الشارقة (وام)
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أن العمل جارٍ لإنجاز مشروعات «قيّمة» في المنطقة الوسطى ستوفر العديد من الوظائف للمواطنين، وأعلن سموه عن توظيف 50 مهندساً ومهندسة من المنطقة للعمل في مشاريع هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، وكذلك 50 شخصاً من ذوي الإعاقة في الإمارة و21 متخصصاً ومتخصصة في اللغة العربية لتدقيق مراسلات وقرارات الدوائر الحكومية، موجهاً سموه رسالة للأندية الرياضية في الإمارة أقرن فيها زيادة الموازنة بشرط توطين اللاعبين، محذراً إياها من محاسبات أخرى ستلاحق المتقاعسين.
وقال سموه: «المنطقة الوسطى ليست منسية، وإنما العمل يجري تباعاً، فنحن الآن لدينا الكثير من المهندسين في المنطقة الوسطى، وبصفة خاصة من السيدات، فنسبتهن مرتفعة، كما سينضم إلى العمل في مشروعات البطائح والذيد 50 مهندساً ومهندسة من المنطقة الوسطى للعمل في توصيل الغاز ومحطاته ومشاريع أخرى تابعة لهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، ونحن نقول للكهرباء (لا تضع تحفظات على بناتنا)، فبناتنا الآن مستعدات لارتداء الخوذة على رؤوسهن والعمل باجتهاد، وسيتم الاتصال بالـ 50 مهندساً ومهندسة خلال هذه الفترة وإذا لا يكفي هذا العدد سيتم ضم مهندسين ومهندسات من المنطقة الشرقية».
وأضاف سموه: «الإحصاءات الحديثة كشفت لنا عن وجود 50 شخصاً من ذوي الإعاقة بحاجة إلى التوظيف، وبناءً على ذلك سيتم تهيئتهم من خلال دورات تدريبية للقيام بأعمال تتناسب مع إعاقة كل فرد منهم، وذلك بعد إجراء الفحص والتعاقد على الوظيفة الملائمة، فنحن الآن نبحث في الأوراق القديمة، ونستخرج منها جميع البيانات التي أظهرت لنا كذلك وجود 21 متخصصاً ومتخصصة باللغة العربية، وكما يعلم الجميع أننا نمجّد اللغة العربية ونعمل ونجتهد للرفع من شأنها، فلابد وأن نكرم أهلها حيث سيتم توظيف 21 من الرجال والنساء في الدوائر الحكومية بالإمارة، وسيتم إلحاقهم بدورة سينظمها لهم مجمع اللغة العربية في الشارقة».
وتابع سموه: «المراسلات التي تأتيني تحتاج إلى تصحيح ولا أستطيع تصحيحها كلها لأنني إذا قمت بذلك، فستعود الورقة إليهم سوداء اللون من كثرة التصحيح، فأحياناً أضع لهم ملاحظات وأحياناً أخرى علامة استفهام وأحياناً شرطة» - «وأحياناً أصحح اللغة وكأننا في عالم آخر غير العالم العربي لذلك سننظم دورة في مجمع اللغة العربية في الشارقة لهؤلاء البنات خريجات اللغة العربية في بداية توظيفهن وليس قبل التوظيف، فلابد أن تكون جميع المراسلات والقرارات الصادرة من الدوائر الحكومية مدققة من متخصصين في اللغة العربية قبل صدروها». وقال سموه: «لدينا مشروع كبير وهو بحيرة الذيد التي يبلغ طولها 2 كيلو و300 متر وعرضها 200 متر وعمقها 3 أمتار ويعترضها في الوسط جسر الذيد ليمنحها منظراً جمالياً وعلى مدخلها من الناحية الغربية حي تل الزعفران والحي الآخر المقابل هو جبل عمر، وستحتوي البحيرة على 420 مليون جالون من المياه ولن توفّر هذه البحيرة للشارقة مخزوناً من المياه فقط، بل إنها ستعمل كذلك على تلطيف الجو وتقليل درجة الحرارة في مدينة الذيد، حيث تصل درجة الحرارة في الذيد خلال فصل الصيف إلى 50 درجة مئوية في حين تكون الرطوبة (صفر)، بينما الآن بهذه البحيرة ستصبح المنطقة رطبة وستنخفض درجة الحرارة في المدينة وتزيد رطوبتها، مع العلم بأن عملية التبخر تستهلك يومياً 300 ألف جالون بتكلفة 3000 درهم، ولكننا بهذا المبلغ نحفظ الكثير من المبالغ التي يتم إنفاقها في استهلاك الكهرباء لتشغيل المكيفات».
وظائف
عن توفير الوظائف وتصحيح الكفاءات، قال سموه: «جميع المشروعات الموجودة الآن في المنطقة الوسطى (قيّمة جداً) وجميعها تحتاج إلى مهندسين وفنيين وغيرها من الوظائف، لذلك سيتم تدريبهم من الآن فبعد التعليم والتدريب لابد وأن يحصلوا على مكانتهم التي تليق بهم في المجتمع ونحن نواصل عملية الإحلال وكذلك تصحيح الكفاءات الموجودة ولا داعي لتخوف الموظفين من موضوع تقييم الكفاءات، فعلى سبيل المثال مسألة (الترقيات) ستتم من خلال لجنة خارجية لا علاقة لها بمدير الدائرة وستدرس اللجنة إنتاجية الدائرة والعوائق التي تواجهها لنتدخل نحن شخصياً ونُحسن استغلال فرص التحسين حتى تبلغ كفاءة عمل الدائر 100%، علماً بأن هذا الأمر يستهلك الكثير من الجهد».
وقال سموه: «بالنسبة للأندية، كما نلاحظ لدينا نادٍ في منطقة المدام وآخر في مليحة، وكذلك في البطائح والذيد وخورفكان وكلباء، وسيصبح كذلك في وادي الحلو، كما أنه جارٍ العمل على تطوير ناديي دبا والذيد، مع العلم بأن تكلفة النادي الواحد تبلغ نحو 50 مليون درهم، بما يضم من مرافق وطرق، وبالرغم من أن الأندية قدّمت طلباً لزيادة موازنتها في موعد متأخر لم يمكّنها من إدخاله في النظام، إلا أننا وافقنا على الأخذ من الاحتياطي، حيث إنه لا يمكن الأخذ من الاحتياطي إلا بأمر من الحاكم شخصياً، وذلك لدواعي الضبط والخصوصية».
الأندية
وأضاف سموه: «الآن بعد أن قمنا بعمل إحلال في الدوائر الحكومية والشرطة، لماذا لا نتخذ نفس الإجراء في الأندية، فعندما أنفقنا كل هذه الأموال على الأندية لم يكن هدفنا جلب اللاعبين الأجانب، بل إن هدفنا بالدرجة الأولى هو إشغال أبنائي بالرياضة في هذه الأندية، فكما يقال (العقل السليم في الجسم السليم)، ولكن ما حدث في هذه الأندية عكس ما ننشده حيث كشفت لنا الإحصائيات عن أن أبنائي خارج أنديتهم، علماً بأن كل شاب فيهم هو ولدي وأريد أن أرعاه، وبناءً على ذلك نقول للأندية (إن المبلغ الإضافي الذي طلبتموه لموازنتكم وسيتم صرفه من الاحتياطي في نهاية الشهر الجاري.. مشروط بتواجد أبنائي في النادي) وليس هذا فقط، وإنما سنقوم كذلك بمراجعة كل ما يصلكم من أموال».
وتابع سموه: «نوجه رسالة إلى الأندية الموجودة في إمارة الشارقة، ونقول لهم (يا جماعة الخير لقد أنشأت الأندية لأبنائي.. ولكنني عندما ذهبت اليوم لأفتش.. لم أجدهم وللأسف أنتم السبب في هذا، ولذلك سيكون لنا تصرف معكم ستلحقه محاسبات أخرى)، فسبق ووصلنا بأبنائنا إلى كأس العالم، ولعبنا في إيطاليا وسجلنا هدفاً في مرمى ألمانيا، ولذلك نقول للمسؤولين عن كرة القدم (أعيدوا حساباتكم، ونحن بإذن الله موجودين)».
وقال سموه: «نحن نبني مجتمعاً ونريد أن نفرح بأبنائنا، فالإنجازات التي يحققها أبناؤنا تسعدنا أكثر بكثير مما يحققه لنا الأجنبي مهما بلغ، فإنني مازلت أذكر جيداً فرحة أبي عندما كنت في مهرجان، وكنا نقفز لنعبر حلقة حديدية تدور في الهواء وأطرافها مشتعلة بالنيران، فعندما قفزت وعبرت من الحلقة إلى الجهة الأخرى كان والدي جالساً بين المتفرجين من الشيوخ، فركض أبي إليّ وحملني فرحاً بي ومازلت أحتفظ بالصورة حتى الآن، ونحن نريد أن يفرح كل أب بأبنائه كفرحة أبي، ونتمنى التوفيق للجميع، وندعو الله أن يبقى مجتمعنا صالحاً».