هدى إبراهيم الخميس*
«اليوم للغد»، أيُّ شعارٍ ملهم هو هذا الشعار الذي سيترك لأجيال الوطن القادمة القدوة في ترشيد موارد أرضهم وبلادهم!، والذي سيرشدنا إلى أفضل آليات العمل الحكومي والمجتمعي يداً واحدةً، كما سينير لنا سُبل الوصول إلى الاستدامة منهجاً لحياتنا وأساساً لاستمرارية عطائنا وعملنا في جميع المجالات، بعدما اعتمده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، شعاراً لعامنا هذا!، بل أية رؤية مستقبلية عظيمة تقودنا بتوجيهات سموّه نحو ريادة التطوّر والازدهار، بإعلانه العام 2023 عاماً للاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة!
ويأتي الشعار معبراً عن كثير من الأصالة والحداثة، والوفاء لتاريخ عريق تميزت به الإمارات في مجال العمل على التنمية والاستدامة حفاظاً على الثروات والموارد الوطنية والمكتسبات للأجيال القادمة، كما تكمن أهمية الشعار في إعلانه مطلع الخمسينية الثانية من عمر الدولة، وبالتزامن مع التحضيرات لانعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ في دورته الثامنة والعشرين COP28 «مؤتمر الإمارات للمناخ» في مدينة إكسبو دبي نوفمبر القادم، مع ما تعنيه هذه المحطة التاريخية من تفعيل المبادرات الوطنية الجادة في سبيل تمكين الاستدامة وركيزتها الأولى المتمثلة في الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة والاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، وفي مقدمة هذه المبادرات الوطنية «المبادرة الإستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050» والتي تؤكد التزام الدولة بتعزيز حماية البيئة والتقدم الاقتصادي، وترسيخ مكانتها وجهةً مثاليةً للعيش والعمل وإنشاء مجتمعات مزدهرة.
يبدو جلياً ارتباط شعار عام الاستدامة «اليوم للغد» بالإرث العريق لآبائنا المؤسسين في إيلاء قضايا الاستدامة الأولوية الكبرى، والنموذج الريادي الذي مثّلته سيرة المغفور له الشيخ زايد، قائداً رؤيوياً ترك لنا إرثاً لا يُنسى، وبصمات مشهودة في العمل البيئي والمناخي، لنسير على نهجه، محافظين على خيرات بلادنا ومستقبلها، وهنا لا بدّ من ذكر جائزة الشيخ زايد للاستدامة التي تكرّم الجهات التي تقدم حلولاً مستدامة تمتلك مقومات الابتكار والتأثير والأفكار المبدعة في قطاعات الصحة والغذاء والمياه والطاقة.
نؤكد أهمية عملنا معاً لتحفيز جهود الحفاظ على المناخ وحماية البيئة والاستخدام الأمثل للموارد، وهو ما ركّز عليه أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، تحت شعار «معاً لتعزيز العمل المناخي»، جامعاً قادة الدول والحكومات، وصناع السياسات، والخبراء، والمستثمرين، ورواد الأعمال والشباب من مختلف أنحاء العالم، في سلسلة من الحوارات البناءة إسهاماً في تحقيق الحياد المناخي في المستقبل.
وإننا في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، نولي الوعي بأهمية الاستدامة أولوية قصوى، من خلال الفنون والموسيقى، فاليوم، وبإنتاج من مهرجان أبوظبي، تجول أوبرا «عدن» للميتزو سوبرانو الأشهر جويس دي دوناتو، العالم من لندن إلى نيويورك وقريباً إلى أبوظبي، حاملةً رسالة الوعي البيئي إلى الإنسانية، كما نقدّم الجوائز التقديرية للشباب لابتكار حلول بيئية، ومنها جائزة التصميم المستدام بالتعاون مع «توتال للطاقات»، بهدف تحفيز الإبداع الإماراتي الملتزم بحماية البيئة.
وإننا على عهد الاستدامة باقون، يومنا للغد نماء، ولنا إرادة التطور وتوقُ الريادة.
............................
*مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي