هالة الخياط، آمنة الكتبي (أبوظبي)
تنطلق اليوم في العاصمة أبوظبي فعاليات حوار أبوظبي للفضاء، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبمشاركة نخبة من الخبراء وأهم الشخصيات المؤثرة في قطاع الفضاء عالمياً، و300 ممثل عن وكالات الفضاء وقادة المؤسسات والجهات العاملة في القطاع من أكثر من 45 دولة.
ويعد حوار أبوظبي للفضاء منصة تجمع قادة وصناع السياسات في مجال الفضاء على مدار يومين، في مركز أدنوك للأعمال بأبوظبي، لمناقشة المواضيع ذات الأولوية حول سياسات الفضاء واستدامة الأنشطة الفضائية، وأحدث العلوم والتكنولوجيا المتعلقة بصناعة الفضاء. ويلعب حوار أبوظبي للفضاء دوراً حيوياً في صياغة توافق دولي من شأنه تسريع وتيرة التعاون بين مختلف الأطراف الفاعلة في هذا القطاع الحيوي، لاسيما في ظل التحديات والمتغيرات غير المسبوقة التي تشهدها المرحلة الحالية.
وتعزز استضافة الدولة لحوار عالمي يناقش تحديات وفرص قطاع الفضاء، المكانة العالمية التي تتبوؤها دولة الإمارات في مختلف الأصعدة، كوجهة عالمية رئيسية في علوم الفضاء ومشاريعه الطموحة، بما يصب في خدمة الإنسان.
وتنظم وكالة الإمارات للفضاء بمشاركة وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة الدفاع، فعاليات حوار أبوظبي للفضاء الذي يرسخ الثقة الكبيرة التي يضعها العالم في قدرات الكوادر الوطنية، ويعكس مدى الإسهامات التي تضيفها المشروعات الوطنية في قطاع الفضاء لخدمة البشرية وإفادة المجتمع العلمي العالمي.
تضم قائمة شركاء حوار أبوظبي للفضاء نخبة من الشركات العالمية الرائدة في مجال تطوير الحلول لمعالجة أبرز التحديات التي تواجه قطاع الفضاء، ومنها «مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة»، و«نورثروب جرومان»، و«تالس»، و«لوكهيد مارتن».
الحضور
ومن أبرز الحضور في الحوار فخامة إسحاق هرتسوغ رئيس دولة إسرائيل، ومسؤولين حكوميين رفيعي المستوى يمثلون وزارات الخارجية للدول المشاركة، وأبرزها الولايات المتحدة الأميركية، والهند، والمملكة المتحدة، وكوريا، وفرنسا واليابان، بالإضافة إلى مؤثرين من القطاع الخاص ومتخصصين بتقنيات الصناعات الفضائية والطيران والدفاع، وقادة الفكر في مختلف مجالات وصناعات الفضاء.
جلسات الحوار
ويتضمن حوار أبوظبي 35 جلسة نقاشية وكلمات رئيسية تستشرف مستقبل الفضاء وتبحث التحديات والفرص المستقبلية للقطاع، بالإضافة إلى حوارات وزارية واجتماعات ثنائية رفيعة المستوى، تبحث التعاون والشراكة لتعزيز نمو قطاع الفضاء وخدمة البشرية.
COP28
تتضمن الجلسة التحضيرية لافتتاح المؤتمر - مؤتمر الدول الأطراف COP28 وقطاع الفضاء، وتجيب عن الأسئلة التالية: ما حلول قطاع الفضاء للتحديات التي يشكلها تغير المناخ؟ كيف يمكن لقطاع الفضاء أن يكون له دور فاعل بصفته أحد الشركاء الأساسيين في COP28؟ وكيفية الاستفادة من خبرة قطاعات الفضاء في الشراكات متعددة الجنسيات لمكافحة تغير المناخ، وما دور قطاع الفضاء في دعم الجهود الدولية تجاه المحافظة على البيئة؟
استكشاف الفضاء
ويتناول «الحوار» تأثير مؤسسات الاستكشاف الفضائي على عمليات التطوير، ومناقشة كيفية إدارة الدول الموقعة للأنشطة التجارية في القطاع الخاص واستخدام الموارد الفضائية، وإرساء علاقات تعاون دولية لاستكشاف الفضاء واستخدامه في الأغراض المدنية.
ويركز «حوار أبوظبي للفضاء» على تأثير الفضاء على الوضع الجيوسياسي، ويجيب عن الأسئلة التالية: كيف يمكننا تعزيز القانون الدولي للاستفادة من قطاع الفضاء، هل أثرت عودة السباق نحو الفضاء سلباً على عمل مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي ولجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية؟ وكيف يمكن تحقيق التوازن بين الاستخدام العادل للأصول الفضائية المهمة من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية وتأمين الحماية اللازمة لها، بالتزامن مع تحول القدرات الاستراتيجية إلى فرص اقتصادية؟
القطاع الخاص
كما يتناول «الحوار» ضمن جلساته دور القطاع الخاص في استكشاف الفضاء، والكشف عن تحديات وفرص الخصخصة، ودور الحكومات في تعزيز مشاركة القطاع الخاص، وكيف يمكنها دفع عجلة الابتكار من خلال التخفيف من التحديات التي يواجهها القطاع الخاص.
ورش تفاعلية
ويتضمن المنتدى ورش عمل تفاعلية حول: أمن الفضاء، وضمان الوصول إلى الفضاء، واستدامة الفضاء.
وعلى مدى يومي انعقاد حوار أبوظبي للفضاء، سيكون هناك حوار على المستوى الوزاري حول مواضيع عدة، أبرزها تطوير العلوم والتكنولوجيا وتأثير برامج الفضاء، وتعزيز القيمة الوطنية بالاستفادة من العلوم والتكنولوجيا، وتعديل برنامج الفضاء، بما يتناسب مع أهداف التطوير في البرامج الوطنية للعلوم والتكنولوجيا.
إدارة التحديات
وسيركز الحوار على إدارة التحديات الكبيرة التي تظهر مع إطلاق شبكة الأقمار الاصطناعية، ومنها: إدارة التعامل مع الحطام الفضائي، ومناقشة تحديات الأمن والسلامة الناجمة عن الإطلاق غير المنضبط لشبكة الأقمار الاصطناعية، والبرامج التي يمكن تطبيقها لتجنب ازدحام الفضاء مع ضمان الشمولية، وتطوير نظام حوكمة مستدام للمدار الأرضي المنخفض، بالتزامن مع ازدياد مشاركة استخدام القطاع الخاص في الأنشطة الفضائية. وسيناقش «حوار أبوظبي للفضاء» كيف يمكن لوكالات الفضاء أن تُحدث تحولاً كبيراً على بيئة الفضاء؟، وكيف تستخدم وكالات قطاع الفضاء كقوة دافعة للاقتصاد وتطور العلوم والتكنولوجيا؟ وكيف يمكن تحويل المنافسة بين وكالات الفضاء الناشئة والقائمة حالياً إلى فرص للاستفادة من السباق نحو الفضاء؟ وكيف نعيد تعريف دور وكالات الفضاء في عصر برامج الفضاء التجارية؟
استدامة الفضاء
ولا يغيب عن جلسات «حوار أبوظبي للفضاء» تناول محور استدامة الفضاء والموازنة بين الجدوى الاقتصادية لاقتصاد الفضاء والحفاظ على بيئة الفضاء، وتذليل التحديات أمام تكنولوجيا الوصول إلى الفضاء وتكاليفها، وإرساء بيئة فضاء مستدامة لتقليل تكاليف قطاع الفضاء؟
السيادة الفردية
ويتناول «الحوار» محور كيفية حوكمة السباق نحو مشاريع الفضاء الضخمة، وبناء بنية تحتية مشتركة في الفضاء، وإيجاد فهم مشترك لحجم ونطاق التحديات التي يواجهها الفضاء نتيجة عدم ضبط مشاريع الفضاء الضخمة، وهل ستكون هناك هيئة تنظيمية دولية للبيانات الفضائية؟
الدفاع السيبراني
ويناقش «الحوار» اللوائح والمعايير الخاصة بتقنيات الحماية من المخترقين في جميع مراحل سلسلة التوريد الفضائية، وإيجاد نهج موحد للتخفيف من المخاطر السيبرانية المعقدة وضمان سلامة وأمن الأصول والبنية التحتية الفضائية، وتعزيز أمن الأصول الفضائية لضمان أمن الأصول الحيوية في الدول.
الإمارات تقود المنطقة
تمتلك دولة الإمارات 19 قمراً اصطناعياً مدارياً وأكثر من 10 أجسام فضائية جديدة قيد التطوير، ويوجد في الدولة نحو 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية عالمية وناشئة، وهناك أكثر من 3000 عامل ومهندس وخبير يعملون في القطاع و4 رواد فضاء إماراتيين، هم: هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، ومحمد الملا، ونورة المطروشي، بالإضافة إلى 5 مراكز بحثية لعلوم الفضاء و3 جامعات لتأهيل الكوادر الوطنية، والإمارات خامس دولة في العالم تنجح في الوصول إلى مدار المريخ ومن المرة الأولى، بعدما تمكن «مسبار الأمل» ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من الوصول للكوكب الأحمر في فبراير 2021.
ويقدر حجم الإنفاق الإجمالي على اقتصاد الفضاء بنحو 4 مليارات درهم، وأنفقت الدولة 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي على قطاع الفضاء في 2018، وتقدر قيمة الصندوق الوطني للفضاء بـ3 مليارات درهم، وتقدر مساهمة 50% في إجمالي الإنفاق على قطاع الفضاء في عام 2019، ما يعكس تشاركيته مع القطاع الحكومي للمساهمة في الاستثمار والتطوير لهذا القطاع، حيث بلغت
قيمة الإنفاق التجاري في قطاع الفضاء الإماراتي بـ10.9 مليار درهم خلال السنوات القليلة الماضية.
ويرجع اهتمام دولة الإمارات بعلوم الفضاء إلى عام 1974 عندما التقى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة أبولو 17 إلى القمر، وكان هذا اللقاء حافزاً لتوجيه اهتمام الإمارات بالفضاء، حيث أراد الشيخ زايد مبكراً أن يكون الفضاء ميداناً لطموح الإمارات وإنجازات أبنائها.
ورسخت الإمارات دعائم قطاع الفضاء في الدولة من خلال إطلاق مشاريع عديدة ومتنوعة وتكوين الخبرات، وبناء الكفاءات، ودعم الصناعات المرتبطة بعلوم الفضاء.
وبهدف تعزيز علوم الفضاء والأبحاث العلمية في دولة الإمارات العربية والمنطقة تم إنشاء «مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة»، التي عملت لتحقيق ذلك منذ فبراير 2006 وحتى أبريل 2015 قبل دمج المؤسسة مع «مركز محمد بن راشد للفضاء»، وتم تأسيس وكالة الإمارات للفضاء عام 2014 لتكون إطاراً لتنظيم وتطوير القطاع الفضائي الوطني، بما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني المستدام، وتعزيز دور الدولة على الخريطة الفضائية إقليمياً وعالمياً.
75% نمو اقتصاد الفضاء حتى 2030
يُقدَّر اقتصاد الفضاء العالمي بقيمة إجمالية قدرها 370 مليار دولار في عام 2021، منها 75% تذهب لسوق الفضاء التجاري بقيمة 278 مليار دولار، والإنفاق الحكومي بقيمة 59 مليار دولار، بنسبة 16%، والنفقات الحكومية الأخرى بقيمة 33 مليار دولار بنسبة 9%.
وتعد الملاحة والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية أكبر مصدر للإيرادات في اقتصاد الفضاء، بما يمثل 50% و41% من إجمالي القيمة السوقية. ومن المتوقع نمو اقتصاد الفضاء بنسبة 75% بحلول عام 2030، ليصل إلى 642 مليار دولار أميركي. وتقدر عائدات تصنيع الأقمار الاصطناعية في العالم بـ25 مليار دولار في عام 2021، ويوجد 58.900 محطة أرضية تعمل في جميع أنحاء العالم في عام 2021، وشهد العام الماضي إطلاق 160 قمراً اصطناعياً لرصد الأرض.
ويشكل قطاع الدفاع 38.9% من إجمالي عملاء سوق الفضاء في تطبيقات أعلى سلسلة القيمة، وارتفع عدد الدول التي تستثمر في الفضاء ارتفاعاً مستمراً منذ عام 2000، وبلغت ذروتها في عام 2019، حيث تم في عام 2021 تسجيل 86 دولة على أنها تستثمر في الفضاء.
أهم الأقمار الاصطناعية الإماراتية وتواريخ إطلاقها
2000 «الثريا 1»
إطلاق أول قمر اصطناعي للاتصالات المتنقلة
2003 «الثريا 2»
يقدم خدمات الاتصالات على النطاق الترددي L-band للمنصات البرية والبحرية والجوية للأفراد والعملاء في القطاعات الحكومية والشركات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وغرب ووسط آسيا.
2008 «الثريا 3»
يقدم خدمات الاتصالات الفضائية على النطاق الترددي L-band للأفراد والعملاء في القطاعات الحكومية والشركات في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
2009 «دبي سات 1»
إطلاق أول قمر اصطناعي إماراتي للاستشعار مهمته مراقبة التغيرات البيئية والأنماط الجوية.
2011 «الياه سات 1»
إطلاق أول قمر اصطناعي إماراتي للاتصالات الثابتة «الياه سات»، مهمته إيصال البث التلفزيوني.
2012 «الياه سات 2»
مهمته تقديم خدمات النطاق العريض الفضائية.
2013 «دبي سات 2»
إطلاق ثاني قمر اصطناعي إماراتي للاستشعار، مهمته توفير بيانات الصور الكهروبصرية للإمارات
2017 «نايف 1»
أول قمر اصطناعي نانومتري إماراتي
2018 «الياه سات 3»
تعزيز تغطية خدمات شركة «الياه سات»
2018 «خليفة سات»
قمر اصطناعي مخصّص لأغراض رصد الأرض
2019 «ماي سات 1»
قمر اصطناعي مصغر بحجم وحدة واحدة (1U) مخصص للأغراض التعليمية
2020 «مزن سات»
مهمته دراسة الغلاف الجوي للأرض
2021 «ظبي سات»
قمر اصطناعي مصغر بحجم وحدتين (2U) مخصص للأغراض التعليمية
2021 «غالب»
قمر اصطناعي مصغر معني بتتبع الحياة البرية في الإمارات
2022 «ديوا - سات 1»
قمر اصطناعي نانوي من طراز (3U) ضمن برنامج «سبيس دي» التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي
2022 «المستكشف راشد»
مهمته التنقل في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، لدراسة البلازما على سطح القمر، حيث سيجمع بيانات ويلتقط صوراً نادرة، تصل إلى نحو 10 جيجابايت
2023 «MBZ-SAT»
القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح
2024 الثريا NGS-4
مهمته توسيع نطاق تغطية شركة «الياه سات» حول العالم
2026 «الياه 4» و«الياه 5»
مهمته زيادة السعة الفضائية التي تقدمها شركة «الياه سات» حالياً لحكومة الدولة.
محطات رئيسة في قطاع الفضاء الإماراتي
1974
لقاء المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مع فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة أبولو 17 إلى القمر
2006
إنشاء «مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة» بهدف تعزيز علوم الفضاء
2014
تأسيس وكالة الإمارات للفضاء لتنظيم وتطوير القطاع الفضائي الوطني
2015
إنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء
2017
بدء برنامج الإمارات لرواد الفضاء
2019
إطلاق الاستراتيجية الوطنية للفضاء
2019
رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري يصل إلى محطة الفضاء الدولية
2020
اعتماد قانون تنظيم قطاع الفضاء الوطني
2021
«مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ يصل إلى الكوكب الأحمر
2021
إطلاق مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.