سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلنت مباركة إبراهيم، المدير التنفيذي لقطاع المعلومات بالإنابة بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، تنفيذ المؤسسة 12 مشروعاً وخدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ بهدف الارتقاء بجودة الخدمات الصحية في المرافق الطبية بالمؤسسة إلى مستويات تنافسية مرموقة وضمن معايير عالمية.
وقالت، في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»: «تعمل المؤسسة على استقطاب أحدث التطورات المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتبني استخدامها فيما يعود بالنفع والسعادة على المتعاملين وكفاءة الأعمال». وأضافت: «يعتمد تبني التقنيات على تحديد الأهداف المرجوة من المشاريع ومواءمة ذلك مع مختلف الاستراتيجيات الوطنية الداعمة للتكنولوجيا الناشئة، والابتكار، ورفاه المواطنين، والمقيمين». وأشارت إلى أن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تقوم بتطوير تقديم الخدمات للمتعاملين عبر استخدام التكنولوجيا بشكل عام، والتقنيات الحديثة الناشئة بشكل خاص؛ بهدف تحقيق الجودة والكفاءة والفعالية في تقديم الخدمات للمتعاملين. وذكرت أن المرافق الطبية بالمؤسسة تقوم بتشخيص سرطان الثدي بتقنية الذكاء الاصطناعي من خلال استخدام جهاز «الماموغرام»، للمساعدة في عملية الكشف عن هذا النوع من السرطان، وهو ما يؤدي إلى تعزيز خدمات الرعاية الصحية، وتحسين تجربة المتعامل.
جراحات ذكية
وتحدثت مباركة إبراهيم عن جهاز مراقبة نبضات القلب بالذكاء الاصطناعي ورصد بيانات القلب الكهربائية للمرضى، وإعطاء إنذار صوتي عند دخول المريض مرحله الخطر ليتم التدخل الطبي، لافتة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي بعلاج مرضى السكري، عبر تركيب أحدث مضخة أنسولين لمريض سكري من النوع الأول بنظام «MinimedTM 780G».
وأوضحت أن المضخة تعمل كبديل عن البنكرياس الطبيعي، من خلال إحداث توازن أدق بين جرعات الأنسولين والجلوكوز، كما تساعد على منع حالات هبوط نسبة السكر بالدم، وذلك بفضل الذكاء الاصطناعي والخوارزميات التي تتيح وقف ضخ الأنسولين مؤقتاً وإعادة تشغيله أوتوماتيكياً من دون تدخل من المريض.
وأكدت أن هذا الإنجاز يسهل التعايش مع مرض السكري، وتحسين جودة حياة المرضى، وتعزيز الثقة بجودة وكفاءة خدمات الرعاية الصحية للمؤسسة، لافتة إلى استخدام المؤسسة لجهاز يقيس السكر على مدار 24 ساعة معتمداً على التقنيات الذكية، حيث إنه جهاز موصول بشريحه تثبت بذراع المريض تسجل قياس السكر على مدار الـ 24 ساعة، وبإمكان المريض تفقد قياس السكر الخاص به بأي وقت باستخدام تطبيق، مما يمكنه من التعرف على نسبه السكر بالدم.
وذكرت أن هذا الجهاز يشير إلى مدى الحاجة لأخذ الإبرة من عدمها، كما أن الطبيب بإمكانه متابعة مرضاه المستخدمين لنفس الجهاز وقياسات السكر الخاصة بهم عن طريق التطبيق الذكي المربوط به الجهاز.
استخدام الروبوتات
وأكدت مباركة إبراهيم نجاح المؤسسة في استخدام الروبوتات في خدمات جراحة القلب «البالغين والأطفال»، وتقليل وقت العملية المستغرق ومدة الإقامة في المستشفى، وتسهيل إجراء الجراحات المعقدة بالنسبة لأمراض القلب، وأيضاً تقليل نسبة الأخطاء الجراحية، مما ينعكس على نتائج سريرية أفضل، والتقليل من إحداث الشقوق الجراحية، وتقليل نسبة العدوى.
وقالت: إن هذه النتائج المهمة هي نتيجة استقدام المؤسسة برنامجاً متقدماً من الذكاء الاصطناعي المبتكر المسمى «ROR» في عام 2018، يسمح بالدخول السهل والمرن للشرايين المراد علاجها، يتكون من جزأين، الأول ملاصق للسرير والآخر يعتبر مقصورة موجودة على بعد أمتار عدة بأذرع تحكم عن بُعد». وعن مشروع الصيدلية الروبوتية، أفادت مباركة إبراهيم، أن الصيدلية الروبوتية تعمل بطريقة متكاملة ودون تدخل بشري، يتمكن فيها الروبوت من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي من تحديد أماكن الأدوية والتفرقة بينها عند صرف علب الأدوية الكاملة والأدوية الموصوفة بحبات دواء محددة. كما يتميز الروبوت بقدرات وتقنيات فائقة المستوى لتحضير وصرف الوصفة الطبية آلياً خلال أقل من دقيقة واحدة، ويتحمل سعة تخزين تفوق أكثر من 45 ألف علبة دواء بالموقع الواحد لبعض الصيدليات. وشددت على أن مشروع الصيدلية الروبوتية، ساعد في تسهيل وتطوير رحلة المتعامل وكسب رضا وثقة المستفيدين من الخدمات الصيدلانية في المؤسسة. وكشفت عن أن المؤسسة تستخدم حالياً نسخة تجريبية من تقنيات تشخيص الخرف بالذكاء الاصطناعي، وهي تقنية تقييم معرفي محوسبة متكاملة، تهدف إلى الكشف المبكر عن أمراض ضعف الإدراك والمراحل المبكرة من الخرف، مما يتيح فرصة أسرع للعلاج وتقليل المضاعفات. وذكرت أن النجاح في هذا الاستخدام يحقق الكثير من النتائج الإيجابية، أبرزها تعزيز خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمجتمع من خلال التعرف على مشاكل ضعف الإدراك بمراحل مبكرة، مشيرة إلى استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في المساعد الافتراضي من أجل الرد الفوري على استفسارات وأسئلة المتعاملين لتعزيز العلاقة معهم.
أصحاب الهمم
وكشفت مباركة إبراهيم عن تنفيذ مشروعين ذكيين لخدمة أصحاب الهمم، أولهما: تطبيق نظام يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحويل النص المقروء إلى نص مسموع من أجل تسهيل الوصول إلى المحتوى لأصحاب الهمم صوتي، وثانيهما: تحويل النص المقروء على الموقع الإلكتروني إلى لغة الإشارة من أجل تسهيل الوصول إلى المحتوى لأصحاب الهمم، ويهدفان إلى تحسين تجربة أصحاب الهمم في استخدام القنوات الرقمية.
ولفتت إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأوامر الصوتية التي يتم إدخالها من قبل الأطباء من خلال ميكروفون وتحويلها إلى نصوص مكتوبة، ويسهم في تحديد الأخطاء وتقديم الاقتراحات الممكنة، ويؤدي إلى تسريع عملية إدخال البيانات الصحية في سجل أو ملف المريض، وتحسين جودة الخدمة المقدمة له.
وتطرقت إلى مشروع تطوير المنصة الذكية لتحليل وإدارة البيانات المؤسسية بصورة متكاملة تسهم في صناعة القرار بشكل متسق وعلى جميع المستويات في المؤسسة، مشيرة إلى أن المؤسسة في المرحلة التجريبية من منصة إدارة إنتاجية القوى العاملة المدفوعة بالتحليلات، بهدف توفير مصدر موحد للبيانات الموثوقة، والجمع بين البيانات السريرية والبيانات التشغيلية والمالية.