منى الحمودي (أبوظبي)
عبّر عدد من أسر شهداء الإمارات عن فخرهم واعتزازهم بالبطولات والتضحيات التي قدمها شهداء الإمارات البواسل في سبيل الوطن ورفع رايته عالياً يُفاخر بها أمام الأمم، وأكدوا أن الشهداء قدموا نموذجاً حقيقياً لقيم الولاء للوطن والأمة والتضحية والفداء من أجله، ورغم مرور سنوات على فقدان أحبتهم، إلا أنهم باقون على العهد، مؤكدين أن الإمارات تستحق، وأن تضحيات الشهداء ستبقى في ذاكرة الوطن، وسيزرعها كل أب وأم في ذهن أبنائهم، وسيتم ذكر الشهداء في كل محفل.
وبمناسبة يوم الشهيد، قال ضاوي الطنيجي والد الشهيد سيف ضاوي راشد الطنيجي: «أفتخر كأب بأن يكون لديّ ابن شهيد في سبيل الدفاع عن الوطن، فالشهادة مطلب يتمناه كل شخص في حياته، فدين الإسلام أعلى من مكانة الشهيد في الجنة، وكرمهم سبحانه وتعالى بأنهم أحياء يرزقون في رحابه».
وأشار إلى أن ابنه الشهيد كان فخوراً في عمله بالقوات المسلحة، ومواظباً ومجتهداً، شخصيته محبوبة بين الجميع وما زال يذكر بالخير لدى جميع من عرفه، مؤكداً أن هامة الشهداء ستبقى شامخة اعتزازاً لما قدموه في حياتهم من أجل الوطن.
ولفت إلى أن الشهيد ذكراه في كل يوم، وتأتي مناسبة يوم الشهيد لتروي للأجيال ما صنعه أبطال الوطن في ميادين العز والشرف، فهم الفخر والإلهام، وستبقى ذكراهم في القلب والوجدان، ويبقى نموذج الوفاء الذي قدموه للوطن هو أعلى نموذج يُحتذى به لأجل ترسيخ حب الوطن والولاء له، سائلاً الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
فخر واعتزاز
من جانبه، أعرب إبراهيم الشحي، شقيق الشهيد علي حسن محمد الشحي، عن فخره واعتزازه بيوم الشهيد باعتباره ذكرى أبناء الإمارات الذين استشهدوا في خدمة هذا الوطن، وبوصفه يوماً تتآلف فيه القلوب لدعم القيادة والوطن وأهالي الشهداء.
وقال «الشهيد لا يغيب عن بالنا أبداً، ويعتبر فقده مختلفاً عن حالات الفقد الأخرى، فسبحانه عز وجل وضع كرامات في الشهيد تجعل أهله وأصدقاءه ومعارفه يتذكرونه بشكل متواصل ويقومون بالدعاء له».
ولفت إلى أن شقيقه الشهيد كان لديه الكثير من المعارف والذين حتى الآن متواصلين مع العائلة، وبمجرد رؤيتهم لأحد من أفراد العائلة يقومون بذكره والدعاء له، حتى أصبحت أسر الشهداء وأصدقاؤه ومعارفه يفخرون بأنهم عرفوا الشهيد يوماً ما.
وأكد أن الاستشهاد في سبيل الوطن فخرٌ وعزٌ وشرفٌ للشهيد ولأهله، فالسمعة التي يتركها خلفه لا يمكن مقارنتها بأي سمعة أخرى، باعتبار أنها سيرة عز وفخر خلفها من بعده لذكرها بين جميع من يعرفه ويفخر بها أبناؤه الأربعة ووالده ووالدته.
وذكر أن تخصيص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات يوماً للشهيد، يعتبر تكريماً على أعلى مستوى للشهداء، وأمر يُشرف أسر الشهداء الذين ينظرون للقيادة التي ثمنت جهد وتضحية أبنائهم والتي لم تكن لأنفسهم، بل لأجل الدين والوطن والقيادة، حتى خلق ذلك الأمر كرامة متبادلة بين القيادة والشهيد.
كما يأتي تخصيص دعاء في صلاة المسجد ودعاء في يوم الجمعة للشهداء، هو أمر مثلج للصدر ويبعث نوعاً من الراحة لأسر الشهداء والذين يكون إحساسهم ومشاعرهم مختلفة عند سماعهم لدعاء الشهيد. وأعتبر أن يوم الشهيد يوم استثنائي بكل المقاييس، فهو يوم احتفاء وفخر وعز، يلتف به الجميع حول أسر الشهداء ويتواصل معهم، حيث يصبح شعب الإمارات عائلة واحدة في هذا اليوم والمشاعر واحدة، كما يتوحد الدعاء للشهداء.
وقدم شكره للقيادة الرشيدة ومكتب أسر الشهداء الذين يرعون أسرة الشهيد من والدين وأبناء وإخوة، حيث يؤكدون من خلال ذلك أن جميع أبناء الوطن هم أبناء القيادة، خصوصاً لمن استشهد في سبيل الوطن.
يوم عظيم
من جهته، قال عبدالله أحمد ابن الشهيد أحمد عبدالله أحمد عمر، يوم الشهيد يوم عظيم بالنسبة لنا وهو يوم فخر واعتزاز بما قدمه الشهيد للوطن والقيادة والشعب، وأسأل الله أن يحفظ دولة الإمارات، وأن يسكن شهداءنا الأبرار فسيح جناته على ما قدموه من تضحية لأجل الوطن، وأن ننعم بأمن واستقرار ومزيد من التطور والتقدم.
وأضاف: «جميعنا فداء للوطن وعلى خطى والدي الشهيد في تلبية نداء الواجب في أي وقت وتحت أي ظرف وحمل راية الشهيد، ونعاهد على إكمال المسيرة بكل عزيمة وإصرار، باعتبارهم قدوة في حب الوطن والفداء والولاء له».
ولفت إلى أن يوم الشهيد يوم تحية لإنجازه الوطني وروايته الشجاعة في الدفاع عن الوطن بدمائه الزكية، وهو فرصة لرد الجميل لرجال الوطن الأشاوس الذين لم يدخروا جهداً في الدفاع عن الوطن ولم يهابوا ولم يتوانوا بالدفاع عن الوطن، وأدوا واجبهم الوطني داخل الدولة وخارجها مقدمين أرواحهم فداءً للوطن.
الولاء والتضحية
وقال راشد أحمد ابن الشهيد أحمد عبدالله أحمد عمر، استشهد والدي بكل فخر في مهمة الحفاظ على الوطن، مقدماً بذلك نموذجاً للولاء والتضحية للوطن، تاركاً لنا ذكرى عز وشرف نستذكرها في كل وقت لما قدمه من تضحية بحياته وهي أغلى ما يملكه لأجل الوطن.
وقال: «تطغى مشاعر الفخر والاعتزاز على مشاعر الشوق لمن استشهدوا في سبيل الوطن، ولا يوجد ما هو أفضل وأعلى من أن تُعرف بأنك ابن الشهيد ووالدك شهيد الوطن وأفنى حياته لأجل الوطن وكتب اسمه من ذهب في تاريخ الدولة».
وأضاف: «في كل صلاة جمعة يتم تخصيص دعاء للشهداء، وهو ما يبعث الطمأنينة والراحة في قلوب أسر الشهداء ويجعلهم معتزين وفخورين بشهدائهم الذين يتوحد الدعاء لهم من جميع المصلين».
وذكر أن يوم الشهيد مصدر إلهام وفخر كبيرين لأسر الشهداء الذين أثبت أبناؤهم بتضحياتهم انتماءهم وولاءهم لوطنهم، وتكريس جهودهم من أجل المحافظة على القيم والمبادئ التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعززتها القيادة الرشيدة.