يسرى عادل (أبوظبي)
أكد عبدالله سيف النعيمي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية كوريا، أن العلاقات الثنائية بين البلدين حققت تقدماً ملحوظاً منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1980، حيث ارتقى مستوى التعاون والعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية في عام 2009 ثم إلى شراكة استراتيجية خاصة في 2018.
وأشار السفير عبدالله سيف النعيمي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إلى أن التعاون يشمل عدة مجالات من بينها الطاقة النووية والمتجددة، والبنية التحتية، والصناعة والتجارة والشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، والتمويل، والابتكار والعلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والفضاء، والرعاية الصحية.
وقال: «خلال ما يزيد على 4 عقود من هذه العلاقات المتميزة، وفي ضوء التوجهات والاستراتيجيات في كلتا الدولتين، يعمل الجانبان على تطوير وتوطيد مجالات التعاون والشراكات القائمة مع توجهات مستقبلية للتركيز على الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز، بالإضافة إلى المجالات المبتكرة».
وأشار إلى أن زيارة فخامة الرئيس يون سوك يول إلى الإمارات في وقت تشهد فيه الساحتان الإقليمية والدولية تطورات جيوسياسية «مهمة»، معتبراً أن القضايا ذات الاهتمام المشترك ستكون ضمن أجندة محادثات اجتماع القمة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة الرئيس يون.
وقال: «سيبحث الجانبان جهود ترسيخ السلام وكل ما يسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، فدولة الإمارات تؤمن بأهمية التواصل والحوار لبلورة حلول مبتكرة ودائمة للتحديات، انطلاقاً من دورها البناء والفاعل كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي».
وقال عبدالله سيف النعيمي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية كوريا، إن عدداً من كبار المسؤولين الحكوميين من مختلف القطاعات يرافقون فخامة الرئيس يون في زيارته، ومن المرتقب توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات حيوية عدة.
وللإشارة إلى الأهمية الكبيرة لهذه الزيارة، قال النعيمي إنه يرافق فخامة الرئيس الكوري وفد اقتصادي كبير يضم مسؤولي أكثر من 100 شركة كورية تنشط في مختلف القطاعات، على رأسهم رؤساء الشركات الكبرى مثل «سامسونج» و«هيونداي» و«إس كي»، فضلاً عن رؤساء اتحادات ومنظمات اقتصادية ورؤساء شركات متوسطة وناشئة.
وأشار إلى أن الوفد الاقتصادي المرافق لفخامة الرئيس يون يعتبر أكبر وفد اقتصادي يرافقه في زيارة خارجية منذ تنصيبه في مايو الماضي.
وحول مشاركة الرئيس الكوري بفعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تعقد ضمن «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، واستضافة الإمارات العام الجاري مؤتمر «كوب 28»، قال سفير الإمارات لدى جمهورية كوريا إن «استضافة القمة العالمية لطاقة المستقبل وأسبوع أبوظبي للاستدامة ومؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) في إطار الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لدفع ودعم الطاقة المتجددة وكفاءة استخدامها من خلال تبني تقنيات وحلول نظيفة وابتكارات تحقّق في المحصلة هدف الحياد المناخي».
وأشار إلى أن الاستدامة وتغير المناخ يعتبران من أبرز المجالات التي وجدت اهتماماً ضمن التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، ويشمل هذا التعاون مجالات البيئة والاستجابة لتغير المناخ ودعم البلدان النامية من خلال المعهد العالمي للنمو الأخضر، وكذلك توليد الطاقة منخفضة الكربون من خلال الطاقة النووية السلمية.
وأشار إلى وجود تنسيق بين الجانبين من أجل دعم ملفات مؤتمر «كوب 28» الذي ستستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر المقبل في مدينة إكسبو دبي.
وقال: «كان تبادل البلدين الخبرات في هذا المجال محور اللقاء الذي تم في سيؤول في يونيو 2022 بين معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف (كوب 28) مع معالي بارك جين، وزير خارجية كوريا، حيث بحث الوزيران سبل تطوير العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الاستدامة والتغير المناخي على أساس علاقات الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين الصديقين».