الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مبادئ الخمسين.. وثيقة المستقبل

مبادئ الخمسين.. وثيقة المستقبل
2 ديسمبر 2022 02:24

هالة الخياط، أحمد شعبان (أبوظبي، القاهرة)

اعتمدت الإمارات في سبتمبر 2021 مبادئ الخمسين لتكون مرجعاً يقود الدولة إلى تحسين جودة حياة مواطنيها، وتنتقل عبرها إلى مرحلة جديدة من التطوير والتنمية حتى عام 2071.
وترسم وثيقة مبادئ الخمسين التي وجّه بها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات خلال دورتها الجديدة في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية والداخلية، بتوجيهها مؤسسات الدولة نحو اقتصاد مستدام، وتسخير جميع الموارد لمجتمع أكثر ازدهاراً. وتعد الوثيقة التي تتضمن 10 مبادئ بمثابة المسار الاستراتيجي للدولة، وتوضح أن المسار الاقتصادي للإمارات، ومنهجها السياسي، قائمان على السلم والسلام والحوار، وتنميتها شاملة في مناطقها كافة، وعبر كل القطاعات، وبما يحافظ على دولة الإمارات كما أرادها المؤسسون، الشعب الأفضل والأنبل والأكثر عطاء. تحمل وثيقة الخمسين بين طياتها المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات خلال دورتها الجديدة في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية والداخلية، وتشتمل على 10 مبادئ.

الأول
الأولوية الرئيسة الكبرى ستبقى تقوية الاتحاد من مؤسسات وتشريعات وصلاحيات وميزانيات، وتطوير مناطق الدولة كافة عمرانياً وتنموياً واقتصادياً، ويعتبر هذا الطريق الأسرع والأكثر فعالية في ترسيخ اتحاد دولة الإمارات.

الثاني 
التركيز بشكل كامل خلال الفترة المقبلة على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم. التنمية الاقتصادية للدولة هي المصلحة الوطنية الأعلى، وجميع مؤسسات الدولة في تخصصاتها كافة وعبر مستوياتها الاتحادية والمحلية ستكون مسؤوليتها بناء أفضل بيئة اقتصادية عالمية، والحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها خلال الخمسين عاماً السابقة.

الثالث
السياسة الخارجية لدولة الإمارات هي أداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية للدولة، وهدف السياسة هو خدمة الاقتصاد، أما هدف الاقتصاد فهو توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد.

الرابع 
المحرك الرئيس المستقبلي للنمو هو رأس المال البشري. تطوير التعليم في الإمارات، واستقطاب المواهب، والحفاظ على أصحاب التخصصات، والبناء المستمر للمهارات، الرهان للحفاظ على تفوق الإمارات.

الخامس
حسن الجوار أساس للاستقرار، والمحيط الجغرافي والشعبي والثقافي الذي تعيش ضمنه الدولة يعتبر خط الدفاع الأول عن أمنها وسلامتها ومستقبل التنمية فيها. كما أن تطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية مع هذا المحيط يعتبر أحد أهم أولويات السياسة الخارجية للدولة.

السادس
ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات هي مهمة وطنية للمؤسسات كافة. دولة الإمارات هي وجهة اقتصادية واحدة، ووجهة سياحية واحدة، ووجهة صناعية واحدة، ووجهة استثمارية واحدة، ووجهة ثقافية واحدة، ومؤسساتنا الوطنية مطالبة بتوحيد الجهود، والاستفادة المشتركة من الإمكانيات، والعمل على بناء مؤسسات عابرة للقارات تحت مظلة دولة الإمارات.

السابع
التفوق الرقمي والتقني والعلمي لدولة الإمارات سيرسم حدودها التنموية والاقتصادية، وترسيخها عاصمةً للمواهب والشركات والاستثمارات في هذه المجالات، سيجعلها العاصمة القادمة للمستقبل.

الثامن
منظومة القيم في الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح، وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوّة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية، وستبقى الدولة داعمةً عبر سياستها الخارجية لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية.

التاسع
المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً، ولا ترتبط المساعدات الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة، كما أن الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات. 

العاشر
الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل الخلافات كافة هي الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية.

أهداف 
تشتمل أبرز أهداف وثيقة مبادئ الخمسين على ما يلي: بناء أقوى وأنشط اقتصاد في العالم، توفير أفضل حياة للشعب الإماراتي، تطوير التعليم واستقطاب المواهب، ترسيخ مكانة الإمارات عاصمةً للشركات والاستثمارات في المجالات العلمية والتقنية والرقمية، ترسيخ سمعة دولة الإمارات العربية المتحدة الإقليمية والعالمية، ترسيخ السلم والاستقرار الإقليمي والعالمي، تعزيز روح الانتماء والولاء وقيم التسامح والتعايش والخير والعطاء الإنساني، العمل على بناء مؤسسات عابرة للقارات تحت مظلة الإمارات، تطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية مع المحيط الجغرافي.

التزامات 
تضمنت وثيقة مبادئ الخمسين، مجموعة من الالتزامات تتمثل بترسيخ قيم العدالة والكرامة البشرية، احترام الثقافات، الأخوة الإنسانية، احترام الهوية الوطنية، دعم المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوة الإنسانية، نهج السياسة الخارجية الإماراتية هو الدعوة للسلم والمفاوضات والحوار لحل جميع أشكال الخلاف، والعمل مع الشركاء حول العالم للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.

القيم الإنسانية 
لم تخلُ وثيقة مبادئ الخمسين من القيم والمبادئ الإنسانية السامية التي تجسد سياسة الدولة في دعم الشعوب المنكوبة وإغاثة الملهوف، وتتمثل في: المساعدات الإنسانية الخارجية للإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً. لا ترتبط مساعدات الإمارات الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة. الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات.

المصالح الاقتصادية
الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية بالقاهرة، قال إن الإمارات تشهد إنجازات اقتصادية كبيرة بكل المقاييس وبشهادة ما يحدث على أرض الواقع، ويشعر بها المواطن ومن يعيش على أرضها، وهذا الإعجاز والإنجاز تم من خلال تطبيع السياسة الخارجية لصالح الاقتصاد، ورفاهية المواطن كما جاء في المبدأين الثالث والسادس في «الخمسين». وأوضح الشافعي لـ«الاتحاد» أن الاقتصاد الوطني قفز لمرتبة متقدمة عربياً وعالمياً بفضل النجاحات والاستثمارات وزيادة الصادرات، ويشهد الاقتصاد طفرة ونقلة كبيرة ينعم بها المواطن، وكذلك طفرة في التحول الرقمي والشمول المالي التي سبقت بها الإمارات دول العالم.

حسن الجوار
شدد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، على أن الإمارات تقدم نموذجاً للمسؤولية الإقليمية، وتحرص على تحقيق الأمن والاستقرار من خلال احترام قواعد القانون الدولي، بدليل ما تم تضمينه في المبدأ الخامس من مبادئ الخمسين، وعلى رأسها سياسة حسن الجوار وتطوير علاقاتها السياسية.
وأضاف السفير حجازي لـ«الاتحاد» أن هذا الأمر يعكس الوعي والثبات لسياسة الدولة، وما تحمله على عاتقها لتحقيق الأمن والاستقرار، ويرسي قواعد وأسس التعامل مع دول الجوار، وأعرب عن أمله في أن يتم إصدار إعلان إقليمي يتجاوب مع مبادئ الخمسين لتتبناها كل دول المنطقة.

المساعدات الإنسانية
عن المساعدات الإنسانية الخارجية التي تقدمها الإمارات، أشار الدكتور صلاح الدين الجعفراوي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مشوار» التنموية، إلى أن الإمارات تثير إعجاب العالم بالمواقف الراسخة والإنسانية، استكمالاً لمسيرتها الخيرية التي بدأتها منذ تأسيسها.
وأضاف الجعفراوي لـ«الاتحاد» أن الإمارات استطاعت أن تؤصل للكثير من المبادئ والأخوة الإنسانية والتعايش بين الدول والتخفيف من المعاناة عن الدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية، وسباقة دائماً في كل حدث، مشيراً إلى أن مؤسسات الدولة الخيرية تعمل على تحقيق مبادئ الخمسين من خلال تقديم المساعدات الخارجية، وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. 

الأخوة الإنسانية
حول قيم التسامح والأخوة الإنسانية وترسيخ دولة العدالة كما جاء في البند الثامن من مبادئ الخمسين، قال الدكتور أحمد حسين، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، إن دولة الإمارات لها دور كبير في نشر هذه القيم، وإن هذا الدور ليس غريباً على دولة راعية للسلام والسلم، والمجتمعات الآمنة، وهي قيم متأصلة.
200 جنسية يعيش أبناؤها ويعملون على أرض دولة الإمارات من مختلف الثقافات والأديان والأعراق، يعيشون في تناغم وتعايش، والإمارات موطن لأكثر من 40 كنيسة ومكاناً للعبادة، ما يؤكد أنها قائمة على التسامح والتعايش السلمي بين الجميع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©