السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«ملتقى الاستمطار»: جهود إماراتية كبيرة لمواجهة ندرة المياه

خلال فعاليات الملتقى (من المصدر)
27 يناير 2023 01:29

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

اختتمت أمس أعمال الملتقى الدولي السادس للاستمطار، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، وبتنظيم من المركز الوطني للأرصاد من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، في فندق كونراد أبوظبي بأبراج الاتحاد.
وناقش الملتقى الذي يعد الحدث الأول من نوعه في معالجة القضايا الرئيسة الأكثر إلحاحاً في مجال المياه والاستدامة المائية على مستوى العالم، على مدى ثلاثة أيام خلال الفترة من 24 وحتى 26 يناير 2023، أبرز التطورات العلمية والتكنولوجية في مجال علوم وتقنيات الاستمطار وتطبيقاته. 
وشهد الملتقى مشاركة وحضور أكثر من 500 عالم وباحث ومتخصص في مجال تعديل الطقس وعلوم الاستمطار، ما يؤكد مكانته كمنصة عالمية تجمع في دولة الإمارات أبرز المتخصصين والباحثين وصانعي القرار في مجالات الأمن المائي والاستدامة المائية. 
وأجمع المشاركون على دور الإمارات المتنامي والواضح في السعي نحو مواجهة ندرة المياه، ودعمها للباحثين والمتخصصين، وأن المؤتمر الدولي للاستمطار يعد المنصة الفريدة من نوعها المتخصصة عالمياً في مجال بحوث الاستمطار، من أجل رفاهية الإنسانية والعمل علي استدامة المياه. 
وفي تعليقه على اختتام فعاليات الملتقى، قال الدكتور عبدالله المندوس، مدير عام المركز الوطني للأرصاد، رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: «تميزت هذه النسخة من الملتقى بتزامنها مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون العام 2023 «عام الاستدامة» في ظل استعدادات الدولة لاستضافة «كوب 28»، لقد استطعنا من خلال الملتقى أن نعزز روابط التعاون الإقليمي والعالمي في مجال الاستمطار، واستشراف تقنيات جديدة تساهم في دعم وتطوير عمليات الاستمطار، والتي كان للبحث العلمي المرتبط بمنحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار دور كبير في نجاحها وتطبيقها وهو ما ساهم في خلق حلول مبتكرة ساهمت في تعزيز الأمن المائي العالمي». 
وأضاف المندوس: «ساهم الملتقى منذ انطلاقته في صياغة مستقبل علوم الاستمطار وأدواته، وترجمة الجهود العلمية التي تسعى لتعزيز كميات هطول الأمطار حول العالم، عبر مناقشة أدوات الانتقال إلى التطبيق الفعلي للنظريات والأبحاث المتعلقة بعلوم الاستمطار كمورد مستدام للمياه النظيفة، ما يساهم في الحد من تداعيات التغير المناخي، ويدعم تحديات الاستدامة المائية».

أوراق نقاشية 
وقدم الشباب الباحثون المشاركون في الجلسة من دولة الإمارات، والولايات المتحدة، وروسيا، وجنوب أفريقيا، أوراقاً نقاشية حول أبرز ما توصلت إليه أبحاثهم العلمية في مجال تعديل الطقس وعلوم الاستمطار، حيث طرح أحمد الكمالي، منفذ عمليات الاستمطار في المركز الوطني للأرصاد بدولة الإمارات ورقة نقاشية تناول خلالها القياسات الكهربائية للضباب في دولة الإمارات، فيما سلطت نور الشامسي اختصاصي تنبؤ بالطقس في المركز في ورقتها النقاشية الضوء على برنامج الإمارات لاستمطار «السحب: التقييم الإحصائي والمادي».

الأجيال المستقبلية
من جانبها، أوضحت علياء المزروعي مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: «في ظل التطور الكبير في علوم الاستمطار وتقنياته التي أثبتت كفاءة عالية في دعم الاستدامة المائية حول العالم، نعمل في البرنامج على بناء قدرات الأجيال المستقبلية من الطلبة والباحثين الشباب في مجالات تعديل الطقس وتمكينهم من الانتقال بأفكارهم الخلاقة إلى واقع البحث والتطبيق للمساهمة بتعزيز الأمن المائي».
وأضافت: «إن المشاركة الواسعة في الملتقى أضفت مزيداً من الزخم العملي على نتائج البحوث الحاصلة على منحة البرنامج، وساهمت في دعم بيانات علوم وتقنيات الاستمطار الجديدة، ونحن على ثقة بأن الدورة الخامسة من منحة البرنامج ستشهد استقبال مجموعة فريدة من المشاريع البحثية المبتكرة التي ستعزز توجهاتها في تطوير مجالات تحسين فرص تكون السحب وتعزيز هطول الأمطار».

شح المياه
ومن جانبه، أشاد الدكتور أيمن غلام رئيس المركز الوطني للأرصاد بالمملكة العربية السعودية بتنظيم المؤتمر، مقدماً الشكر لدولة الإمارات على هذا العمل الذي من شأنه خدمة المنطقة، إذ أن الاستمطار فرصة المنطقة لمواجهة ندرة المياه، خاصة أن منطقة الخليج تعاني من شح المياه مع الأخذ في الاعتبار زيادة عدد السكان، وقال إن مشاركتنا ممثلين عن المملكة العربية في هذا المجال مهمة، للتعرف على آخر المستجدات، وتم طرح رؤية المملكة، وإلقاء الضوء على مبادرة السعودية الخضراء، رؤية المملكة ترمي إلى تحويل الطموح إلى واقع من خلال تعزيز العمل المشترك لمواجهة التحديات المناخية التي تطال العالم بأسره، وتهدف مبادرة السعودية الخضراء إلى زراعة (10) مليار شجرة في أنحاء المملكة خلال العقود القادمة، ورفع نسبة المناطق المحمية إلى (30%) من إجمالي مناطق المملكة، بالإضافة إلى تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار (278) مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م.
ومن جانبه، أكد أيمن البار المدير التنفيذي للبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب بالمملكة العربية السعودية، تهنئته للإمارات على استضافتها ونجاح هذا الملتقى المهم ليس على المستوى الإقليمي بل على المستوى العالمي، وأن أغلب الأبحاث التي تم تناولها تهم كافة خبراء الاستمطار والعمليات المنفذة والتقنيات الحديثة في هذا المجال، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال الاستمطار، باعتباره أحد الحلول الواعدة في مجال تحقيق الأمن المائي. 

استقبال مقترحات الأبحاث 
يذكر أن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، قد أعلن عن فتح باب استقبال مقترحات الأبحاث ضمن الدورة الخامسة من منحة البرنامج، التي توفر للمشاريع المختارة منحة مالية تقدر بحوالي 1.5 مليون دولار أميركي. ويتطلع البرنامج في دورته الخامسة إلى استقطاب أبرز المشاريع البحثية ضمن مجالين رئيسيين هما: تحسين فرص تكون السحب، وتعزيز هطول الأمطار، حيث يستمر باب استقبال مقترحات المشاريع البحثية ضمن الدورة الخامسة من منحة البرنامج، حتى 9 مارس 2023، في حين يتوجب تقديم العروض الأولية في موعد أقصاه 16 مارس 2023، كما سيتم إبلاغ أصحاب المشاريع المدعوين لتقديم مقترحات كاملة في 26 مايو 2023، وسيطلب منهم إرسال العروض الكاملة في موعد أقصاه 24 أغسطس 2023، وتتم عملية اختيار جميع المشاريع الفائزة من خلال إجراءات مراجعة شاملة على مرحلتين، وسيتم الإعلان عن الفائزين في شهر يناير من العام 2024.

توفير الدعم
قال البروفيسور بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، نحن ممتنون لتمويل حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لهذا النشاط المهم، ودعم الباحثين وتوفير الدعم اللازم، وكما هو معلوم فإن تأثير تغير المناخ واضح للغاية وقد رأينا تغيرات في أنماط هطول الأمطار العالمية وكذلك أنماط التبخر وهذا يمثل تهديدًا لتوافر الموارد المائية للبشر للزراعة والصناعة والأغراض المختلفة.. هذا يعني أنه يجب علينا زيادة كمية المطر عن طريق حقن مواد كيميائية في الغيوم على سبيل المثال. هذه وسيلة مثيرة للاهتمام للغاية للتصدي لهذا التحدي الناجم عن تغير المناخ، ولذا إن هذا المؤتمر فعال للغاية في هذا المجال.

بناء القدرات
شهد اليوم الختامي جلسة حملت عنوان «بناء القدرات في برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار»، جرى خلالها استعراض ما تقوم به مؤسسات ومبادرات التعليم العالي حول العالم لتمكين الجيل القادم من الطلبة في قطاع الأرصاد الجوية وتطويره. واستضافت الجلسة مجموعة مميزة من المتحدثين بما في ذلك المهندس محمد الواحدي، رئيس مجلس شباب أهداف التنمية المستدامة التابع للهيئة الاتحادية للشباب، ومهندس الهندسة الزلزالية في المركز الوطني للأرصاد. 

الجلسة الأخيرة 
وقدمت الجلسة الأخيرة ضمن الملتقى نظرة مستقبلية في الفجوات البحثية الحالية والحلول المستهدفة في بحوث الاستمطار، بمشاركة كل الحضور من الخبراء والمختصين في مجالات علوم الغلاف الجوي والهيدرولوجيا، والأرصاد الجوية وتعديل الطقس، حيث تمت مناقشة وتحديد المسارات والاتجاهات المستقبلية للمضي قدماً في تطوير تقنيات علوم الاستمطار، واستعراض تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومبادراتها وبرامجها بشأن عمليات الاستمطار على مستوى العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©