سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، عن خدمة تقييم ممارسي المهن الصحية من الأطباء باختلاف التخصصات وممارسي المهن الصحية المساندة، بتقنية «ميتافيرس» لأول مرة على مستوى الدولة، مشيرة إلى انه سيبدأ التطبيق التدريجي الأسبوع المقبل.
وتعتمد التقنية التي ستطبق حالياً على الأطباء من الاستشاريين والأخصائيين، على الواقع الرقمي والتفاعلي في خدمات الرعاية الصحية، من خلال تعزيز الدمج بين العالم الواقعي والافتراضي والرقمي، وذلك في إطار جهود دولة الإمارات لتعزيز استقطاب واستبقاء المواهب في القطاعات الاستراتيجية وترسيخ مكانة الدولة كوجهة مفضلة للمواهب العالمية.
وكشفت الوزارة على لسان الدكتور أمين الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنظيم الصحي في مؤتمر صحفي أمس، على هامش مؤتمر ومعرض الصحة العربي بدبي، عن أحدث تقنية مبتكرة للتصوير الطبي الحراري، في إطار تمكين مقدمي الرعاية الصحية من استخدام وتوظيف أحدث الابتكارات.
وأشارت الوزارة، إلى أن الإمارات ستكون ثاني دولة بالعالم توفرها، وسيتم إتاحتها في الدولة بعد الانتهاء من الدراسات الاكلينيكية مع الشركة المصنعة، وتعتمد هذه التقنية على كاميرا حرارية لمساعدة المرضى المصابين بارتفاع السكر في الدم، حيث تمكن الطب من اكتشاف الجروح وعدم تدفق الدم قبل حدوثه بنحو 15 يوماً.
وتكشف هذه التقنية الخلايا الميتة والالتهابات أثناء العمليات الجراحية ومعالجة الأمر أثناء العملية، وهذه التقنية تتنبأ بجراحات البتر المحتملة لمرضى السكري
كما أعلنت الوزارة، عن خدمة توفير المواصفات الافتراضية لإنشاء المرافق الطبية، باستخدام الميتافيرس، لتسهيل وتشجيع الاستثمار في القطاع الصحي بالدولة.
وقام الدكتور أمين الأميري، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنظيم الصحي، وأحمد الدشتي وكيل الوزارة المساعدة للخدمات المساندة، بإطلاق الخدمتين الجديتين بجناح «صحة الإمارات» بمعرض الصحة العربي بدبي.
التقييم المهني
وتستهدف الوزارة من خلال خدمة تقييم ممارسي المهن الصحية من الأطباء باختلاف التخصصات وممارسي المهن الصحية المساندة عن بُعد على منصة ميتافيرس ثلاثية الأبعاد، تسهيل الإجراءات مع ضمان مأمونية البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تجربة تفاعلية
كما يتيح استخدام هذه التقنية مراقبة حركة العينين وتحليل تعابير الوجه لضمان سلامة الإجراءات، وتسمح المنصة ثلاثية الأبعاد التي تحاكي قاعة التقييم الواقعية بوضوح الأدوار، إذ يتم توفير منصة خاصة للجنة التحكيم، ومنصة خاصة للمراقبين ومنصة للمتقدم للامتحان، يمكن للمتقدم عرض أي وثائق خلال التقييم مع ضمان سرية ومأمونية كافة البيانات والتسجيلات المتعلقة بالتقييم.
كما تقدم هذه التقنية حلاً مناسباً لأصحاب الهمم وغير القادرين على التنقل جسدياً من منازلهم إلى أحد مباني الوزارة وإنهاء معاملاتهم بكل سلاسة، ولأي شخص من خارج الدولة.
وبالنسبة لتقنية التصوير الحراري، فمن أهم مزايا هذه التقنية، مراقبة التهاب القدم السكرية وتعزيز القدرة على التشخيص المبكر، ومراقبة موضع الجراحة والتشخيص المبكر لخطر التعرض للالتهاب في مكان الجراحة،وغيرها.
وأكد الدكتور أمين حسين الأميري، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنظيم الصحي، أن الوزارة حريصة على الارتقاء بتجربة المتعاملين عبر الاستفادة من أحدث التقنيات المتطورة، ولا شك أن تقنيات الواقع الافتراضي ستلعب دوراً أكثر أهمية في مستقبل الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة خصوصاً في ظل تطور البنية التحتية الرقمية المتقدمة والتي تعد من الأفضل حول العالم.
وأشار إلى أن «ميتافيرس» تقدم تجارب حسية في شبكة متكاملة من العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد في صيغة رقمية.
استقطاب التقنيات
فيما يتعلق بتقنية التصوير الحراري، أكد الأميري، حرص الوزارة على استقطاب وترخيص وتسجيل المنتجات الطبية المبتكرة المتطورة، التي تدعم وتسهّل عمل مقدمي الرعاية الصحية لتشخيص الأمراض وتحسين التجربة العلاجية للمرضى، وذلك من خلال تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في المعدات والتجهيزات الطبية، بما يسهم في تعزيز تنافسية الدولة من خلال تعزيز البيئة التنظيمية والاستثمارية في المجال الصحي بما يواكب أفضل الممارسات العالمية. وذكر أن دعم تقنية التصوير الحراري في استخدامات التصوير الطبية يأتي في إطار استراتيجية الوزارة لتعزيز جودة الخدمات الصحية، مشيراً إلى أن الوزارة والجهات الصحية المحلية والقطاع الخاص هي من الجهات النشطة والرائدة في مجال استقطاب الخدمات الصحية والعلاجية القائمة على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة لإسعاد المتعاملين وتعزيز جودة الحياة في الدولة، والوصول لمستقبل صحي أفضل. وأشار إلى أن تقنية الميتافيرس في إجراء المقابلات الشخصية للأطباء ستتابع حركة العينين وتقوم بقراءة الوجه لمنع التلاعب أو الغش أثناء إجراء المقابلة. وعن توفير خدمة المواصفات الافتراضية لإنشاء المرافق الطبية، أجاب الأميري: «هي تقنية ثلاثية الأبعاد تتيح للمستثمر معرفة ما يجب عليه توفير من أجهزة ومعدات طبية وأمور إنشائية في كل جزء ومكان في المرفق الطبي، ابتداء من المنطقة المحيطة بالمرفق والمخل وانتهاء بكل الغرف والأماكن الداخلية».