أبوظبي (الاتحاد)
اختتمت أمس فعاليات حوار أبوظبي للفضاء الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بعد يومين من النقاشات والجلسات وورش العمل.
وركزت جلسات ونقاشات حوار أبوظبي للفضاء على 3 مواضيع رئيسية، هي استدامة الفضاء، وضمان الوصول إليه، وتعزيز أمنه، من خلال أكثر من 35 جلسة نقاشية وحواراً وزارياً وورشة عمل وكلمة رئيسية.
وأكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء رئيسة اللجنة العليا لحوار أبوظبي للفضاء، في ختام فعاليات الحدث العالمي، أن المخرجات والتوصيات التي قدمها المشاركون في الحدث سيكون لها تأثير كبير في استدامة وتطوير قطاع الفضاء العالمي. وقالت معاليها: شهد حوار أبوظبي للفضاء مشاركة 500 من صناع القرار والوزراء وممثلي وكالات الفضاء والباحثين والمسؤولين من 47 دولة وتوقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون في البحث العلمي والاستكشاف الفضائي، حيث قدموا رؤى ستساهم في تنمية وتعزيز التعاون الدولي، وتبادل الخبرات والمعلومات والتكنولوجيا والتطبيقات الحديثة للاستخدامات السلمية للفضاء.
وأشارت معالي سارة الأميري إلى أن «52 وكالة ومؤسسة فضاء عالمية، و77 متحدثاً وخبيراً في مجال الفضاء قدموا أكثر من 35 جلسة نقاشية وحواراً وزارياً وورشة عمل وكلمة رئيسية، أفكار غير تقليدية لتسخير تكنولوجيا وتطبيقات الفضاء لأغراض التنمية مع الحفاظ في الوقت نفسه على سلامة واستدامة بيئة الفضاء الخارجي، الأمر الذي يحقق مصلحة البشرية».
مستقبل الفضاء
وبحثت الجلسات النقاشية والكلمات الرئيسية التي شهدها الحدث العالمي على مدار يومين مستقبل الفضاء، والتحديات والفرص المستقبلية للقطاع، عبر حوارات وزارية واجتماعات رفيعة المستوى، بحثت التعاون والشراكة من أجل تعزيز نمو قطاع الفضاء وخدمة البشرية، وكذلك ورش عمل تفاعلية.
وسلطت النسخة الأولى من الحدث العالمي الأول من نوعه عالمياً الضوء على تحديات قطاع الفضاء العالمي أمام رؤساء الدول والحكومات وكبار صنّاع القرار من وزراء خارجية وعلوم وتكنولوجيا ووزراء مختصين بملف الفضاء، بالإضافة إلى ممثلين من أعلى المستويات عن وكالات الفضاء العالمية والقطاع الخاص.
وناقش المشاركون مستقبل هذا القطاع الحيوي والمهم، ودوره في تعزيز مسارات التنمية المستدامة بالمجتمعات وتحفيز النمو الاقتصادي العالمي، حيث اقترحت جلسات ونقاشات الحدث العالمي استراتيجيات مبتكرة تساعد على استدامة قطاع الفضاء وتؤسس لتعاون دولي مثمر وبناء في هذا القطاع الذي تعزز تطبيقاته بشكل مباشر التنمية المستدامة في العديد من القطاعات.
وتساهم التوصيات التي خرجت بها جلسات ونقاشات حوار أبوظبي للفضاء في تعزيز التواصل بين القوى الفاعلة والمؤثرة في قطاع الفضاء حول العالم، حيث وفر الحدث منصة تجمع كبار القادة وصناع السياسات والقرارات في مجال الفضاء على مستوى العالم، حيث طرح حواراً دولياً حدد أبرز الاحتياجات العالمية اللازمة لقطاع الفضاء والتي تشمل الإمكانات الاستراتيجية والأطر القانونية والتشريعية، والبنى التحتية المطلوبة، لتطوير هذا القطاع وتحقيق مستهدفاته بما يخدم الإنسانية ويساهم في تعزيز جودة الحياة على الأرض.
وتمحورت أهداف الحوار حول مناقشة الاحتياجات العالمية من القدرات الاستراتيجية والخدمات والبنى التحتية والقوانين والموارد الأساسية، وتوفير منصة عالمية للدول الناشئة والكبرى في قطاع الفضاء لعرض منجزاتها وتطويرها وتقديم رؤى جديدة لإدارة الفضاء وتنميته جنباً إلى جنب مع الدول الكبرى والتي بدأت مسيرتها في قطاع الفضاء منذ فترة طويلة.
ورسخ حوار أبوظبي للفضاء جهود دبلوماسية الفضاء والعلوم عالمياً، حيث عملت الجلسات على صياغة رؤية دولية تشجع على الوصول العادل والسلمي إلى الفضاء لجميع الدول، وتعزيز الامتثال للأطر القانونية الدولية ومعاهدات الأمم المتحدة التي تحكم سلامة واستدامة الفضاء الخارجي بين الدول الأعضاء.
5 اتفاقيات
وشهدت فعاليات حوار أبوظبي للفضاء توقيع وكالة الإمارات للفضاء 5 اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تستهدف تعزيز التعاون في البحث العلمي واستكشاف الفضاء وتبادل المعارف، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الشراكات الدولية التي تصب في صالح خدمة مسيرة العلم والمعرفة.
ووقعت وكالة الإمارات للفضاء مذكرة تفاهم مع وكالة الفضاء الفلبينية وستعمل الوكالتان بموجب المذكرة، على تعزيز التعاون الثنائي بينهما في مجموعة واسعة من المجالات الفضائية ذات الأولوية، بما في ذلك الاستكشاف والبحث العلمي والتكنولوجي، ورحلات الفضاء والتعليم وغيرها.
وتتيح المذكرة للطرفين، إجراء بحوث مشتركة في مجال الفضاء وتطويره، بما يخدم المصالح المشتركة ويصب في تسريع نمو القطاع الفضائي والعلوم والتقنيات والتطبيقات المرتبطة به.
كما وقعت وكالة الإمارات للفضاء وشركة «بيانات»، اتفاقية شراكة لتطوير وتشغيل منصة تحليلات جغرافية مكانية لمجمع البيانات الفضائية، أحد المشاريع التحولية التي أعلنت عنها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
مرصد الفضاء
وشهد حوار أبوظبي للفضاء اتفاقية بين وكالة الإمارات للفضاء والمركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية (CNES) لإطلاق مرصد الفضاء من أجل المناخ، وهو مبادرة عالمية تهدف إلى جمع الكيانات العامة والخاصة المشاركة في قطاع رصد الأرض، لتنسيق الجهود الهادفة إلى تعزيز الاستخدام السلمي لتكنولوجيا الفضاء للتصدي لتغير المناخ، وزيادة كفاءة تطبيقاتها من أجل العمل المناخي المستدام والناجح على المستويين المحلي والعالمي.
ويهدف «مرصد الفضاء من أجل المناخ» إلى دعم العمل المناخي العالمي، وتطوير القدرات لدراسة آثار تغير المناخ ورصدها وتخفيفها والتكيف معها على المستويات المحلية، والوطنية، والإقليمية، والدولية.
كما يهدف المرصد إلى استغلال الإمكانات الكاملة لتكنولوجيات الفضاء لرصد تغير المناخ والتخفيف من حدته والتكيف معه لتحقيق الأهداف المناخية، وزيادة الوعي بفوائدها.
تطوير الكوادر
أبرمت وكالة الإمارات للفضاء مذكرة تعاون مشترك مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في المجالات والمشاريع والخدمات والبرامج الأكاديمية المحتملة ذات الصلة، بهدف تطوير الكوادر البشرية وتبادل الخبرات والدراسات والاستفادة من الإمكانات الفنية المتاحة لدى الطرفين.
ويعمل الطرفان معاً بموجب المذكرة على تطوير إجراءات وتأسيس أكاديمية الفضاء، كما سيتعاونان على تطوير مخرجات ومرئيات التقرير النهائي لحوار أبوظبي للفضاء، وتطوير قدرات الكوادر البشرية والتي يمكنها مواصلة النجاحات التي حققتها الدبلوماسية الفضائية للإمارات.
كذلك أبرمت وكالة الإمارات للفضاء وشركة «أمازون ويب سيرفيسز»، مذكرة تفاهم لتعزيز صناعة الفضاء في الدولة، وتبادل الخبرات في مجال استكشاف الفضاء.
وشهد الحوار مشاركة مجموعة من كبريات وكالات الفضاء والشركات والمؤسسات العالمية ورجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص في مجال الفضاء والطيران والتكنولوجيا، والذين عملوا على وضع سياسات نموذجية على مستوى الدول، بما يرسخ تعزيز التعاون في استخدام الفضاء الخارجي، لما فيه صالح الشعوب بالإضافة إلى تطوير البرامج والمبادرات العامة والخاصة في هذا الإطار.
أجندة ثرية
شهد حوار أبوظبي للفضاء جلسة عن مؤتمر الدول الأطراف COP28 وقطاع الفضاء الذي تستضيفه الإمارات في 2023، حيث تمحورت الجلسة حول دور قطاع الفضاء في تقديم حلول للتحديات التي يشكلها تغير المناخ. وناقش الحدث كيفية إدارة الدول للأنشطة التجارية في القطاع الخاص واستخدام الموارد الفضائية، وأضاء على طرق إرساء علاقات تعاون دولية تساهم في استكشاف الفضاء واستخدامه في الأغراض المدنية. كما أضاء الحدث على طرق تعزيز القانون الدولي للاستفادة من قطاع الفضاء، حيث أجاب عن كيفية تحقيق التوازن بين الاستخدام العادل للأصول الفضائية المهمة من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية وتأمين الحماية اللازمة لها، بالتزامن مع تحول القدرات الاستراتيجية إلى فرص اقتصادية.
كذلك ناقش الحدث العالمي الأول من نوعه التحديات التي تواجه قطاع الفضاء العالمي، حيث تناول الفرص والتحديات الناتجة عن إنشاء قوات فضائية، وتطرق إلى كيفية إدارة التحديات الكبيرة التي تظهر مع إطلاق مشاريع الفضاء الضخمة، حيث سلط الضوء على طرق إدارة التعامل مع الحطام الفضائي، فضلاً عن أنه ناقش تحديات الأمن والسلامة الناجمة عن الإطلاق غير المنضبط لمشاريع الفضاء الضخمة. وبحث الحدث دور وكالات الفضاء في إحداث تحول كبير على بيئة الفضاء، وكيف يمكن للدول أن تستخدم الوكالات كقوة دافعة للاقتصاد وتطور العلوم والتكنولوجيا، وناقش كذلك إمكانية تحويل المنافسة بين وكالات الفضاء الناشئة والقائمة حالياً إلى فرص للاستفادة من الجهود نحو الفضاء، وبحث طرق إعادة تعريف دور وكالات الفضاء في عصر برامج الفضاء التجارية. وتطرق الحوار إلى طرق تعزيز الاستفادة الوطنية من العلوم والتكنولوجيا، وناقش كيف يمكن تعديل برنامج الفضاء، بما يتناسب مع أهداف التطوير في البرامج الوطنية للعلوم والتكنولوجيا. واستعرض كذلك طرق تعزيز الحوار من أجل التوصل لاتفاق جديد حول الفضاء، وكيف يمكن أن توازن الدول بين الجدوى الاقتصادية لاقتصاد الفضاء والحفاظ على بيئة الفضاء. وناقش حوار أبوظبي للفضاء أهمية علم الفضاء بالنسبة للحكومات، وأهمية البنية التحتية المشتركة عالمياً بدلاً من البنى التحتية السيادية للدول، واللوائح والمعايير الخاصة بتقنيات الحماية من المخترقين في جميع مراحل سلسلة التوريد الفضائية.