عدد اليوم
أبوظبي (وام)
قال معالي الدكتور حارب العميمي، رئيس ديوان المحاسبة، إن اليوم الدولي لمكافحة الفساد الذي يوافق 9 ديسمبر من كل عام مناسبة دولية مهمة تذكر العالم بأحد أهم وأصعب التحديات التي تواجهها البشرية وهي قضية مكافحة الفساد.
وأضاف معاليه في تصريحات له بهذه المناسبة أن قضية الفساد تستقطب اهتمام الحكومات والمنظمات الدولية، وذلك بسبب الآثار السلبية الناجمة عنه وما يسببه من آثار مدمرة تستنزف الموارد المالية للشعوب والمجتمعات.
وأشار معاليه إلى أن الفساد يعطل الازدهار، ويمنع الحقوق من أن تصل إلى أصحابها، ويعيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويقوض سيادة القانون، ويبطئ تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتابع معاليه أن الفساد يؤجج الصراعات والاضطرابات السياسية، ويزعزع مقومات الأمن والاستقرار من خلال تسهيل تمويل الصراعات المسلحة، وخلق الجماعات المتطرفة، إضافة إلى تفاقم الفقر وتأخير نشر التعليم والصحة في المجتمعات، لا سيما الفقيرة.
وأوضح معاليه أن العالم أدرك خطورة ما يجلبه الفساد من أضرار كبيرة على المجتمعات والشعوب، حيث مبادرة الأمم المتحدة بإصدار أحد أهم الصكوك الدولية التي تطالب الدول بالامتثال إلى جملة من الشروط والواجبات، وأن تعمل على تقوية التعاون فيما بينها لمكافحة الفساد، مضيفاً أن اتفاقية الأمم المتحدة وما أتت به من مطالب وقيود تعتبر أرضية صلبة يمكن البناء عليها للحد من الفساد ومعاقبة مرتكبيه واسترداد الأموال المنهوبة ونشر ثقافة نبذ الفساد ومجابهة مرتكبيه.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات العربية المتحدة أدركت مبكراً أهمية تأمين مختلف قطاعاتها من الفساد، هذا الوباء الدولي، فشرعت في استكمال منظومة التشريعات الهادفة إلى تجريم أفعال الفساد ومعاقبة مرتكبيه، وتبني السياسات الهادفة إلى إرساء مبادئ النزاهة والشفافية والمساءلة. وقال معاليه إن دولة الإمارات من أوائل الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، كما انضمت إلى الاتفاقيات الإقليمية والثنائية في سبيل تعزيز الجهود الدولية للحد من الفساد ومكافحته.
وأكد معاليه أن منع الفساد والحد من انتشاره وإرساء مبادئ النزاهة والشفافية ليس عملاً فردياً، بل عملاً جماعياً يتطلب تكاتف الجميع على مستوى الدول والمجتمعات والمنظمات والأفراد وسلطات إنفاذ القانون والقطاع الخاص ووسائل الإعلام بصنوفها المختلفة والمؤسسات التعليمية، باعتبار أن جريمة الفساد أصبحت جريمة عابرة للحدود، يتوجب على الجميع الوقوف صفاً واحداً لمواجهتها.
