هالة الخياط (أبوظبي)
أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن ريع الدورة الـ12 من معرض «عطايا» الذي ستنطلق فعالياته في السادس من فبراير الجاري، سيذهب لإنشاء صندوق مستدام باسم «نهر الحياة» لعلاج الأطفال ممن يعانون أمراضاً مستعصية وتتطلب أوضاعهم الصحية تدخلات جراحية دقيقة. وأكدت حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان مساعد سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية رئيسة اللجنة العليا لمشروع عطايا، أن «عطايا»، أصبح علامة فارقة في مجال المبادرات الإنسانية والتنموية التي تتبناها دولة الإمارات، للحد من حجم المعاناة البشرية التي تلقي بظلالها وتداعياتها على العديد من الشعوب.
وقالت سموها في كلمتها خلال مؤتمر صحفي، ألقاها حمود عبدالله الجنيبي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي: إن «عطايا» ساهم خلال السنوات الماضية في ابتكار حلول جذرية للعديد من القضايا الإنسانية المهمة في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية، ونفذ في هذا الصدد مشاريع حيوية في 15 دولة حول العالم، لذلك كان لا بد من المضي قدماً في هذا التوجه، وتحقيق المزيد من المكتسبات الإنسانية، واتباع رؤية القيادة الرشيدة في الاستدامة في العطاء في المجال الإنساني.
وأضافت سموها: في هذا الصدد يطلق «عطايا» هذا العام مبادرة نوعية جديدة ورائدة، تتمثل في إنشاء صندوق مستدام باسم «نهر الحياة» يخصص ريعه لعلاج الأطفال الذين يعانون من أمراض مستعصية في العديد من الدول، خاصة الذين تتطلب أوضاعهم الصحية تدخلات جراحية دقيقة، وستوجه إيرادات المعرض هذا العام لتأسيس هذا الصندوق الذي يستقبل تبرعات المانحين على مدار العام.
وستقام الدورة الـ 12 لمعرض «عطايا»، التي ستقام في الفترة من السادس وحتى العاشر من فبراير، بمشاركة 100 عارض من داخل الدولة وخارجها، إلى جانب استضافة عدد من المؤسسات والمنظمات الإنسانية العالمية رفيعة المستوى، التي تعمل في مجال تمكين النساء بصفة خاصة.
وأكدت سموها، أن انطلاقة هذا الصندوق تمثل أملاً جديداً للكثير من الأطفال، لاستعادة عافيتهم وإنقاذ حياتهم وتغيير مسار مستقبلهم.
وأضافت سموها: «إذا نظرنا لواقع الأطفال الصحي اليوم نجد أن آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن العالم يفقد سنويا 5 ملايين طفل قبل عمر الخامسة، ومليوني طفل فوق عمر الخامسة، وتعتبر أمراض الأطفال حديثي الولادة التي تستدعي جراحات دقيقة وعاجلة من أهم الأسباب لهذه الوفيات، والتي كان يمكن تجنبها لو توفرت لهم رعاية صحية جيدة».
وأشارت سموها إلى أنه قد تم وضع آلية لتوسيع مظلة المستفيدين من«صندوق نهر الحياة» في العديد من الدول، حيث سيتم نقل الأطفال الذين لا تتوفر لهم الرعاية الصحية داخل بلادهم للعلاج في دول أخرى، والذين تتوفر داخل دولهم خدمات الرعاية الصحية التي يحتاجونها سيتكفل الصندوق بعلاجهم داخل دولهم، وسيساهم الصندوق أيضاً في إقامة شراكات إنسانية مع بعض المستشفيات المتخصصة في علاج الأطفال في عدد من الدول، وتكوين شبكة من العلاقات المتميزة مع الكوادر والفرق الطبية المتطوعة وإشراكهم في صنع مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال.
وقالت سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان في ختام كلمتها: إننا نتطلع إلى أن يحقق «عطايا» أهدافه هذا العام كما حققها في الأعوام السابقة وذلك من خلال تجاوب جميع قطاعات المجتمع مع مبادرة «صندوق نهر الحياة»، وأعربت عن شكرها للرعاة الاستراتيجيين للمعرض، ديوان شؤون الرئاسة وديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ومصرف أبوظبي الإسلامي.
دروب الأمل في كل مكان
خلال المؤتمر الصحفي، أكد الفنان حسين الجسمي السفير المفوض فوق العادة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي للعمل الإنساني، وسفير مشروع عطايا، أن «مبادرة عطايا الإنسانية تحمل بين طياتها وفكرتها العديد من دروب الأمل نحو خدمة الإنسانية والبشريَّة في كلِّ مكان في هذا العالم». وتوجه بالشكر لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وسمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان مساعد سمو رئيس الهيئة للشّؤون النسائية رئيس لجنة عطايا الْعُليا على ما بذلُوه من جهد بنَّاء لدعم هذه المشاريع الإنسانية التي ورثناها من مؤسس العمل الإنساني بدولتنا الغالية «الإمارات» المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيَّب الله ثراه».
وأضاف: «على مدار سنوات تشرفت بأن أمثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي كسفير مفوض فوق العادة للعمل الإنساني، في مجموعة أعمال وزيارات إنسانية ميدانية رسخت النهج الإنساني في مسيرتي وتركت أثراً كبيراً وفخراً لمنهاج وطني ومساهمته وحرصه على تخفيف معاناة العديد من شعوب العالم ونشر السعادة بين الأفراد باختلاف العرق والدِّين والمذهب والموقع الجغرافي». وتابع الجسمي: هذا ما جعلني أفتخر بأن أكون سفيراً مفوضاً لعطايا منذ انطلاقته، وأن أكون اليوم أيضاً أحد المساندين والمبشرين بأهداف «صندوق نهر الحياة» والذي سيوفر الرعاية الطبية للأطفال المحرومين في العديد من الدول وتخفيف معاناتهم الصحية»، داعياً الجميع إلى دعمه ومساندته لتحقيق أهدافه النبيلة، ونشر مظلته على أحبائنا الأطفال الذين هم في أمس الحاجة لمن يأخذ بأيديهم، ويستشرفون مستقبلهم بالأمل والسعادة والإيجابية.