هالة الخياط، آمنة الكتبي (أبوظبي)
أعلنت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، رئيسة اللجنة العليا لحوار أبوظبي للفضاء، أن حوار أبوظبي للفضاء سيركز على أهمية استدامة وصول المركبات الفضائية إلى المدار المنخفض حول الأرض والذي يزود الدول بخدمات مهمة في الحياة اليومية، وموضحة أنه سيتم التطرق إلى السياسات الفعالة للحفاظ على هذه المدارات، واستدامة استغلال الدول والشركات لهذا المدار، والتعامل مع التحديات التي يعاني منها.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته أمس في أبوظبي للإعلان عن تفاصيل استضافة العاصمة للنسخة الأولى من حوار أبوظبي للفضاء، والذي ينعقد برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يومي 5 و6 ديسمبر المقبل، بمشاركة عالمية رفيعة المستوى من قادة الدول النشطة في مجال الفضاء، ونخبة من الخبراء، وأهم الشخصيات المؤثرة في القطاع حول العالم.
وأشارت معاليها إلى أهمية قطاع الفضاء، لا سيما أنه يدخل في العديد من المجالات، ومنها البيانات الخاصة بتغير المناخ على كوكب الأرض، والتغيرات الطارئة عليه تدرس من خلال الأقمار الاصطناعية المنتشرة حول كوكب الأرض، وكافة هذه الأقمار الموجودة في المدار المنخفض لها فوائد اقتصادية مباشرة من جانب تطوير الاقتصاد أو من جانب الاستفادة من البيانات التي تأتي من هذه الأقمار.
كما أن كافة الأقمار الاصطناعية الجديدة التي تدعم شبكات الاتصال الرقمية كلها موجودة في هذا المدار، ما يجعل من المدار المنخفض أحد أكثر المدارات حول كوكب الأرض ازدحاماً، ويعتبر من المدارات المهمة من جانب استخدامنا اليومي لتكنولوجيا الفضاء.
وأضافت معاليها أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تتبنى علوم الفضاء باعتبارها ركيزة أساسية لمواصلة عمليات التطوير والتنمية، وخلق فرص مستقبلية جديدة لتحسين حياة الناس، مشيرة إلى أن الإنجازات والمشاريع الإماراتية في قطاع العلوم والفضاء رسخت ثقة العالم بالإمارات وقدراتها في إفادة المجتمع العلمي العالمي.
وأضافت معاليها «تشهد النسخة الأولى من حوار أبوظبي للفضاء حضوراً رفيع المستوى من قادة الدول النشطة في مجال الفضاء، يتقدمهم فخامة إسحاق هرتسوغ، رئيس دولة إسرائيل، ودولة ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند الذي سيلقي كلمة رئيسة عن بُعد»، مبينة أن دولة الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في قطاع الفضاء، وأصبحت من أوائل دول المنطقة في تبني علومه وتحقيق إنجازات نوعية فيه.
وتابعت أن دولة الإمارات تقود المنطقة في قطاع الفضاء نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، وهي تمتلك 19 قمراً اصطناعياً مدارياً، وأكثر من 10 أجسام فضائية جديدة قيد التطوير، ولدينا في الإمارات أكثر من 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية عالمية وناشئة، وهناك أكثر من 3000 عامل ومهندس وخبير يعملون في القطاع، بالإضافة إلى 5 مراكز بحثية لعلوم الفضاء، و3 جامعات لتأهيل الكوادر الوطنية، والإمارات خامس دولة في العالم تنجح في الوصول إلى مدار المريخ ومن المرة الأولى، بعدما تمكن «مسبار الأمل» ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من الوصول للكوكب الأحمر في فبراير 2021.
وبينت معالي سارة الأميري أن حوار أبوظبي للفضاء يعتبر الحدث الأول من نوعه في العالم، وهو فرصة لكافة الدول والمؤسسات والشركات والأفراد لتطوير الشراكات والتعاون في مجال علوم الفضاء، موضحة أنه يمثل منصة تجمع قادة وصناع السياسات في مجال الفضاء لمناقشة واستعراض 3 مواضيع رئيسة، هي استدامة الفضاء وضمان الوصول إليه وتعزيز أمنه من خلال أكثر من 35 جلسة نقاشية وحواراً وزارياً وورشة عمل وكلمات رئيسة، ويستقطب الحوار العالمي أكثر من 300 ممثل عن وكالات الفضاء وقادة قوات فضائية عالمية، كما ذكرت معاليها «أن هناك أكثر من 45 دولة استقطبها الحدث العالمي، حيث تشارك فيه 35 وكالة فضاء من: الإمارات وكولومبيا والفلبين وإيطاليا ورومانيا وسنغافورة وروندا وبولندا والنرويج وفرنسا وغيرها من الدول، بالإضافة إلى وكالة الفضاء الأوروبية».
وقالت معاليها سيشارك في الحدث 77 شركة من القطاع الخاص منها: «جيوبوليتيكال فيوتشرز» و«نورثروب جرومان»، و«ريدواير سبيس»، و«إيرباص للدفاع والفضاء»، و«أمازون ويب سيرفيسز»، و«برايفيتير سبيس»، إلى جانب مشاركة عدد من قادة الفكر في مختلف مجالات وصناعات الفضاء.
أهداف
وأكدت معالي سارة الأميري أن الأهداف الرئيسة التي سيركز عليها «حوار أبوظبي للفضاء» والتي تتمثل في جعل حوار أبوظبي للفضاء منصة عالمية تلتقي فيها الجهود المشتركة بين كافة القطاعات المعنية بالفضاء، وتوحيد الرؤى والأفكار واستعراض أهم التحديات التي نتشاركها جميعاً، والخروج برؤية مشتركة وموحدة، ومواصلة قطاع الفضاء تطوير مشاريع التنمية، وتحفيز دعم برامج الفضاء الحكومية، وفي القطاع الخاص، للعبور إلى المستقبل، وبما ينعكس على العالم والبشرية بالخير.
وأضافت معاليها: «تتمحور أهداف الحوار حول مناقشة الاحتياجات العالمية من القدرات الاستراتيجية والخدمات والبنى التحتية والقوانين والموارد الأساسية، وتوفير منصة عالمية للدول الناشئة والكبرى في قطاع الفضاء لعرض منجزاتها وتطويرها جنباً إلى جنب، وتقديم رؤى جديدة لإدارة الفضاء وتنميته».
الحطام الفضائي أحد أهم المحاور
رداً على سؤال «الاتحاد»، أوضحت معالي الأميري أن أحد المحاور الرئيسة في حوار أبوظبي للفضاء ستركز على الحطام الفضائي ومخلفات الفضاء، مشيرة إلى أنه خلال السنوات العشر القادمة سيتطلب من كافة الدول التي لديها استثمارات في قطاع الفضاء، التعامل مع مخلفات الفضاء ووضع حل جذري لهذه المشكلة، والتأكيد على عدم تسييس العلاقات في قطاع الفضاء، والنظر بكيفية زيادة خدمة قطاع الفضاء للقطاعات المختلفة. وأكدت أهمية حوار أبوظبي للفضاء في إيجاد منصة مفتوحة للنقاشات بين الأطراف المعنية بقطاع الفضاء من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية المعنية بهذا القطاع، مبينة أن مجال استكشاف الفضاء الخارجي مجال يدخل فيه العديد من التكنولوجيا، وأهمية الحوار تمكن في المشاركة وتبادل المعرفة وآليات العمل بين المشاريع المختلفة واستدامة المشاريع البحثية، سواء في القمر أو على سطح وحول الكواكب الأخرى، وكيفية استكمال التبادل المعرفي بين وكالات الفضاء حول العالم. وأكدت أن دولة الإمارات لديها عدة مشاريع في مجال الفضاء، ويتم الاستثمار فيها وتطوير قدرات القطاع الخاص، حيث يقدر عدد الشركات الخاصة العاملة في قطاع الفضاء بـ 50 شركة، مؤكدة مدى أهمية زيادة المعرفة وبناء القدرات في مجال قطاع الفضاء، لافتة إلى أهمية العمل على مواءمة التشريعات والبيئة التنظيمية لقطاع الفضاء في الدولة مع البيئة التشريعية الدولية ووجودها كمحفز ومحرك للاستثمارات في قطاع الفضاء.
بدوره، قال عمران شرف، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي «كوبوس»، عضو اللجنة العليا لحوار أبوظبي للفضاء: «إن دولة الإمارات داعم أساسي للصناعات المرتبطة بعلوم الفضاء، حيث رسخت مكانتها العالمية بين أهم الدول الفاعلة في نادي الفضاء من خلال الإنجازات التي حققتها في هذا المجال، وهي حريصة على تعزيز التعاون الدولي في استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه السلمي».
وأضاف أن دولة الإمارات تلعب دوراً مؤثراً في صياغة السياسة الفضائية في العالم، حيث نجحت السياسة الخارجية للدولة في تفعيل دورها بالمحافل الدولية والمهمة على الصعيد العالمي، وهي تؤمن إيماناً راسخاً بأهمية الوصول العالمي والمتساوي إلى الفضاء الخارجي لجميع الدول والتعاون الدولي في تطوير الأنشطة الفضائية. وأشار إلى أن حوار أبوظبي للفضاء سيرسخ جهود دبلوماسية الفضاء والعلوم عالمياً، ويشجع الوصول العادل والسلمي إلى الفضاء لجميع الدول، وسيسهم في تعزيز الامتثال للأطر القانونية الدولية ومعاهدات الأمم المتحدة التي تحكم سلامة واستدامة الفضاء الخارجي بين الدول الأعضاء.
وأوضح أن استضافة الإمارات لهذا الحدث العالمي تؤكد دورها الحيوي في قيادة التطوير في القطاعات الحيوية، من خلال استقطابه خبراء وصناع قرار في مجال الفضاء، مشيراً إلى أن «حوار أبوظبي للفضاء سيسهم في خلق رؤية مشتركة لمستقبل الفضاء عبر الإسهام في صياغة السياسات الدولية لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات العالمية في المجال».
وتابع شرف «سيسلط حوار أبوظبي للفضاء الضوء على تأثير الفضاء على الوضع الجيو سياسي، وتعزيز القانون الدولي للاستفادة من القطاع، وتأثير عودة السباق نحو الفضاء على عمل مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي ولجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، وكيفية التحكم ومنع سباق التسلح في الفضاء، وتحقيق التوازن بين الاستخدام العادل للأصول الفضائية المهمة من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية وتأمين الحماية اللازمة لها، بالتزامن مع تحول القدرات الاستراتيجية إلى فرص اقتصادية، كما سيستضيف الحدث حواراً وزارياً عن الفضاء في البرامج الوطنية للعلوم والتكنولوجيا واجتماعات ثنائية رفيعة المستوى لبحث فرص التعاون الثنائي بين الدول».
نقاشات
أكد عمران شرف أن دولة الإمارات تتعامل مع قطاع الفضاء من خلال المعرفة وبناء الخبرات والقدرات البشرية وتطوير التكنولوجيا لرفع جودة حياة البشر، مشيراً إلى أن الدولة تتحدى دول العالم اقتصادياً بمنتجات متقدمة ذكية تخدم فيها البشرية، من خلال الاستفادة من المعلومات والبيانات التي تحصل عليها من الاستثمار في قطاع الفضاء.
وقال إن النقاشات في حوار أبوظبي للفضاء ستركز على كيفية الحفاظ على الفضاء، وتحقيق المصالح الاقتصادية والسياسية، وتقريب وجهات النظر، وتحقيق المنفعة الاجتماعية والاقتصادية.