية تأتي في هذا العالم الذي يعيش حالة من الصراعات والنزاعات لتغيير قواعد اللعبة وتنبيه الناس إلى إمكانية السلام والتعايش السلمي فيما بينهم بعيدا عن اختلافات الدين أو اللغة أو اللون. 
وتنتشر المنظمة في أكثر من 70 دولة في أوروبا وأفريقيا وأميركا وآسيا، وأسهمت في تسهيل حل النزاعات وإنجاح المفاوضات السلمية وجهود نشر السلام من خلال الدبلوماسية الدينية والحوار الثقافي في العديد من بقاع العالم، من غواتيمالا إلى موزمبيق، بالإضافة إلى جهودها في الخدمة المجتمعية ومد يد العون للاجئين ومساعدتهم على الاندماج الإيجابي في المجتمعات المستضيفةِ لهم من خلال المبادرة التي أطلقتها تحت عنوان «الممرات الإنسانية» والتي تهدف إلى تقديم الدعم إلى أكثر المجتمعات معاناة من الفقر حول العالم. 
وأضاف جيرو: إن لجنة سانت إيجيديو تشرفت بالحصول على هذه الجائزة العالمية والتي تمثل بالنسبة لها مصدر إلهام وتحفيز لما نقوم به، مشيراً إلى أن المنظمة على مدار ثلاثة عقود تعمل في مجال الحوار بين الأديان، إلى جانب العمل في المجال الإنساني من خلال العناية والإنقاذ لصالح اللاجئين السوريين مما جعلها تحظى بمكانة مميزة على المستوى العالمي، إلى جانب العلاقة القوية والمميزة بين المنظمة والإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، ولفت إلى أن «الجائزة ستدعم جهود وأنشطة المنظمة في دعم الحوار بين الأديان إلى جانب أنشطتنا في محاربة الإيدز في أفريقيا»، مثنياً على الدور المهم الذي تلعبه دولة الإمارات على الصعيد العالمي، وأن هذه الجائزة دليل واضح لمساعي الإمارات في دعم السلام والتعايش الإنساني. 

رعاية الشباب
من جانبها، تحدثت شمسة أبوبكر فاضل عن تكريمها بالجائزة وجهودها الإنسانية، وهي معروفة بلقب «ماما شمسة» فهي صانعة سلام وناشطة بارزة في كينيا، وجاء تكريمها بجائزة هذا العام تقديرًا لجهودها في رعاية الشباب وحمايتهم من العنف والإجرام والتطرف في كينيا وذلك من خلال تقديم المشورة والرعاية والفرص التدريبية لهم.. قد قادت شمسة حملات كبيرة وناجحة في قارة أفريقيا بشكل عام وكينيا بشكل خاص لزيادة الوعي بخطر العنف ضد المرأة وأهمية تمكين المرأة والشباب، وقد منحها الرئيس الكيني لقب «القلب الشجاع». 
وقالت شمسة أبوبكر فاضل، إنها تقوم برعاية أكثر من 10 آلاف شخص في منطقة مومباسا في كينيا وتقدم لهم المساعدات بصورة يومية، وتحميهم من الانخراط في الأعمال غير القانونية وأعمال العصابات المنتشرة هناك، مؤكدة أنها تعامل الجميع كأبناء، حتى إن الجميع ينادونها بـ«ماما شمسة». وأكدت أن الجائزة ستعطيها دفعة كبيرة لإنشاء مؤسسة خاصة لإيواء الأطفال والمشردين وبناء فصول تعليمية وتدريبية تساعدهم في اكتساب المهارات والعمل، وذلك بمساعدة الجامعات والمعاهد الموجودة في المنطقة. وبينت أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أنشأ في منطقتها مدارس ابتدائية عدة وثانوية وعيادات صحية وله العديد من المشاريع الخيرية في كينيا بشكل عام، وأعربت شمسة عن سعادتها بهذا التكريم والتقدير الذي تحصلت عليه من دولة الإمارات التي لها بصمات واضحة في كينيا، وأعربت عن دهشتها قائلة: لم أكن أعلم كيف تم اختياري وسعيدة بذلك عندما أبلغوني.. لأن هناك من شعر بما نقدمه.

إنقاذ الأطفال
وتابعت شمسة أبوبكر فاضل، التي كانت تستقبل الناس في بيتها: «رغم أني كنت لا أملك المال الكافي، لإيواء الأطفال لكن كنت أشعر بأهمية إنقاذ الأطفال، حيث اكتشفت وجود أكثر من 200 عصابة معظمهم أطفال من سن 9 سنوات إلى 17 سنة، يشكلون عصابات ويرتكبون الجرائم.. وتشرد أطفال كثر وتم وقتل 7 أطفال»، ولفتت إلى أن نقطة التحول كانت عندما مات طفل عنده 9 سنوات، و«عندما كنت أعزي أمه حمدت الله أنه مات ولن تقلق عليه مرة أخرى.. وعلمت أنه ضمن مجموعة أطفال».
وتضيف أنها ذهبت للمفوض فعرفت منه أن هناك 124 طفلاً يتوجب إعدامهم لارتكابهم جرائم بشعة، وأنها ترجته بعدم تنفيذ ذلك.. و«ركبت باصاً 9 ساعات للوصول إلى وزارة الداخلية وطلبت منهم مهلة وأعطوني المهلة، وبدأت حملتي من خلال 4 أطفال وتوجهنا لمركز الشرطة وتناولنا الغداء مع بعض الضباط والتقطنا الصور، وقمت بعد ذلك بنشرها على مواقع التواصل، كان هناك خوف من الشرطة من قبل الأطفال بالشوارع، وعندما رأوا الصور وجلوس الشرطة والأطفال من زملائهم وعودتهم لمنازلهم.. جاؤوا من أجل العودة للحياة الطبيعية والتوقف عن الجريمة».
ووصل عدد الأطفال حالياً إلى 10 آلاف طفل، وتجاوبت بعض المؤسسات وقدمت جامعة كينية تعهدت بتأهيل 600 وحدث بالفعل وهناك دورة مهنية لتخريج حرفيين واستفاد منها 100 طفل..

دار زايد للأيتام
قالت شمسة أبوبكر فاضل: أحرص على دمج الأطفال مرة أخرى في المجتمع وإعادتهم إلى أسرهم.. وكنت أتمنى إطلاق مؤسسة للحفاظ على الأطفال والشباب وخاصة أن لكل مجموعة قائداً وتم تنفيذ عدد من الأمور الإيجابية، وهذه الجائزة ستساعدني كثيراً في تنفيذ ما أحلم به، وعندما أعود إلى مومباسا سأعمل على تشكيل 100 مجموعة من الشباب لإحداث تغيير في حياتهم.. خاصة أن كل قائد لديه مجموعة من الشباب والأطفال. 
وأضافت: إنها ألحقت عدداً من الأطفال في دار زايد للأيتام في مومباسا كما ألحقت عدداً منهم بالمدرسة حيث توجد دار أيتام ومدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية ومشغل ومستشفى.. وتبدأ يومها كأي سيدة والكل ينادونها بـ«ماما شمسة» وكرمها الرئيس الكيني ولقبها بالشجاعة، تقديراً لدورها وإسهامها في خفض الجريمة بنسبة 45 بالمئة.. وأنها لا تميز بين الأطفال بحكم معتقدهم كلهم عندها سواء.. ولديها 8 أطفال مسيحيون بمنزلها.

تكريم الفائزين
من المقرر أن يكرم الفائزان خلال حفل الجائزة المقرر تنظيمه اليوم «السبت» الـ4 من فبراير في أبوظبي، بالتزامن مع اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، الذي تم اعتماده من منظمة الأمم المتحدة.. وتضم أعضاء لجنة التحكيم 2023، ميغيل أنخيل موراتينوس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المفوض السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، وإبسي كامبل بار، نائب سابق لرئيس جمهورية كوستاريكا، ونيافة الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي، عميد مجمع تبشير الشعوب في الكرسي الرسولي، وكايلاش ساتيارثي، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2014 والناشط في مجال حقوق الطفل، والدكتورة وداد بوشماوي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لعام 2015، والمستشار محمد عبد السلام، أمين عام جائزة زايد للأخوة الإنسانية الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©