الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مبتعَثون»: غربتنا تزيدنا حباً وانتماءً للوطن

«مبتعَثون»: غربتنا تزيدنا حباً وانتماءً للوطن
2 ديسمبر 2022 02:23

هناء الحمادي (أبوظبي)

حظي التعليم بمكانة كبيرة في فكر ومنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي وفر كل السبل والإمكانات لتطوير المنظومة التعليمية برمتها وشجع الأجيال على الدراسة والتحصيل العلمي في كبريات الجامعات، ولم يقتصر الأمر على الدعم والمساندة للطلبة والمؤسسات التعليمية داخل الدولة، لكنه عبر الحدود والقارات لتقديم الدعم للطلبة المبتعثين للالتحاق بالكثير من التخصصات التعليمية في أرقي جامعات العالم، وبات هناك الكثير منهم على مقاعد الدراسة، بجامعات مختلفة في الولايات المتحدة واليابان وكوريا ومصر وفرنسا، حيث تم ابتعاثهم لاكتساب المزيد من العلم والمعرفة.
وسار على نهجه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله»، حيث اهتم بالشباب، باعتبارهم ثروة الوطن، وحرص على تشجيعهم باستمرار على التسلح بالعلم والأخلاق، حتى يسهموا بدورهم في خدمة الوطن، ليعلموا حاضرهم، ويستشرفوا آفاق مستقبلهم، حتى استطاع الكثير من الشباب أن يحققوا إنجازات علمية متفردة، وتمثيل الدولة في المحافل العالمية.
بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للطلبة، تم ابتعاثهم لاكتساب مهارات وعلوم يبنى عليها اقتصاد المعرفة، باعتبارهم «سفراء الدولة» في الخارج والعنصر الفعّال في بناء مستقبل دولة الإمارات، حيث يمثلون الوطن أفضل تمثيل في الخارج، وهو دور مهم في حياة الإماراتي الذي يحرص على سمعة وطنه وتقدمه، عبر التحاقهم بأرقى الجامعات على مستوى العالم، وبفضل هذا الدعم تخرج الكثير من المبتعثين بتخصصات مختلفة.

وفاء وشوق
الاحتفال بـ«عيد الاتحاد» الـ51 لدولة الإمارات، نرى مدى تأثيره في حياة الكثيرين من المبتعثين خارج الدولة، فرغم البعد عن الوطن والأهل، إلا أنهم يجدون هذا اليوم يوم الاعتزاز والفخر والشموخ والانتماء والوفاء، الذي نتذكر فيه أمجاد الوطن ومنجزاته، وما يحمله التاريخ المشرف، حيث يُعد الثاني من ديسمبر مختلفاً في حياة المبتعثين من الطلبة، والذين عبّروا عن مشاعرهم الوطنيّة تجاه وطن العطاء والنّماء تزامناً مع «عيد الاتحاد» الـ 51 الذي تحتفل به الدولة هذه الأيام، حاملين بقلوبهم مشاعر الوفاء الممزوجة بالإصرار والشوق للعودة إلى أرض الوطن، وهم يرفعون علم البلد المعطاء عالياً بالإنجازات وأعلى الشهادات، مؤكدين أن الانتماء للوطن والمواطنة الحقة ليسا كلمات تُكتب وعبارات ُتقرأ، لكنهما فعل وحب ووفاء وإخلاص وعمل وبناء.

أسس متينة
تميز في مجاله، وتفوق في دراسته حباً في رد الجميل للوطن، إنه أحمد عبدالله الظنحاني، تخصص الهندسة وعلوم الفضاء في جامعة توكاي في اليابان، الذي قال: «إن الاحتفال بـ»عيد الاتحاد» في الثاني من ديسمبر ليس مجرد تاريخ مميز، بل هو يوم نفتخر به وبالمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي استطاع أن يصنع تاريخاً جديداً للدولة، ويؤسس وطناً على قواعد متينة تجمع بين الأصالة والحداثة». 
وقال الظنحاني «ونحن في اليابان نحتفل بهذا اليوم في سفارة دولة الإمارات بطوكيو، التي تنظم الكثير من الفعاليات والاحتفالات للطلبة المبتعثين، وواجبي في هذه اللحظات أن أبذل قصارى جهدي للتميز والنجاح، فنحن لا نرضى إلا بالرقم واحد، في كل المجالات، فرغم مشاعر الغربة والحنين، إلا أن ذلك يزيدني مسؤولية بأن أمثل دولتي في الخارج أحسن تمثيل، لرد جزء بسيط من جميل هذا الوطن الذي لم يبخل علينا بشيء».

فخر واعتزاز
وبمشاعر الفخر، قالت فاطمة سعيد الزعابي، دكتوراه في جامعة كوين ماري لندن، تخصص هندسة إلكترونية في مجال الكهرومغناطيسية الحيوية: «نحن محظوظون بقيادتنا الحكيمة التي تسير على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي اهتم ببناء الإنسان وسخر له كل السبل، حتى بلغت طموحاته عنان السماء، فهنيئاً لنا بقيادتنا الرشيدة ودعمها المتواصل مادياً ومعنوياً، وتوفير كل الوسائل لتحقيق ما نصبو إليه، لنواصل المسيرة ونرفع رؤوسنا عالية بكل فخر واعتزاز». وأضافت: «في كل يوم من أيام الغربة يزداد حبي لوطني الغالي دولة الإمارات، ويزداد اشتياقي لها، وهذا يزيدنا تشجيعاً لإكمال المسيرة التعليمية من أجل الوطن ورد الجميل، لنستمر في الاجتهاد لرفع اسم الدولة في الخارج عالياً». 

ولاء وانتماء
وقال أحمد سالم المطوع، طالب هندسة ميكاترونكس وأنظمة روبوتات في جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة، حاصل على دبلوم الذكاء الاصطناعي من أكاديمية نورث تكساس في الولايات المتحدة الأميركية: إن «عيد الاتحاد» مناسبة تحمل في طياتها دلالات تؤكد في مجملها وحدة الإماراتيين قيادة وشعباً، واعتزازاً بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وفي هذا اليوم نجدد الولاء والانتماء لقيادتنا الحكيمة التي سارت على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمؤسسين الأوائل، حيث تعززت المسيرة بخطى ثابتة حتى أصبحت دولة الإمارات علامة مضيئة على خريطة العالم من حيث التطور والنماء والتنمية.

همّة وعزيمة
أما حنان كاظم، دكتوراه في كلية لندن الجامعية، ونائبة الرئيس لجمعية الطلبة الإماراتيين في الجامعة، تخصص القيادة والتعليم، والتي يركز بحثها على المعاني التي يحملها الأطفال الإماراتيون حول حقوقهم، فقالت: «يظل دعم القيادة في دولة الإمارات للطلبة المبتعثين مستمراً بشكل عام، وللمرأة الإماراتية بشكل خاص، والدعم لا يعد محصوراً فقط خلال فترة الابتعاث، بل وفرت القيادة التأهيل والتعليم في جميع المراحل وفق المعايير العالمية، وحرصت على الاستثمار في أبنائها، وساهمت من خلال السفارة وملحقياتها خلال مرحلة الابتعاث في خلق العديد من المساحات للاستماع للمبتعثين والمبتعثات من قرب»، وأضافت «لدينا مشاعر الحب واللهفة للوطن التي تجتاحنا باقتراب «عيد الاتحاد» لتجديد همتنا وعزيمتنا في التعلم، لنكون قادرين على عطاء وطننا بشكل أفضل عند العودة لأحضانه في نهاية مسيرتنا الجامعية».
وأضافت حنان أن الدولة تخفف من شعور الغربة لدى الطالب المبتعث من خلال إنشاء مبادرات وفعاليات مجتمعية تبهج الطلبة المبتعثين، أما بالنسبة لـ«عيد الاتحاد»، فإن الاحتفال به في المملكة المتحدة له طابع آخر يغلب عليه التلاحم والوحدة بين أبناء الوطن، حيث تعمل جمعيات الطلبة الإماراتيين في الجامعات المختلفة على التعبير عن فرحتهم وفخرهم وانتمائهم لهذه الدولة المعطاءة.

رؤية تنموية 
بدوره، قال المهندس سعيد مطر الجابري، دكتوراه في الذكاء الاصطناعي في جامعة ستافوردشاير بالمملكة المتحدة: «في كل عام نحتفل بـ»عيد الاتحاد» نلمس ما حققه الوطن من إنجازات كبيرة في إطار رؤية تنموية شاملة لا ترضى إلا بالصدارة، وتهتم بالمستقبل كما تهتم بالحاضر، وتخوض غمار المنافسة في مضمار التنمية بكل ثقة اعتماداً على التخطيط السليم والتسلح بالعلم والمعرفة، وبدعم الكوادر الوطنية الذين هم عماد المستقبل»، مبيناً أن هذا اليوم بمثابة «عُرس سنوي» يشهد إنجازات دولتنا وطموحاتها إقليمياً وعربياً.

  • فيصل بدري

إرث للأجيال
فيصل بدري، تخصص علوم طبية تطبيقية من كلية لندن الجامعية، قال: «بمناسبة الاحتفال بـ»عيد الاتحاد»، وكطالب مبتعث في الخارج، أرى أن المبادرات التي اتخذتها السفارة الإماراتية في لندن مع الطلاب ملهمة للغاية، حيث نستقطب العديد من الطلاب من كافة دول الخليج بالمملكة المتحدة لنشر الفرحة والبهجة احتفالاً بهذه المناسبة السعيدة، الأمر الذي غرس حب الإمارات في قلوب الجميع، فهذه المناسبات مهمة للحفاظ على الثقافة التاريخية والعادات والسلوكيات الشعبية التي بقيت شاهدة على تاريخ الدولة، للحفاظ على هذا الإرث للأجيال القادمة».

رد الجميل
أوضحت الريم الفهيم، بكالوريوس هندسة معمارية، جامعة ليفربول بالمملكة المتحدة، قائلة: «من الصعب وصف مشاعرنا خلال الاحتفاء بـ»عيد الاتحاد»، وليست هناك كلمات تستطيع أن تصف حبنا واعتزازنا بهذا الوطن، ففي الثاني من ديسمبر من كل عام نحتفل بهذه الذكرى الغالية على نفوسنا، بعيداً عن الوطن والأهل، لكن ما يخفف علينا هذا الشعور هو أننا نحمل الوطن في قلوبنا، وعلى الرغم من أن هذا اليوم يزيدنا شوقاً لوطننا، ويشعرنا بقسوة الغربة علينا، إلا أن ذلك يدفعنا لبذل قصارى جهدنا لكسب أفضل المهارات وحصد أعلى الدرجات، لكي نعود للوطن حاملين شهاداتنا العلمية والجامعية لرد الجميل لهذا الوطن الغالي، والذي لم يبخل علينا بأي غالٍ ونفيس».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©